الحمد لله الذي بيده قلوب العباد ، وهو الهادي إلى سبل الرشاد هدى بمنته وفضله وأضل بحكمته وعدله وهو الحكيم الجواد ، والصلاة والسلام على المبعوث بالحكمة والسداد إلى الثقلين عامة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه واستن بسنته إلى يوم التناد ، أما بعد :
عباد الله : إن مما يلحظه الكثير من الناس في عصرنا وأفراد جيلنا وشبابنا على وجه الخصوص بعد أن ينشأ الناشئ منهم على دين الله وعلى الإستقامة ويضع له قدماً في سلوك الطريق المستقيم ويُعجبك في مقاله وحاله وصحبته لأهل الخير والصلاح والصحوة والفلاح والهدى والنجاح ، يجري عليه قدر الله تعالى فينتكس بعد أن ثبتت قدمه في طريق الحق ويرجع لحال مخزيه ويركب الطرق الملتويه قد هوى به هواه وأضله بغير هدىً من الله ، قد أعماه هواه وشهوته عن تمييز طريق النجاة وغشى بصره من الغشاوه ، وقلبه تمكنت منه القساوة ، حتى عاد مفلسا ً خائبا وعن دروب العقل والرشاد غائباً ومُجنّبا ، وفي سبل الغي معذّبا ، يتلاعب بفرائض الله وثوابت هذا الدين ويتهكم بالملتزمين ويسخر من المحافظين ويتهمهم بالرجعيين المتخلفين ، وهو لايدري أن الله يمكر به وقد حال بينه وبين رؤية الحق فأعمى بصيرته كما أعمى قلبه وعقله ، يبصر بعينيه كل مايُرى إلا السبيل القويم والصراط المستقيم ، وصدق الحكيم سبحانه حين قال : " فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .
قد أراد الله فتنته وغوايته وضلالته لانحراف نيته وفساد طويته " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ً أولئك الذين لم يُرد الله أن يطر قلوبهم لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم " .
قد أكنّ الله قلبه وفي أذنيه وقرٌ من سماع الآيات بعد أن كان يسمعها بأعذب الأصوات يفرّ من الكلام والحوار أثناء النقاش عن أسباب الضلال والإنحراف ويعتذر بجملة من الأعذار الواهيه وترى الظلمة في وجوه بعضهم باديه ، كرمه الله ونعّمه في أول نشأته حتى إذا وصل بُغيته تنكب للطريق وأصبح في بحر اللذات غريق .
فما الدواعي والأسباب لضلال هؤلاء ؟ ؟ معشر الفضلاء
إن من أعظم أسباب الإنتكاسه عدة أمور منها :
عباد الله : إن مما يلحظه الكثير من الناس في عصرنا وأفراد جيلنا وشبابنا على وجه الخصوص بعد أن ينشأ الناشئ منهم على دين الله وعلى الإستقامة ويضع له قدماً في سلوك الطريق المستقيم ويُعجبك في مقاله وحاله وصحبته لأهل الخير والصلاح والصحوة والفلاح والهدى والنجاح ، يجري عليه قدر الله تعالى فينتكس بعد أن ثبتت قدمه في طريق الحق ويرجع لحال مخزيه ويركب الطرق الملتويه قد هوى به هواه وأضله بغير هدىً من الله ، قد أعماه هواه وشهوته عن تمييز طريق النجاة وغشى بصره من الغشاوه ، وقلبه تمكنت منه القساوة ، حتى عاد مفلسا ً خائبا وعن دروب العقل والرشاد غائباً ومُجنّبا ، وفي سبل الغي معذّبا ، يتلاعب بفرائض الله وثوابت هذا الدين ويتهكم بالملتزمين ويسخر من المحافظين ويتهمهم بالرجعيين المتخلفين ، وهو لايدري أن الله يمكر به وقد حال بينه وبين رؤية الحق فأعمى بصيرته كما أعمى قلبه وعقله ، يبصر بعينيه كل مايُرى إلا السبيل القويم والصراط المستقيم ، وصدق الحكيم سبحانه حين قال : " فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .
قد أراد الله فتنته وغوايته وضلالته لانحراف نيته وفساد طويته " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ً أولئك الذين لم يُرد الله أن يطر قلوبهم لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم " .
قد أكنّ الله قلبه وفي أذنيه وقرٌ من سماع الآيات بعد أن كان يسمعها بأعذب الأصوات يفرّ من الكلام والحوار أثناء النقاش عن أسباب الضلال والإنحراف ويعتذر بجملة من الأعذار الواهيه وترى الظلمة في وجوه بعضهم باديه ، كرمه الله ونعّمه في أول نشأته حتى إذا وصل بُغيته تنكب للطريق وأصبح في بحر اللذات غريق .
فما الدواعي والأسباب لضلال هؤلاء ؟ ؟ معشر الفضلاء
إن من أعظم أسباب الإنتكاسه عدة أمور منها :
- بقاء القلب متعلقاً بالمعصية وهو من أعظم الأسباب التي تصرف عن سلوك الصارط المستقيم ومن يتأمل الآية السابقة يجد مصداقَ ذلك جلياً واضحاً فقد قال الله : " أولئك الذين لم يرد الله أن يُطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم ، فالقلب ملك الأعضاء وعليه المعول في صلاح النفس والخلق والثبات والإنتكاسة ولهذا كان أثبت الناس حين الفتن والأراجيف هم الذين طهروا قلوبهم من حب المعصية وشؤمها ، يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب " .
- ومنها : عدم شكر الله على الإستقامة والهداية والنعم تنقض أو تضمحل بترك شكر الواهب سبحانه وتعالى
- ومنها : ترك الدعاء الله تعالى بالثبات على دينه ، ومن دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : " اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وقوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم يامصرف القلوب صرّف قلبي إلى طاعتك " وقوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل برّ والفوز بالجنة والنجاة من النار " فكل ذلك وارد عنه عليه الصلاة والسلام .
- ومنها : قرين السوء الذي يزين المعصية ويكرّه في الطاعة وذلك أن قرين السوء ذراع الشيطان الذي يعمل به فالصاحب الفاسق بعمل الشيطان يعمل علم ذلك أم لم يعمل ، وكم من أناس أدمنت المعصية حتى ألفتها فصار إنكار الغير لها منكراً في نظر هؤلاء وصدق حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أمين سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " الضلالة حق الضلالة أن تعرف ماكنت تنكر وتنكر ماكنت تعرف وإياك والتلّون فإن دين الله واحد " أخرجه البيهقي في السنن الكبرى والمعنى : أنك إذا وصلت إلى مرحلة يكون فيها المنكر عنك معروفاً والمعروف عندك منكراً فقد ضللت وغويت فالحذر كل الحذر من ذلك .
- ومنها : ذنوب الخلوات التي تعود في أصلها إلى السبب الرئيس الذي ذُكر وهو مكوث القلب متعلقاً بالمعصية وذنب الخلوة أمره فضيع وهو في الواقع فساد في الضمير يقول سحنون التنوخي - رحمه الله - وهو فقيه مالكي : " إياك أن تكون عدواً لإبليس في العلانية ، صديقاً له في السر " ويكفي في ذلك حديث النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه ابن ماجه من حديث ثوبان رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لأعلمن أقواما ًمن أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تُهامة بيضاء يجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً ) قالوا : " يارسول الله صفهم لنا ، جلّهم لنا أن لانكون منهم ونحن لانعلم ، فقال : ( أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) وهذا من أعظم الزواجر عن في ذنوب الخلوات ورادعٌ للنفس عن هدم سعيها وعملها الصالح الذي تقدمه
- ومنها : عدم استصحاب مخافة الله في سائر الأحيان وخصوصاً عند الولوج في الذنب ، فإن استصحاب مخافة الله هو في ظاهر خوفٌ وخشية وفي باطنه أمن وأمان وثمرة ذلك : حصول الأمن في الآخرة والثبات على دين الله في الدنيا ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه ابن حبان والبيهقي وابن المبارك في الزهد وصححه ابن حجر وحسنه الألباني . . . فاللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة واجعلنا ممن يخشاك كأنه يراك وومن يلزم نهجك وهداك يارب العالمين ، أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .
============ الخطبة الثانية ============
الحمد لله أمان الخائفين ومجيب دعوة المضطرين والصلاة والسلام على المبعوث للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعنّا معهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . أما بعد :
عباد الله إنه مما ينبغي أن يكون عليه المؤمن لزوم الخوف والرجاء في كل أحيانه مستصحباً إياهما دائما ً وأبداً والخوف يكون من عذاب الله تعالى ونكاله ووعيده وعقوبته ومن كل ذنب صغير أو كبير والرجاء يكون في ماعند الله من كريم الثواب وعظيم النعيم وهذه الحالة تُرضي الله ، ولا بد فيهما من التوازن في النفس ، فإن الذي لايعرف في حياته إلا الخوف من الله ولا تجد في نفسه الرجاء ففيه شبه بالخوارج الذين غلوا في جانب الخوف ، والذي يلزم الرجاء في كل أحيانه ولا يدخل الخوف في حياته فهو آمن من مكر الله ، وهذه كبيرة من كبائر الذنوب تصل بصاحبها للخسارة والندامة والضلال في الآخرة ، قال تعالى : " أمنوا مكر الله فلايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " .
فاللهم الطف بنا واعف عنا ولا تتوفانا إلا وأنت راضٍ عنا ياذا الجلال والإكرام