الأربعاء، 15 أغسطس 2018

خطبة عن الأضاحي ونعمة الأنعام وبعض أحكامها


إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضلّ له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه الذي امتنّ به على عباده وفتح به أعيناً عُمياً وآذاناً صمّا ًوقلوباً غُلفا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وعلينا معهم إلى يوم الدين وسلّم تسليماً كثيرا أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - فالتقوى أفضل طريقٍ وأصدقُ رفيق ٍموصل لمرضاة الله وجالبٍ لعفوه ورحمته ( ومن يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويُعظم له أجرا ) ( ومن يخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) .
عباد الله : إن من نعمة الله على ابن آدم غير هدايته وتوفيقه وعافيته أن سخر له الكثير مما يقتنيه من المال والمراكب وسخر له مايقتنه من بهيمة الأنعام مايقوم به زادهُ وعيشُه وكسبُه ورزقُه ، وكل ذلك فضلٌ من الله ونعمة لايعرف قدرها إلا من حُرمها فهذه وقفة مع نعمة بهيمة الأنعام التي أفرد الله لها سورة في كتابه الكريم ، وهي سورة الأنعام ، والتي نزلت كاملة يُشيّعها ويناصرها سبعون ألف ملك جملة واحدة على نبينا محمدٍ عليه الصلاة والسلام فهي والله جديرةٌ بالذكر والتأمل وسبر غور تلك المعاني العظيمة في ثناياها وفي طيّات تلك السورة ، وقد رُوي عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أنه قال : " لما نزلت سورة الأنعام سبّح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " لقد شيّع هذه السورة من الملائكة ماسدّ الأفق " أخرجه الحاكم والبيهقي وفي حديث ابن عباس رضي الله عنها أنه قال : " نزلت سورة الأنعام جملة بمكة وحولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح " أخرجه الطبراني وفي رواية لابن عمر رضي الله عنه : " لهم - أي الملائكة زجل ٌُبالتسبيح والتحميد " وكل هذه الروايات متعاضدةٌ فيكون الأثر حسنٌ لغيره ، والله تبارك وتعالى عدد الفضائل والأنعام في بهيمة الأنعام وبين تلك الفضائل التي يغفل عن التفكر فيها الكثير من الناس حيث يقول الحق تبارك وتعالى : ( والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمالٌ حين تُريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بشقّ الأنفس إن ربكم لرؤوفٌ رحيم ) وقال سبحانه : ( وإن لكم في الأنعام لعبرةً نُسقيكم مما في بطونها من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خاصاً سائغاً للشاربين ) وقال سبحانه في سورة النحل : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين ) وقال في سورة الأنعام أيضا ً : ( ومن الأنعام حمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين ) والآيات في ذلك كثيرةٌ ، ولكن تحتاج من العاقل المكلف التفكر فيها وفي تلك النعم من المأكول والمشروب والملبوس والمركوب والمُقتنى والمحتمى به والمستشفى به منها ، فتأملوا ذلك كله ففي تلك البهائم الزاد والراحلة مما يُحمل عليه حيث قال : " حمولةً وفرشا " والكبير من البهائم الذي يُحمل عليه كالبعير سمّاه الله حمولةً والصغار منه ومن الغنم سمّاه فرْشاً ومن تلك المنافع الجلود والتي تقي من حرّ الصيف وبرد الشتاء ومنها ما يُتخذ أثاثاً للبيوت ومنها مايستشفى به لبعض الأمراض كاألية الشاة لعرق النساء كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " شفاء عرق النساء ألية شاةٍ أعرابيه - أي ترعى في الباديه - تُذاب ثم تُجزّأ ثلاثة أجزاء ، ثمّ يُشربُ على الريق في كل يومٍ جُزء " .
عباد الله : وفي مقابل تلك النعم فرض الله الزكاة فيها وسنّ الأضاحي وأكّد عليها حيث قال سبحانه : ( فصلّ لربك وانحر) وأمرهم بشكرها وحمد الله وكثرة ذكره وتكبير الله عليها فقال في سورة الحج : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلوماتٍ على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) وأخبر سبحانه أن هذا نُسك يتنسك به المتقرب لله بهذه الذبائح وأن غاية مايناله الله هو التقوى من هؤلاء المتقربين وهؤلاء المتنسكين ، وأنه لاحاجة له في لحوم الهدي ولا دماؤها وإنما يأجُر العباد على تقربهم لله بخلقٍ سخره لهم وهي بهيمة الأنعام فقال : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ماهداكم وبشّر المحسنين ) وأمر بكثرة التكبير ولهذا من السنة أن يقول عندما يُضحي " بسم الله والله أكبر " فيقرن التسمية بالتكبير ويُسن أن يحفظ بعض الأدعية كقولك : " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونُسكي ومحياي ووماتي لله رب العالمين * لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ويقول أيضاً : " اللهم هذا عني وعن أهل بيتي " ويقول أيضاً : " اللهم هذا منك ولك " وكل ذلك ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلما كثُر الدعاء كان ذلك أقرب للقبول وزيادة الثواب ، وإن من ترك التقرب بالأضحية فقد فوّت عليه أجراً عظيماً ، لايتسنّى له أن يتحصل عليه في غير يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله ، وإن فوّت ذلك فليضح ِفي يوم القرّ الذي هو اليوم الحادي عشر ، وما بعد هذان اليومان فدونهما في الأجر لقوله صلى الله عليه وسلّم : " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القرّ " رواه الإمام أحمد وأبو داوود من حديث عبدالله بن قُرط ، يقول عبدالله بن قُرط رضي الله عنه راوي الحديث السابق : " وقُرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس بدنات أو ست ينحرهن ، فطفقن يزدلفن إليه أيتهن يبدأ بها ، فلما وجبت جنوبها - أي سقطت بعد نحرها - قال كلمة خفية لم أفهمها ، فسألت بعض الذي يليني ماقال ؟ قالوا : من شاء اقتطع " أي منهن ، وانظروا إلى هذه المعجزة العظيمة لنبينا عليه الصلاة والسلام كيف كانت هذه العجماوات من البهائم يتسابقن لنحرها ، وكلّ ذلك تشرّفاً بنحره وبذلاً لأرواحهن ، وهنّ لايرجين جنة ولا يحذرن عذاباً ، فكيف بمن يقصّر بكثير من الواجبات أو يُعاقر الآثام ، ولم يُطلب منه مصارعة المنايا في مواجهة عدو ونحوه ، بل كل مايُطلب منه هجرُ المعاصي والمنكرات وأداء الفرائض والواجبات ؟ والله قائمٌ على كل نفسٍ بما كسبت .
عباد الله : إن بعض العوام يثيرون مسألة الإمساك عن الشعر والظفر في عشر ذي الحجة ، ويتناقلون فيما بينهم بعض أقوال أهل العلم في المسألة ، وكان الناس في الماضي لايعرفون إلا أنه يحرم التعرّض للشعر والأظفار في عشر ذي الحجة لمن أراد أن يُضحي وهو الحق الذي لاينبغي أن يُؤخذ بغيره لصراحة الحديث الوارد في ذلك وهو قول كبار أهل العلم في عصرنا ، وأما فتوى بعض العلماء الذين قالوا بالكراهة فإنه اجتهادٌ منهم ، اجتهدوا فأخطأوا ولا يُثرّب عليهم ، ولكن يُثّرب ويُعتب على من ينقل تلك الفتاوى بقصد تمييع المحرم أو البحث عن الرخصة في ذلك ، ومن يتتبع الرُخص فقد تزندق كما أخبر بعض أهل العلم ، ولايُعدّ من يتتبع الرُخص ممّن استبرأ لدينه وعرضه ، ومن ابتلي بمخالفة ترك الإمساك عن الشعر والأظفار في عشر ذي الحجة مع أنه قد قرّر أن يُضحي فليتب إلى الله ولايعود ، وليس لتلك المخالفة كفارة .

عباد الله : ومن المسائل في الأضاحي وأحكامها أن تُسمّن الأضحية ففي حديث أبي أمامة قال : " كنّا نسمّن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يُسمّنون " أخرجه البخاري في صحيحه وكذلك أن يجعل للفقير منها نصيباً وأفضل ذلك أن يأكل منها ثُلثاً ويتصدق بثلث ، ويُهدي ثُلثاً ، قال سبحانه : ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) وقال في آية أخرى : (فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ ) والقانع من يقنع بالعطاء ويتعفف عن السؤال من الفقراء والمعترّ من الفقراء الذي يتعرض لك لكي تُعطيه ، ويجوز أن يُهدي منها للكافر بقصد تأليف قلبه لهذا الدين ، ومن اشترى أضحية ثم تعيّبت أي أصابها عيب بعد ذلك بأن أصابها كسرٌ أو نحوه فليضح ِ بها وهو معذورٌ ولا حرج عليه إن لم يُفرّط في ذلك ، ويجوز أن يشترك في البدنة من بقرة أو ناقة أو بعير من قصده اللحم وليس الأضحية تكميلاً للعدد ، أو كان شريكاً بدون تكميل ( أي يكون له أكثر من السُبع ) فلا يلزم أن يكونوا سبعة في البدنة ، فلو اشترك فيها ثلاثة أو اثنين أو لم يشترك فيها أحدٌ بل كان الذي يُضحيها واحد فجائزٌ ، والعدد في البدنة إنما هو تحديدٌ لكي لايُتجاوز فيه ، فيشترك في البدنة أكثر من سبعة ، وأما ماكان من السبعة فأقل فلا حرج ، ولا يجوز بيع جلد الأضحية بل يُتصدق به ولو على غني والفقير أولى به ، وأما الفقير فيجوز أن يبيع اللحم الذي يُعطى ولا يُلام أو يُزجر في ذلك فله التصرف في اللحم الذي يُعطى لأنه ملَكَه فأشبه ماله .

عباد الله : ولا يُجزئ بيع الأضحية إن عيّنها صاحبها ولا أن يهبها أو يرهنها عند أحد لأنها دخلت حيّز الوقف لله تعالى وأوقفت في سبيله فلا يحلّ التصرف فيها إلا أن يستبدلها بأفضل منها .
وأفضل الأضاحي على الراجح البدنة الكاملة من الإبل ثم البقرة بلا اشتراك ثم الشاة ثم سُبع بدنة ثم سُبع بقرة لما ثبت في صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثمّ راح في الساعة الأولى فكأنمّا قرّب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنّما قرّب كبشاً - وفي رواية كبشاً أقرن - ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر " وهذا يدلل على فضل البدنة في تقريب الأضاحي ، فاللهم اجعلنا ممن يقدّمُ ويتقرب بخير ماتريد يارب العبيد واجعلنا بكل منسكٍ ممن ترضى عنه ياحليم يامجيد ياسميع ياجواد ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

=========== الخطبة الثانية ============

الحمدلله ذو الفضل والإحسان ، الكريم المنّان ، والصلاة والسلام على النبي من نسل عدنان ، وعلى آله وصحبه أهل المكارم والإيمان ومن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان أما بعد :

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن في الأضاحي من لايُجزئ في أن يضحي به العبد ومن هن أربعة لاتُجزئ ويدخل تحتهن مايشبههن ففي حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أربعٌ لاتُجزئ في الأضاحي : العوراء البيّن عورها ، والمريضة البيّن مرضُها ، والعرجاء البين ظَلْعُها ، والكسيرة التي لاتُنقي " أخرجه النسائي وأبو داوود وابن ماجه ، ومعنى التي لاتُنقي : أي الهزيلة التي لامُخ فيها ، فيدخل في ذلك العمياء من البهائم من باب أولى وكذلك مقطوعة اليد والرجل وكذلك المُقعدة من البهائم ، وأما الكبش الذي قُطعت خصيتاه فيجوز وقد ضحّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين - أي مقطوعا الخصية ويجوز التضحية بمقطوعة الذيل لامقطوعة الإلية وكذلك البتراء التي لاذنب لها خِلقة ًعلى الراجح من الأقوال ، قال ابن قُدامة رحمنا الله وإياه في كتابه المُغني : " وتُجزئ البتراء وهي التي لاذنب لها خِلقة أو مقطوعاً . . إلى أن قال : لأن هذا نقصٌ لايُنقص اللحم ، ولا يُخل بالمقصود ولم يرد به نهي " وقال أيضاً : " ولا تُجزئ ماقُطع منه عضوٌ كالألية " . . قال ابن عُثيمين رحمنا الله وإياه وإياكم : " أما مقطوع الألية فلا يُجزئ لأن الألية ذاتُ قيمة ومُرادةٌ مقصودة " وأما العضباء التي كُسر قرنها فالذي يُفتى به الآن إن كان الكسر أقل من النصف فلا حرج وإن كان نصف القرن فأكثر لم تصح ، وأما الجمّاء التي لم يُخلق لها قرنٌ أصلاً فتجزئ كما أورده ابن قدامة في المُغني ، وأما الجدعاء وهي : مقطوعة الأنف فلا تُجزئ وكذلك السكّاء وهي مقطوعة الأذنين وأما ماكان في أحد أذنيها قطعٌ فيكره أن يُضحى بها فالتي شُقت أذنها من الخلف أو من المُقدّم أو خُرقت أذنها فكل ذلك مكروه في الأضاحي من تركه لأضحية أفضل ، فهو الأكمل والأكثر ثواباً ومن ضحّى بواحدة غير مقطوعة الأذن بالكلية ولكن بها عيب فلا حرج عليه وفاته الأفضل ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : " استشرفوا العين والأذن " وأما الجذّاء وهي التي رؤوس ضروعها يبست فلا تُجزئ وكذلك الهتماء وهي التي ذهبت أسنانها ، واعلموا أن الله طيّب ٌلايقبل إلا طيبا وله الأكمل والأجود والأفضل ويُعطي على الأفضل مالايُعطي على غيره . . فاللهم بارك لنا فيما رزقتنا من بهيمة الأنعام واجعلها عوناً لنا على إتمام النُسك وتقبلها منا وضاعف لنا بها الثواب والأجور ياعزيز ياجواد ياغفور ، واغتنموا رحمكم الله بقية هذه العشر المباركة بالمسارعة في الخيرات والتقرب بالطاعات ولزوم الفرائض والنوافل في العبادات وبالتقرب بالصيام والإمساك عن المفطرات فمن عجز منكم فلا يدع صيام يوم عرفة بأي حال مادام في صحته ووعيه فصيام يوم عرفة الأجل من صامه احتساباً وتقرباً فقد ربح تكفير سنتين بصيام يوم واحد كما أخبر بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده " وليُكثر فيه من الدعاء لعل أن تناله الرحمة وخصوصاً في عشية عرفة أي بعد العصر إلى غروب الشمس وخير الدعاء دعاء يوم عرفة كما أخبر بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام فاجتهدوا فيه بكثرة الدعاء لكم ولأهليكم وللمسلمين . . هذا وصلوا وسلموا على أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . . 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...