بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وعنا معهم وسلم تسليما كثيراً :
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون "
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
معشر المؤمنين في الأثر الذي رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة عن طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : " دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب ؟ فقيل وما الذباب ؟ وذلك اشتبه عليهم بذباب السيف - أي طرفه - فرأى سلمانَ رضي الله عنه ذبابا ً على ثوب أحدهم فقال : هذا الذباب ؟ فقالوا : كيف ذلك ؟ قال : مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم وقالوا : لايمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئاً ( أي قرّب قربانا ً) فقالوا لأحدهما قدم شيئاً فأبى فقتل ، وقالوا للآخر : قدم شيئاًَ ، قدم ولو ذباباً ، فقال : وأيشٍ ذباب - أي وأي شيء ذباب ، فقدم ذباباً فدخل النار ، فقال سلمان : فهذا دخل الجنة في ذباب وهذا دخل النار في ذباب " ويروى عن النبي مرفوعاً وموقوفا ً
والصحيح أنه موقوف على سلمان رضي الله عنه .
ومن خلال هذا الحديث يتبن أن تقديم القرابين حق لله تعالى لايحل بأي وجه من الوجوه تقديمها لأي مخلوق وحلًّها بتسمية اسم الله عليها ولا يحل منها شيء إذا ذبحت في مكان يُذبح فيه لغير الله حتى لو ذُكر اسم الله عليها فليُنبه لذلك ، ومن الملعونين الأربعة التي ذكرهن النبي صلى الله عليه وسلم من ذبح لغير الله فقال صلى الله عليه وسلم : " لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من آوى محدثاً ولعن الله غير منار الأرض " رواه الإمام مسلم من حديث علي رضي الله عنه .
عباد الله : إن لعن الوالدين أجارني الله وإياكم لايكون بلعنهما مباشرة ولكن بلعن وسب أبي فلان من الناس فيعود اللعن والسب على والد الرجل إن كان مستحقاً وإن لم يكن كذلك فيعود على اللاعن نفسه ولهذا حذره الله بصنيعه هذا من أن يطرده من الرحمة ، وأما إيواء المحدث فهو التستر على الجاني وخاصة من ارتكب جريمة تستلزم الحد ، فهو مؤ ٍ للمحدث بصنيعه هذا وهو مُتوعد باللعن والطرد من رحمة الله حتى لو كان الجاني قريباً ، وأما تغيير منار الأرض فهي حدودها ومراسيمها وعلاماتها فلا يحل تغييرها بأي حال وذنب ذلك مضاعف فقد قال عليه الصلاة والسلام : " من اقتطع شبراً من الأرض ظلما طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين " رواه مسلم
عباد الله : إن تقديم القرابين عبادة جليلة لايحلّ صرفها لأي مخلوقٍ أياً كان عظيماً وقد يستشكل بعض الناس تقديم القربان للضيف أو للأمير فلابد أن نفرّق بين تقديم اللحم والتقرّب بالذبح فالتقرّب بالذبح حقّ لله تعالى وحده وأما الضيف عظيماً كان أم غير ذلك فله من هذا القربان اللحم وليس جنس العبادة وإن كانت هذه الذبيحة ذ ُبحت من أجله تقديمها له .
عباد الله : إن تقديم القرابين عبادة جليلة لايحلّ صرفها لأي مخلوقٍ أياً كان عظيماً وقد يستشكل بعض الناس تقديم القربان للضيف أو للأمير فلابد أن نفرّق بين تقديم اللحم والتقرّب بالذبح فالتقرّب بالذبح حقّ لله تعالى وحده وأما الضيف عظيماً كان أم غير ذلك فله من هذا القربان اللحم وليس جنس العبادة وإن كانت هذه الذبيحة ذ ُبحت من أجله تقديمها له .
اللهم أعذنا من الشرك والإلحاد وسوء النوايا والإعتقاد وفقهنا في الدين واجعلنا من أتباع سيّد المرسلين واغفر لنا يارب العالمين
واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود
=========== الخطبة الثانية ===========
الحمدلله الذي ذلت لسطوته السلاطين ، وعنت لوجهه جباه العارفين والجاهلين من الجن والإنس أجمعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبة الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
إن من أجل القربات وأعظمها في هذه الأيام مواصلة التكبير وإكثاره سواء كان مقيداً أي بعد الصلوات أو مطلقاً في كل وقت وحين حتى تغرب شمس اليوم الثالث عشر وكل هذه الأيام الأربعة أي يوم العيد وأيام التشريق هي عيد قربان وذكر لله تعالى وأما يوم عرفه فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم عيداً ولكنه ليس بعيد ذبح وذلك لاجتماع الحجاج فيه في عرفاتقال صلى الله عليه وسلم: « يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب» وفطر يوم عرفة للحاج فقط وفي حديث عن نُبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل» رواه مسلم ، ولا يحل صيام يوم العيد ولا صيام أيام التشريق لغير الحاج وأما الحاج الذي لم يجد الهدي فإنه يصوم قبل يوم عرفه أو بعد يوم العيد أي من اليوم الحادي عشر فيصوم ثلاثة َأيام وأما يوم النحر فلايحل صومه لاللحاج ولا لغير الحاج إجماعاً
اللهم تقبل من الحجاج حجهم وأفضل عليهم من جودك وعطاءك وإحسانك وتقبل منا نسكنا وصيامنا ودعاءَنا وصلاتـَنا وسائر العبادات واجعلها خالصة لوجهك موجبة لرحمتك واقية من عذابك ياذا الجلال والإكرام .