الحمدلله الذي بلغنا وإياكم مواسم الخيرات أحمده وهو المتفضل باليُمن والبركات وأشكره وهو الشكور الشاكر للمؤمنين الذين يعملون الصالحات ، والصلاة والسلام على رسول رب البريات عليه من الله أفضل التحايا والصلوات وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وعلينا معهم مادامت الأرض والسماوات أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله وكونوا على وصل بالله ومع الله في كل شؤونكم مادام حبل الحياة ممدود والأمل فيكم معقود ، ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتُنّ إلا وأنتم مسلمون ) ، ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا ًكثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) .
عباد الله : إن مما امتن الله على عباده وأنعم عليهم به إدراك المواسم الفاضلة والأوقات التي يحب فيها الطاعة ويتفضل بها ربنا على عباده بالمغفرة والرحمة والعتق من دار النقمة ويسبغ بها النعمة ويكمل بها المنة والإحسان وهو اللطيف المنان وإن الطاعة في ليالي العشر الأواخر من رمضان لها مزية عن بقية الشهر وذلك لوجود ليلة القدر في احدى تلك الليالي البهية التي يُضاعف فيها الأجور ويتنزل فيها العزيز الغفور وتُقضى فيها الحوائج ويُبتها فيها بالدعوات لمغفرة الزلات ومحو الخطايا والسيئات ، وقد (كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين - أي من رمضان - بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمّر وشد المئزر ) كما روته عائشة رضي الله عنها ورواه أحمد رحمه الله في مسنده ، وفي الحديث المتفق عليه بين الشيخين البخاري ومسلم بن الحجاج أنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر " وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر اعتكافاً فلا يخرج من المسجد أبداً إلا لحاجة الإنسان الشديدة ، وقد " كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلمّا كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوما ً " كما رواه البخاري من حديث عائشة أيضاً رضي الله عنها ، وسُنّة الإعتكاف هُجرت في زماننا هذا مع الأسف ياعباد الله ، فما الذي أشغل الناس عن هذه السنّة العظيمة التي ماكان النبي يدعها في رمضان وخصوصا ًفي العشر الأواخر منه ، ووالله ماينتظر الإنسان بعد مُضي زمانه إلا الندامة والحسرة على تضييعه مثل هذه السنن التي يردّه عنها في كل عام إما التسويف أو الأمل أو الزهد في دار البقاء والذي هو عين الشقاء " بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى " وكل عام يُبلى أناس بالتضييع ويجتمع في أعمارهم أعشار من رمضان في أعوام سابقة ضيعوها ، ولنعلم علم اليقين أن كل شيء بإمكانه أن يُعوّض ويعود إلا الزمن والذي إذا ذهب لايعود حتى ينعدم الوجود وتحيا الأموات والجدود .
عباد الله : لنحرص كل الحرص على مايقربنا من الله جل جلاله ، ولنكسر حاجز الوهن والضعف والعجز والكسل قبل أن يفوت موسم العمل وينقضي من الأعمار الأمل .
عباد الله : ولابد من مجاهدة النفس والصبر والمثابرة لاستدراك بقية الشهر الفضيل والسعي الجاد لطلب مرضاة الجواد الجليل وإن أصاب الناس عجز أو عدم قدرة لانشغالهم ببعض الأعمال الواجبة فلا ينبغي أن يفرطوا في سبع الليالي البواقي من رمضان والتي تبدأ من ليلة ثلاث وعشرين إذا لم يتمُ الشهر ، وإن تم فتبدأ من ليلة أربع وعشرين وهذه الليالي - معشر الصائمين - قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر رضي الله عنها في صحيح مسلم أنه قال : " التمسوها في العشر الأواخر يعني : ليلة القدر - فإن ضعف أحدكم أو عَجَز فلا يُغلبن على السبع البواقي " ، وروى مسلم أيضاً من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تحرّوا ليلة القدر في السبع الأواخر " وللبخاري رواية عنه بلفظ : " التمسوها في السبع الأواخر " وأما ماروي أنها ليلة سبع وعشرين على الدوام فإن هذا بعيد ويُخالف روايات أخرى روت أنها ليلة ثلاث وعشرين ، والصحيح أنها تنتقل في الغالب بين ليالي الوتر أي في ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين ولا تتعداهما في الأغلب ، فاحرصوا على طلبها ، وكيف لايحرص العبد على طلبها وفي شانها قال عليه الصلاة والسلام : " من يقم ليلة القدر إيمانا ًَواحتساباً غُفر له ماتقّدم من ذنبه " كما روى البخارى ومسلم ، وعلى العبد أن يُبادر فيها بالدعاء الكثير ويُكثر فيها من قول : " اللهم إنك عفو كريمٌ تحب العفو فاعفُ عني " كما ورد ذلك عن المصطفى ويسأل القبول والثبات حتى الممات ، وما هي إلا أيام تمضي ، ويأتي بعدها أيام العيد ، فيفرح المسلم الصابرالمصابر والمحتسب المثابر بما قدم ، ويشكرُ الله ويحمده على اتمام النعمة وإكمال الشهر ، ويفوزُ مع الفائزين ويبقى في حسرة من لم يتدارك بقية الشهر ببذل الجهد والسعي لمرضاة الله ببذل القربات ، فاللهم ارزقنا الصبر عن الطاعات والبعد عن الفواحش والمنكرات ، بارك الله لي ولكم في القرآن والمواعظ والأحكام ورزقنا وإياكم النفع بما نسمع ونعلم من - إخوة الإسلام - أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم وللسامعين وسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان غفارا .
============= الخطبة الثانية =============
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات يوفق لفعل الطاعات ويغفر الذنوب والزلات والصلاة والسلام على المبعوث بالبينات نبينا محمد وعلى آله وصحبه وعنا معهم إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله وبادروا بفعل الخيرات في بقية هذا الشهر الفضيل واعلموا أنه في ختام هذا الشهر يُجب على العبد أن يخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد عن نفسه ومن يعول من أفراد أسرته صغيراً كان أوكبيرا ً وقد شرع الله هذه الزكاة طهرة للصائم مما يشوب صوبه من اللغو والرفث والزلل وطعمة للفقراء والمساكين والمحتاجين في البلد الذي هو فيه ، وسمّيت زكاةً لأنها واجبة لاتسقط عن العبد بأي حال إلا إذا كان من الفقراء الذين لايجدون ماينفقون حينها أي قبل صلاة العيد ، وإذا تسنّى له أن يجد بعد الصلاة فلا يخرج شيئا لفوات الوقت وأما الحمل في البطن فيستحب أن يُخرج عنه ولا يجب .
ويخرج الناس من قوت البلد ويُخرج عن كل فردٍ صاعاً من تمر أو أقط أو زبيب أو برّ أو شعير أو أرز أو ذره أو نحوها مما يقتات الناس والأفضل من ذلك مايشتهر بين الناس لقوله تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم " ومما ورد في ذلك كله حديث ابن عمر رضي الله في الصحيحين قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا ًمن تمر أو صاعا ًمن شعير أو صاعاً من أقط أو صاعاً من زبيب على الحر والعبد والذكر والأثنى والصغير والكبير من المسلمين " وأما إن أخرجا بعد صلاة العيد فليست زكاة وإنما هي صدقة من الصدقات شأنها في ذلك شأن الأضحية .
فلنحرص في ذلك على أدائها في الوقت قبل صلاة العيد وهو وقت الفضيلة أو قبل صلاة العيد بيوم أو يومين وهو جائز لكي يتم بذلك المقصود وهي الطهارة من كل ذنب والتزكي من الخطايا والأوزار ، فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، هذا وصلوا وسلموا
فاتقوا الله عباد الله وكونوا على وصل بالله ومع الله في كل شؤونكم مادام حبل الحياة ممدود والأمل فيكم معقود ، ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتُنّ إلا وأنتم مسلمون ) ، ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا ًكثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) .
عباد الله : إن مما امتن الله على عباده وأنعم عليهم به إدراك المواسم الفاضلة والأوقات التي يحب فيها الطاعة ويتفضل بها ربنا على عباده بالمغفرة والرحمة والعتق من دار النقمة ويسبغ بها النعمة ويكمل بها المنة والإحسان وهو اللطيف المنان وإن الطاعة في ليالي العشر الأواخر من رمضان لها مزية عن بقية الشهر وذلك لوجود ليلة القدر في احدى تلك الليالي البهية التي يُضاعف فيها الأجور ويتنزل فيها العزيز الغفور وتُقضى فيها الحوائج ويُبتها فيها بالدعوات لمغفرة الزلات ومحو الخطايا والسيئات ، وقد (كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين - أي من رمضان - بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمّر وشد المئزر ) كما روته عائشة رضي الله عنها ورواه أحمد رحمه الله في مسنده ، وفي الحديث المتفق عليه بين الشيخين البخاري ومسلم بن الحجاج أنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر " وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر اعتكافاً فلا يخرج من المسجد أبداً إلا لحاجة الإنسان الشديدة ، وقد " كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلمّا كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوما ً " كما رواه البخاري من حديث عائشة أيضاً رضي الله عنها ، وسُنّة الإعتكاف هُجرت في زماننا هذا مع الأسف ياعباد الله ، فما الذي أشغل الناس عن هذه السنّة العظيمة التي ماكان النبي يدعها في رمضان وخصوصا ًفي العشر الأواخر منه ، ووالله ماينتظر الإنسان بعد مُضي زمانه إلا الندامة والحسرة على تضييعه مثل هذه السنن التي يردّه عنها في كل عام إما التسويف أو الأمل أو الزهد في دار البقاء والذي هو عين الشقاء " بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى " وكل عام يُبلى أناس بالتضييع ويجتمع في أعمارهم أعشار من رمضان في أعوام سابقة ضيعوها ، ولنعلم علم اليقين أن كل شيء بإمكانه أن يُعوّض ويعود إلا الزمن والذي إذا ذهب لايعود حتى ينعدم الوجود وتحيا الأموات والجدود .
عباد الله : لنحرص كل الحرص على مايقربنا من الله جل جلاله ، ولنكسر حاجز الوهن والضعف والعجز والكسل قبل أن يفوت موسم العمل وينقضي من الأعمار الأمل .
عباد الله : ولابد من مجاهدة النفس والصبر والمثابرة لاستدراك بقية الشهر الفضيل والسعي الجاد لطلب مرضاة الجواد الجليل وإن أصاب الناس عجز أو عدم قدرة لانشغالهم ببعض الأعمال الواجبة فلا ينبغي أن يفرطوا في سبع الليالي البواقي من رمضان والتي تبدأ من ليلة ثلاث وعشرين إذا لم يتمُ الشهر ، وإن تم فتبدأ من ليلة أربع وعشرين وهذه الليالي - معشر الصائمين - قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر رضي الله عنها في صحيح مسلم أنه قال : " التمسوها في العشر الأواخر يعني : ليلة القدر - فإن ضعف أحدكم أو عَجَز فلا يُغلبن على السبع البواقي " ، وروى مسلم أيضاً من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تحرّوا ليلة القدر في السبع الأواخر " وللبخاري رواية عنه بلفظ : " التمسوها في السبع الأواخر " وأما ماروي أنها ليلة سبع وعشرين على الدوام فإن هذا بعيد ويُخالف روايات أخرى روت أنها ليلة ثلاث وعشرين ، والصحيح أنها تنتقل في الغالب بين ليالي الوتر أي في ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين ولا تتعداهما في الأغلب ، فاحرصوا على طلبها ، وكيف لايحرص العبد على طلبها وفي شانها قال عليه الصلاة والسلام : " من يقم ليلة القدر إيمانا ًَواحتساباً غُفر له ماتقّدم من ذنبه " كما روى البخارى ومسلم ، وعلى العبد أن يُبادر فيها بالدعاء الكثير ويُكثر فيها من قول : " اللهم إنك عفو كريمٌ تحب العفو فاعفُ عني " كما ورد ذلك عن المصطفى ويسأل القبول والثبات حتى الممات ، وما هي إلا أيام تمضي ، ويأتي بعدها أيام العيد ، فيفرح المسلم الصابرالمصابر والمحتسب المثابر بما قدم ، ويشكرُ الله ويحمده على اتمام النعمة وإكمال الشهر ، ويفوزُ مع الفائزين ويبقى في حسرة من لم يتدارك بقية الشهر ببذل الجهد والسعي لمرضاة الله ببذل القربات ، فاللهم ارزقنا الصبر عن الطاعات والبعد عن الفواحش والمنكرات ، بارك الله لي ولكم في القرآن والمواعظ والأحكام ورزقنا وإياكم النفع بما نسمع ونعلم من - إخوة الإسلام - أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم وللسامعين وسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان غفارا .
============= الخطبة الثانية =============
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات يوفق لفعل الطاعات ويغفر الذنوب والزلات والصلاة والسلام على المبعوث بالبينات نبينا محمد وعلى آله وصحبه وعنا معهم إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله وبادروا بفعل الخيرات في بقية هذا الشهر الفضيل واعلموا أنه في ختام هذا الشهر يُجب على العبد أن يخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد عن نفسه ومن يعول من أفراد أسرته صغيراً كان أوكبيرا ً وقد شرع الله هذه الزكاة طهرة للصائم مما يشوب صوبه من اللغو والرفث والزلل وطعمة للفقراء والمساكين والمحتاجين في البلد الذي هو فيه ، وسمّيت زكاةً لأنها واجبة لاتسقط عن العبد بأي حال إلا إذا كان من الفقراء الذين لايجدون ماينفقون حينها أي قبل صلاة العيد ، وإذا تسنّى له أن يجد بعد الصلاة فلا يخرج شيئا لفوات الوقت وأما الحمل في البطن فيستحب أن يُخرج عنه ولا يجب .
ويخرج الناس من قوت البلد ويُخرج عن كل فردٍ صاعاً من تمر أو أقط أو زبيب أو برّ أو شعير أو أرز أو ذره أو نحوها مما يقتات الناس والأفضل من ذلك مايشتهر بين الناس لقوله تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم " ومما ورد في ذلك كله حديث ابن عمر رضي الله في الصحيحين قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا ًمن تمر أو صاعا ًمن شعير أو صاعاً من أقط أو صاعاً من زبيب على الحر والعبد والذكر والأثنى والصغير والكبير من المسلمين " وأما إن أخرجا بعد صلاة العيد فليست زكاة وإنما هي صدقة من الصدقات شأنها في ذلك شأن الأضحية .
فلنحرص في ذلك على أدائها في الوقت قبل صلاة العيد وهو وقت الفضيلة أو قبل صلاة العيد بيوم أو يومين وهو جائز لكي يتم بذلك المقصود وهي الطهارة من كل ذنب والتزكي من الخطايا والأوزار ، فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، هذا وصلوا وسلموا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق