الجمعة، 23 مارس 2018

خطبة عن الإنتكاسة

الحمد لله الذي بيده قلوب العباد ، وهو الهادي إلى سبل الرشاد هدى بمنته وفضله وأضل بحكمته وعدله وهو الحكيم الجواد ، والصلاة والسلام على المبعوث بالحكمة  والسداد إلى الثقلين عامة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه واستن بسنته إلى يوم التناد ، أما بعد : 

عباد الله : إن مما يلحظه الكثير من الناس في عصرنا وأفراد جيلنا وشبابنا على وجه الخصوص بعد أن ينشأ الناشئ منهم على دين الله وعلى الإستقامة ويضع له قدماً في سلوك الطريق المستقيم ويُعجبك في مقاله وحاله وصحبته لأهل الخير والصلاح والصحوة والفلاح والهدى والنجاح ، يجري عليه قدر الله تعالى فينتكس بعد أن ثبتت قدمه في طريق الحق ويرجع لحال مخزيه ويركب الطرق الملتويه قد هوى به هواه وأضله بغير هدىً من الله ، قد أعماه هواه وشهوته عن تمييز طريق النجاة وغشى بصره من الغشاوه ، وقلبه تمكنت منه القساوة ، حتى عاد مفلسا ً خائبا وعن دروب العقل والرشاد غائباً ومُجنّبا ، وفي سبل الغي معذّبا  ، يتلاعب بفرائض الله وثوابت هذا الدين ويتهكم بالملتزمين ويسخر من المحافظين ويتهمهم بالرجعيين المتخلفين ، وهو لايدري أن الله يمكر به وقد حال بينه وبين رؤية الحق فأعمى بصيرته كما أعمى قلبه وعقله ، يبصر بعينيه كل مايُرى إلا السبيل القويم والصراط المستقيم ، وصدق الحكيم سبحانه حين قال : " فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .

قد أراد الله فتنته وغوايته وضلالته لانحراف نيته وفساد طويته  " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ً أولئك الذين لم يُرد الله أن يطر قلوبهم لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم " .  
قد أكنّ الله قلبه وفي أذنيه وقرٌ من سماع الآيات بعد أن كان يسمعها بأعذب الأصوات يفرّ من الكلام والحوار أثناء النقاش عن أسباب الضلال والإنحراف ويعتذر بجملة من الأعذار الواهيه وترى الظلمة في وجوه بعضهم باديه ، كرمه الله ونعّمه في أول نشأته حتى إذا وصل بُغيته تنكب للطريق وأصبح في بحر اللذات غريق  . 
فما الدواعي والأسباب لضلال هؤلاء ؟ ؟ معشر الفضلاء 
إن من أعظم أسباب الإنتكاسه عدة أمور منها : 
  • بقاء القلب متعلقاً بالمعصية وهو من أعظم الأسباب التي تصرف عن سلوك الصارط المستقيم ومن يتأمل الآية السابقة يجد مصداقَ ذلك جلياً واضحاً فقد قال الله : " أولئك الذين لم يرد الله أن يُطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم ، فالقلب ملك الأعضاء وعليه المعول في صلاح النفس والخلق والثبات والإنتكاسة ولهذا كان أثبت الناس حين الفتن والأراجيف هم الذين طهروا قلوبهم من حب المعصية وشؤمها ، يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب "  . 
  • ومنها : عدم شكر الله على الإستقامة والهداية والنعم تنقض أو تضمحل بترك شكر الواهب سبحانه وتعالى
  • ومنها : ترك الدعاء الله تعالى بالثبات على دينه ، ومن دعاء النبي عليه الصلاة والسلام :  " اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وقوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم يامصرف القلوب صرّف قلبي إلى طاعتك "  وقوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل برّ والفوز بالجنة والنجاة من النار " فكل ذلك وارد عنه عليه الصلاة والسلام . 
  • ومنها : قرين السوء الذي يزين المعصية ويكرّه في الطاعة وذلك أن قرين السوء ذراع الشيطان الذي يعمل به فالصاحب الفاسق بعمل الشيطان يعمل علم ذلك أم لم يعمل ، وكم من أناس أدمنت المعصية حتى ألفتها فصار إنكار الغير لها منكراً في نظر هؤلاء وصدق حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أمين سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " الضلالة حق الضلالة أن تعرف ماكنت تنكر وتنكر ماكنت تعرف وإياك والتلّون فإن دين الله واحد " أخرجه البيهقي في السنن الكبرى والمعنى : أنك إذا وصلت إلى مرحلة يكون فيها المنكر عنك معروفاً والمعروف عندك منكراً فقد ضللت وغويت فالحذر كل الحذر من ذلك . 
  • ومنها : ذنوب الخلوات التي تعود في أصلها إلى السبب الرئيس الذي ذُكر وهو مكوث القلب متعلقاً بالمعصية وذنب الخلوة أمره فضيع وهو في الواقع فساد في الضمير يقول سحنون التنوخي - رحمه الله - وهو فقيه مالكي : " إياك أن تكون عدواً لإبليس في العلانية ، صديقاً له في السر " ويكفي في ذلك حديث النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه ابن ماجه من حديث ثوبان رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لأعلمن أقواما ًمن أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تُهامة بيضاء يجعلها الله عز وجل  هباءً منثوراً ) قالوا : " يارسول الله صفهم لنا ، جلّهم لنا أن لانكون منهم ونحن لانعلم ، فقال : ( أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) وهذا من أعظم الزواجر عن في ذنوب الخلوات ورادعٌ للنفس عن هدم سعيها وعملها الصالح الذي تقدمه 
  • ومنها : عدم استصحاب مخافة الله في سائر الأحيان وخصوصاً عند الولوج في الذنب ، فإن استصحاب مخافة الله هو في ظاهر خوفٌ وخشية وفي باطنه أمن وأمان وثمرة ذلك : حصول الأمن في الآخرة والثبات على دين الله في الدنيا ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه ابن حبان والبيهقي وابن المبارك في الزهد وصححه ابن حجر وحسنه الألباني . . . فاللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة واجعلنا ممن يخشاك كأنه يراك وومن يلزم نهجك وهداك يارب العالمين ، أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .                                  
============ الخطبة الثانية ============
الحمد لله أمان الخائفين ومجيب دعوة المضطرين والصلاة والسلام على المبعوث للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعنّا معهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . أما بعد : 
عباد الله إنه مما ينبغي أن يكون عليه المؤمن لزوم الخوف والرجاء في كل أحيانه مستصحباً إياهما دائما ً وأبداً والخوف يكون من عذاب الله تعالى ونكاله ووعيده وعقوبته ومن كل ذنب صغير أو كبير والرجاء يكون في ماعند الله من كريم الثواب وعظيم النعيم وهذه الحالة تُرضي الله ، ولا بد فيهما من التوازن في النفس ، فإن الذي لايعرف في حياته إلا الخوف من الله ولا تجد في نفسه الرجاء ففيه شبه بالخوارج الذين غلوا في جانب الخوف ، والذي يلزم الرجاء في كل أحيانه ولا يدخل الخوف في حياته فهو آمن من مكر الله ، وهذه كبيرة من كبائر الذنوب تصل بصاحبها للخسارة والندامة والضلال في الآخرة ، قال تعالى : " أمنوا مكر الله فلايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " . 
فاللهم الطف بنا واعف عنا ولا تتوفانا إلا وأنت راضٍ عنا ياذا الجلال والإكرام 

الثلاثاء، 20 مارس 2018

خطبة عن استغلال الشبكة وبرامج التواصل الإجتماعي في اصلاح المجتمع ونشر الفائدة

الحمدلله الذي علم الإنسان مالم يعلم وأبان طريق الهدى والشر وأفهم وحذر من دروب الشر والفتنة وسلم والصلاة والسلام على النبي الأكرم والرسول الأعظم نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد
فاتقوالله عباد الله : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " . . " ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً
عباد الله : نحن نعيش في زمن متسارع وحقبة من الزمن تملؤها أجهزة رقمية وأخرى الكترونيه ملأت البيوت والدور والمنازل والقصور حتى صار البعض إن لم يكن الكل لايستغني لحظة واحدة عنها بل صارت عند بعض الناس ليست كماليات ولا حاجيات بل ضروريات فالله المستعان ، حتى ضيع الكثير من فرائض الله ومن حقوق عباد الله ماكان سبباً في هلاكه وخسارته في الآخرة وضياع عمره في الدنيا في حالة لايفيد فيها ولا يستفيد ، ويلهث مع ذلك سريعاً خلف جديد تلك الأجهزة ، ويتتبع بشعف مسعور عن ماينزل بالأسواق قبل نزوله ودخوله البلاد ويبحث من أجل ذلك في كل الآفاق لكي يفاخر خلانه ويباهي أقرانه بجهازه الحديث لايجاوز عقله عينيه ولا أرنبة أنفه ووجنتيه
مــابال قومي يلهثون بلا وجل * قِـبَل الشرور بحالة لاتُحتمل
يتتبـعون جديدها وحـــديثها  * فنأى بنفسك قبل تجريح المُقل
  ويتصفح ليله ونهاره في أودية الرذيلة قد أثرت فيه أفكار دخيلة ويلحقه مايلحقه وهو يتصفح من هذه المواقع ومن مكتبات مرئية وآخر صوتيه وصور عبثية من الآثام مايعلم به البصير العلام ، فلابد حينها من مزاحمة الباطل المنشور بالحق الظاهر المنصور ، حتى لايتصدر أهل الباطل بباطلهم الرجيم ويُقصى أهل الحق ويتجمهر العامة على السقيم واللئيم من أرباب الفسق وقلة الديانة وأصحاب التفاهات وسوء الأخلاق والخلاعات ، فمتى ينشط عباد الله في نهج طريق الخير والنشر المفيد والإعلان اللافت الهادف في زمن لايتصدر فيه إلا من صُدّر بإعلان على وجه قد خطط له مسبقاً في منتج مثير ينافس على الصدارة في كثرة المشاهدات ويقضي الناس به أوقاتهم بدلاً من أن يلفهم لفيف أهل الباطل  . 
إن الإنتاج المفيد والمتميز الذي أصبح ضرورة في عصرنا في كتابة مقال نافع أو نشر فتوى أو تأسيس موقع شبكي شرعي أو فتح قناة دينية أو نشر علم أو مقطع دعوي وغير ذلك بجهد فردي أو جماعي له ثأثيره الإيجابي على نطاق واسع في المجتمعات المسلمة العربية وغير العربية ويضرب أصقاع الأرض في لحظات معدودة ويكتب الله له القبول والإنتشار بإخلاص صاحبه إذا كان من أهل الإخلاص والصدق ، ينبه الغافل ويعلم الجاهل ويذكّر الناسي ويدعو لدين الله ويدل التائه الحيران إلى معالم الهداية والإيمان ، ويبني بيوتاً ويصنع مجداً ، ويُدخل فرحاً وأنساً لبيوت ضائعه في وقت فُرص سانحة ، فلا بد معشر الإخوة المصلين أن نستغل هذا الفيض التقني ونجنده لدين الله وبكل ماأوتينا من قوة وليكن زادنا في ذلك تقوى الله والحرص على تبليغ الدعوة والخير في أطراف من الأرض لم يصلها صدى الإسلام ، ولم يبلُغهم هذا الدين وإن كان الله تكفّل ببلوغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها في قوله صلى الله عليه وسلم من حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ليبلغنّ هذا الدين مابلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزاً يُعز الله به الإسلام وذلاً يُذل الله به الكفر  " رواه أحمد في مسنده والطبراني في مسند الشاميين والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى
وهذا لايعني أن الرجل منّا يتوانى أو يتكاسل عن نشر هذا الدين والبذل لتبليغه ، لأنه لاشك في أن الله يُبلغ دينه بأيدي يستعملها في طاعته وطلب مرضاته ، فاستبق الخيرات وكُن منهم ، وسارع وبادر وانهض واعزم على نية الخير والسعي الجاد في كسب الوقت واعمل في صلاح نفسك وإصلاح مجتمعك ومن حولك كي تكون نبراساً يُحتذى وقدوة في الخير يُقتدى ، ويدعو له الناس ويكون لبنة هداية وبناء يفيض بالعطاء  وذلك بسعيه في محاربة الفساد ونشر الخير في البلاد ودرء الفتنة والنصح لكل مسلم ، فكن كل يوم ترتقى في درجات الفضائل وتبتعد وتحذر من دروب الرذائل ، وكن ممن خيره إلى الناس واصل مستديم وكذا طبع الكريم : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسُبحان الله وما أنا من المشركين " . . " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين "
وتمثّـل دائماً قولَه عليه الصلاة والسلام : " بلغوا عني ولو آيه " وقوله صلى الله عليه وسلم : " نضّر الله امروأ ً سمع منّا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرُبّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه  ورُب حامل فقه ليس بفقيه  "  أخرجه الترمذي في سننه وحسّنه  من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه
أي أن البعض فقط بتبليغه للحديث لايدري ماالذي يُجري الله على يديه من استنباط الأحكام وإن كان استنباطها من غيره - أي من قِبل غيره من العلماء والفقهاء وطلاب العلم - فيجري له من الخير مالايُحصى فقط بنشره ذلك الحديث أو تلك الفائدة التي تعود في أصلها لدين الله . . أجرى الله على يدي وأيديكم الخير وضاعف الله لنا ولكم الأجور يوم البعث والنشور إنه قدير غفور حليمٌ شكور وأمننا
نفعني الله وإياكم بالكتاب والسنة وتفضل علينا بالعلم والهدى والحكمة وبارك لنا في الأعمار والأعمال التي تُوصل لرضوانه والجنة ، أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي غفور رحيم .



========== الخطبة الثانية ==========

الحمدلله الذي وعد عباده الطائعين بالنعيم المقيم وحذر العاصين من دار الجحيم وأرسل رسوله للعالمين حجة على الخلق أجمعين ، صلى الله عليه وعلى آله ومن تبعه بإحسان وعنا معهم إلى يوم الدين أما بعد :  
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير منازل الناس في الدنيا والآخرة هم العالمون العاملون والداعون الباذلون المناصرون لدين الله والمبلغون عن رسول الله مايهتدي به الناس لكل الخلائق والأجناس وقد مثّل النبي صلى الله عليه وسلم الناس في ذلك وقسمهم في هذا الشأن إلى ثلاث طوائف مشبهاً إياهم بالمطر الذي يصيب الأرض :

    ·     فطائفة قبلت هدى الله فعلمت وعلّمت ونفعت ونشرت الخير ودعت لدين الله وحثتالناس ودلتهم على كل خير وجاهدت في ذلك فهؤلاء بأفضل المنازل 
    ·        وطائفة علمت ولم تعمل ولكن نفعت غيرها بإيصال العلم له فنفع الله بها بإيصالها للعلم فقط مع وجود التقصير فهؤلاء نفعوا غيرهم ولم ينفعوا أنفسهم فهم أقل بكثير من الطائفة الأولى وعليهم أن يبادروا بإصلاح أنفسهم حتى يتقبل الله منهم
ويضاعف لهم المثوبة والأجر 
·        وطائفة لم تعلم ولم تعمل وإن علمت ماعملت ولا توصل الخير والهدى والنفع لأحد فهؤلاء بأخبث المنازل وأدنى المراتب ولا يسلمُ مثل هؤلاء من عذاب الله إلا من تداركه الله ووفقه للتوبة النصوح قبل الممات ومغادرة الحياة فاللهم تداركنا بلطفك .
وقد ورد ذلك مفصلاً في حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن مثلُ مابعثني به الله عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورزعوا ، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لاتُمسك ماءاً ولا تُنبت كلأً ، فذلك مثلُ من فقِه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثلُ من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به "  . 
اللهم أصلح على أيدينا واستعملنا في طاعتك ورضوانك ونجنا من عذابك ونيرانك واجعلنا مباركين أينما كنا ياودود ياكريم ياذا الفضل العظيم ، وأعذنا اللهم من علم لاينفع وقلبٍ لايخشع وعين لاتدمع ودعوة لايُستجاب لها . . 

هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه


خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...