إن الحمد لله نحمده ونستعينه
ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة
ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى
آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فاتقوا الله عباد
الله كما ينبغي أن يتّقى واعبدوه وارجوه وهو المأمل والمرتجى (( ياأيها الذين
آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ، (( ياأيها الناس
اتقوا ربكم واخشوا يوماً لايجزي والدٌ عن ولده ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده
شيئاً إن وعد الله حق فلاتغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرّنكم بالله الغرور )) معشر المسلمين إنه لايخفى على عاقل بصير ما
عمت به البلوى في كثير من بلاد المسلمين من تبرج كثير من النساء وعدم التزامهن
بالنقاب الذي أسموه بالحجاب وهي من تسمية العوام في كثير من الأمصار الذين نشأوا
على أن الحجاب والنقاب ليس بينهما فرق ويقصدون بالحجاب تغطية شعر الرأس والأذنين
وأسفل الحنك وهو كذلك ولكن الإشكال
والطامة أن يفسروا مراد الله في فرض النقاب بأن المقصود به الحجاب فلا يوجبون
بالتالي تغطية الوجه ، ولا شك أن هذا منكر عظيم، وسبب لنزول العقوبات والنقمات
حتى ظن الكثير منهم أن النقاب عادة وليس عبادة فميع كثير من مرضى القلوب ونشروا زوراً
بأن النقاب هو مايسمّى في مصطلح العلماء بالحجاب وقد ورد في الشرع تسميات أربع
لكل من تغطية الوجه والشعر والكفين فمنها وهو أعمها وأكملها وأشملها والذي هو
" الجلباب " الذي يُغطي كمل الجسد من أعلى الرأس إلى أخمص القدم حتى
يلامس الأرض إلا قليلاً وهو الذي عناه الله حينما قال :
(( ياأيها النبي
قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهم من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلايؤذين
وكان الله غفوراً رحيما )) وهو المطلوب شرعاً والواجب على
المرأة بحضور الرجال الأجانب ولا شيء ينوب عنه ، ومن المسميات الأربع "
الخمار " وهو الذي يغطي الوجه خاصة والعينين وهو واجب أيضاً بحضور الرجال
الأجانب عن المرأة وقد ذكره الله عند قوله تعالى : (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن
ولا يُبدين زينتهن )) ومن المسميات أيضاً " النقاب " وهو مايغطي الوجه
مع ابداء العينين وهذا النوع هو المستهدف في زماننا بعد أن تخلّص أعداء
الإسلام من الجلباب والخمار وساعدهم بعض
السفيهات من النساء وإن كان بعض النساء لم يتعرضن للفتنة ولم ينجرفن وراء التيار
ولله الحمد ، والمسمى الأخير من هذه المسميات الأربع هو الحجاب وهو تغطية الشعر
والصدغين والأذنين مع امرار الغطوة من تحت الحنك وهذا الذي يُسمى بالحجاب وهو
ممنوعٌ ومحظورٌ شرعاً بحضرة الرجال الأجانب
لأمر الله
بالجلباب في الآية السابقه فلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفعل ذلك
لأن فيه إظهار
للوجه الذي هو مجمع الحسن والجمال ويحل لها أن تفعله بحضرة المحارم وهذا أمرٌ معلوم عباد الله : إن دعاة الضلالة وأهل الفساد يحاولون دائما تشويه صورة النقاب ، ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة ، وأنه كبت لها وتقييد لحريتها، ويشجعونها على التبرج والسفور وعدم التقيد بالنقاب الذي يرونه يُقيّد حرياتهم وبدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر، وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد تعتقده بعض الساذجات، وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها، فاحذروا معشر المسلمين والمسلمات أن تنخدعوا بمثل هذا الكلام ، واعلموا أن حياء المرأة هو زينتها وهو كمالها وتحضرها لافسقها وتحررها من هذه الثوابت والتي منها النقاب الشرعي ، وإنك لتجد مدى رجولة الرجل وشهامته وغيرته وصلاحه من خلال لباس أهله ، وتجد عكس ذلك من فسق الرجل وديوثته ومرض قلبه – أعاذنا الله وإياكم – من خلال تركه لأهله يلبسون من الملابس مايريدون يفتنون بها عباد الله ويجلبون الشر والإثم والفواحش لبيوتهم وأهليهم وإن ادعى أنه غيور يدفع عن أهله الفواحش والشرور . . ولا تُلام المرأة على لبسها في بيتها ، ولكن كل الكلام في ذلك على لبسها خارج بيتها وبحضرة الرجال المحارم والنساء الأخريات في الأعراس والحفلات ، فإن في وقت الأعراس تُبدي المرأة من جسدها عند النساء الأخريات مالا يحل لها أن تُبديه ، مثل الساق والركبة وربما الفخذ وكامل الذراع ، ووالله إن النساء تعشق غيرها كما يكون بين الرجل والرجل وهذا أمر عظيم وجرمٌ كبير والله لم يأمر بإخراج ذلك عندما أمر بإبداء الزينة للأصناف العشرة عندما قال : (( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ماملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولايضربن بأرجلهن ليُعلم مايُخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيُه المؤمنون لعلكم تُفلحون )) وذكر كثير من المفسرين أي في إبداء الزينة أنها الثياب فقط وليست الألبسة العاريه الماجنة التي بعضها لايحل بأي حال للمرأة أن تلبسه إلا أمام زوجها فقط ولا تلبسه أمام أولادها . عباد الله : إن الله تعالى عندما أمر المرأة بالحجاب إنما أراد لها الطهر والنقاء والعفاف والكرامة بحفظ بدنها وجميع جوارحها من أن يؤذيها مريدٌ للفتنة بأقوال مهينة أو يجرها للفواحش والجرائم وأراد الله لها العزة العلو والرفعة في الدنيا والآخرة فالحجاب تشريف وتكريم لها وليس تضييقا عليها، وهو حلة جمال وصفة كمال لها، وهو أعظم دليل على أدب المرأة وسمو أخلاقها ، وهو تمييز لها عن الساقطات المتهتكات. فاحذري كل الحذر من التساهل في هذا الجانب الذي راعاه الشرع كل المراعاة وأولاه جانباً عظيماً من البيان فالجلباب الشرعي يجب أن يكون سميكا غير شفاف، وألا يكون زينة في نفسه كأن يكون ذا ألوان
ويجب أن يكون واسعاً لاضيقا، ولا لباس شهرة،
ولا معطراً ، لأن النبي حرّم على المرأة أن تتعطر وتخرج إلى مكان فيه رجال
أجانب، فقال: { أيما امرأة استعطرت فمرت بالقوم ليجدوا من ريحها فهي زانية } كما
روى النسائي وأحمد والترمذي وأبو داوود ، وفي الحديث الآخر أيضاً من حديث عائشة
رضي الله الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" أيُّما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت مابينها وبين الله
ستر مابينها وبين الله " ويجب أن
يكون لباس المرأة لايشبه لباس الرجل، ويجب أن يكون الجلباب أيضا ساترا لجميع
البدن وغير واسعِ الأكمام ولا مطرّزا ً أو مزخرفاً وإلا أصبح هو زينة في نفسه
فاللهم من أرادنا وأراد نساء المسلمين وبناتهم بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في
نحره ، وأهلكه قبل تحقيق مراده يارب العالمين . . . بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة ونفعني
وإيكم بما فيهما من الهدى والنور والحكمة أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم
ولسائر المسلمين من كل جرم وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور
الرحيم .
=============== الخطبة الثانيه ===============
الحمد لله الذي حث المؤمنين
والمؤمنات على العفاف وأمرهم باتباع الأسلاف والصلاة والسلام على كريم الأوصاف
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم أما بعد :
عباد الله : إن
الشرع المطهر عندما يأمر بالستر والعفاف يعلم مايُصلح ابن آدم وماهو خيرُ له في
دينه ودنياه وهو الحكيم العليم فيما يشّرع ويقضي ، يعلم مآلات الأمور وعواقب
الحوادث والدهور ، والمتفهم البصير من البشر والعاقل اللبيب يُدرك حكمة الله في
ذلك وبالتالي يُنادي ويدعو غيره لنهج منهج الشرع ، وإلا وقع المسلم أو المسلمة
أو أبنائهم ومن يعولهم أو تعولهم في قبضة المجرمين من الأشرار الذين لايبالون
بهتك الأستار وتتبع العورات وفضح البيوت والنساء والواقع يُثبتُ من ذلك أحداثاً
وقصصاً تجرح الضمير وتوقظ الحيران والغيور لمعالجة الأوضاع والأمور والمبادرة
بنشر الإصلاح وتقويم المعوجّ قبل انهيار منظومة الآداب والقيم في البيوت ، فها
أنتم تسمعون عن العدوان على المحارم في بلادنا وبلاد المسلمين بسبب فشو الألبسة
الفاضحه والزينة المغرية التي لم يراعى فيها جانب الشرع ولا حتى الفطرة التي فطر
الله عباده عليها من محبة الستر حيث قال جل جلاله : (( يابني آدم قد أنزلنا
عليكم لباساً يُواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم
يذّكرون )) وحذّر من كيد الشيطان بعد هذه الآيه مباشرة ومن كيده في نزع اللباس
أو نظره للعورات فقال : (( يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من
الجنة ينزعُ عنهم لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم
إنا جعلنا
الشياطين أولياء للذين لايؤمنون )) .
ومن خلال هذه
الآية فأي تعري للمرأة خارج الإطار الشرعي فهذا يدلّ على ولاية الشيطان عليها
وارتفاع ولاية الله لها ، وهو دليل غضب من الله عليها وختاماً تذكروا جميعاً
حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم ، قال فيه عليه الصلاة والسلام :
" صنفان من أهل النار لم أرهما : قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس
، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لايدخُلن
الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " فانظر أولا: كيف
حفظ الله نظر نبيه من النظر لهؤلاء البشر الذين بدت عوراتهم حينما يُعذبون وهو
القائل عليه الصلاة والسلام : " لاتنظر لعورة حيّ ولا ميّت " وانظر
ثانياً : إلى هؤلاء النساء الذين يلبسون من الألبسة مايظن الناظر إليها أنها
عارية وليست كاسية من شفافة لباسها وتحجيمه لجسدها وسوء عاقبتها ومصيرها في ذلك
وكذلك انظر في الحديث لقوله : " مميلاتٌ مائلات " أي أنها من فسقها تُميل
غيرها وتتمايل في مشيتها وانظر أيضاً للجزء الأخير من صفاتهن " رؤوسهن
كأسنمة البُخت المائلة " : أي من ارتفاعه والبخت نوع من الإبل لها سنامان
أحدهما أكبر من الآخر وذلك أن المرأة تجمع شعر رأسها ويتصاعد حتى يكون شبيها
بسنام الإبل عالياً فوق رأسها وهذا فعل لايحل للمرأة أن تفعله بحال ، فاللهم
احفظ نسائنا من الفتن والأوزار وجنبهن أفعال أهل النار ياعزيز ياغفار .
|
مدونة تدون فيها خطب عصرية عامة تفيد الخطباء وتنشر محتوى في الشبكة يستفيد منه الجميع ، وعلى مذهب أهل السنة والجماعة وبكل فخر . أعدها للخطباء : فاعل خير عفا الله عنه ، ويطلب من المتصفحين والقراء الدعاء له ولوالديه وذريته
الجمعة، 13 أبريل 2018
خطبة عن النقاب والحجاب وأثرهما على المرأه
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها
الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...
-
الحمدلله الذي الذي خلق الخلائق من عدم وأكرم عباده بالنعم وأسبغ عليهم من وافر الكرم وأبان لهم طريق الثبات والقيم والصلاة والسلام على النبي ال...
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و...
-
الحمدلله ولي المؤمنين وقاهر العباد أجمعين والصلاة والسلام على النبي الأمين الذي أنار درب السالكين وأبان سبل الغواية للحائرين ودل أمته على ...