الحمدلله رب الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسباً وصهرا وكان ربك قديرا ، والحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، والصلاة على النبي المصطفى الذي بعثه الله لكل الخلائق بشيرا ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فاتقوا عباد الله حق التقوى وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى .
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " .
عباد الله :
إن مما أوجب الله على كل مسلم ومسلمة النصح للأولاد من بنين وبنات واحتوائهم والرفق بهم والشفقة عليهم وتعهدهم بالقوت والمؤونة ومتابعتهم في كل حال في تعليمهم ونشأتهم قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء اثماً أن يضيع من يقوت " وقال في حديث آخر رواه البخاري رحمه الله : " مامن عبد استرعاه الله رعيه فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة " .
وإننا نرى تفريطاً في هذا الجانب من قبل الآباء والأمهات أو أحدهما فمن الملاحظ والكثير في هذا الوقت عزوف الآباء خاصة عن المكث في البيت لسبب أو لغير سبب وذلك إما هروباً من المسؤولية وإما للتسلية وإما لسبب آخر وكل ذلك لاملامة فيه ولا عيب . . ولكن عندما يكون عادة وديدناً للرجل في كل يوم وفي كل ليلة هنا تكمن المشكلة ويُتاه في المعضلة فلا بد من وقفة محاسبة يتم من خلالها التأمل في الصنيع ومعالجة الأمر .
وكما قال أحد الحكماء : " مهما قلت لابنك وأكثرت عليه في القول ، فلن يبالي بأقوالك وسيتّبع أفعالك " ومن أقوال المربين : " لاتقل لابنك أصليت ، أصليت ، ولكن قل له : " مارأيك أن تصاحبني إلى الصلاة " وذلك من باب تشويقه وغرز حبها في قلبه وذلك عندما يبلغ السابعة من عمره فلننتبه لذلك ، لأن الأطفال دون هذا السن لايعقل من الصلاة شيئاً ولم يؤمر بها ، ويكون حضوره في كثير من الأحيان أذية للمصلين أصلح الله لنا ولكم الأبناء والبنات والأهالي والزوجات .
ولاشك أن صلاح الأبناء والبنات أمنية لكل أب وأم وعلى الآباء والأمهات أن يجدوا السبل المناسبة للتعامل معهم فليس كل الأبناء وحتى البنات على مستوى واحد من التفكير والعقل والرزانة والفطنة فهم متفاوتون كتفاوت الأصابع وأغضان الأشجار ، والإستشارة في بعض السلوكيات التي تصدر من هؤلاء الأبناء عموما أمر هام ينبغي مراعاته في ذلك ، فإن التربية لها أصحابها وهي فن من فنون التعامل مع النشء وبعضاً منها يُدرس ويدًّرس في معاهد عليا وليس الأمر بهذه السهوله كما يتصوره البعض ، ولكن لدينا جماع قواعد التربيه كلها وهي " الرفق في المعاملة واقصاء العقاب إلا لضرورة وبحدود في سن مناسبة للناشيء " وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال : " إن الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه " وقال أيضاً كما ورد في عند مسلم والبخاري في كتابه : " الأدب المفرد " : ( من يُحرم الرفق يحرم الخير ) وعند أبي داوود : ( من يُحرم الرفق يُحرم الخير
كله ) .
ثم الحذر من استعمال العقاب إلا في سن العاشره ، ولا يُضرب في العاشرة إلا في الصلاة فقط أو في معصيته لوالديه لاعلى غيرهما فلنتق الله ولا نستخدم الضرب دون ذلك السن - أي دون سن العاشره - لأن ذلك يُغير أطباع الطفل إلى ارتكاب العنف فقد قال عليه الصلاة والسلاة في ذلك كما روى الإمام أحمد وأبو داوود قال :
( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
وإن أجل ماعلم الوالد ولده كتاب الله عز وجل الذي هو بحر العلوم وسيّد المعارف وجِماع العلم وأصله وينال الوالد بذلك شرف الدنيا والآخره والرفعة في الدارين ، والولد بذلك يسود أقرانه وخلانه ويعلو شأنه ويكون مُقدماً في المجالس أوما سمعتم قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) رواه أبو داوود من حديث أبي موسى .
الحمدلله ذو الكمال والجلال ، الكريم المتعال ، الذي بعونه تُنال الآمال وتنزه عن عن الصاحبة والآل والصلاة والسلام على النبي صاحب الفضائل والخصال وعلى آله وصحبه الذي نهجوا الأفاضل من الأعمال وعلى من تبعهم وعنا معهم إلى يوم الدين وسلم تسليما ً مزيدا ً أما بعد :
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أولياء الأمور عفا الله عنهم ورحمني الله وإياهم وإياكم :
ثم الحذر من استعمال العقاب إلا في سن العاشره ، ولا يُضرب في العاشرة إلا في الصلاة فقط أو في معصيته لوالديه لاعلى غيرهما فلنتق الله ولا نستخدم الضرب دون ذلك السن - أي دون سن العاشره - لأن ذلك يُغير أطباع الطفل إلى ارتكاب العنف فقد قال عليه الصلاة والسلاة في ذلك كما روى الإمام أحمد وأبو داوود قال :
( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
وإن أجل ماعلم الوالد ولده كتاب الله عز وجل الذي هو بحر العلوم وسيّد المعارف وجِماع العلم وأصله وينال الوالد بذلك شرف الدنيا والآخره والرفعة في الدارين ، والولد بذلك يسود أقرانه وخلانه ويعلو شأنه ويكون مُقدماً في المجالس أوما سمعتم قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) رواه أبو داوود من حديث أبي موسى .
وقال عليه الصلاة والسلام في شأن الوالد الذي يحث ابنه ويتفانى في تعليمه وحفظه للقرآن وفي صاحب القرآن كما روى بُريدة بن الحصيب الأسلمي :
: " إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب فيقول : " هل تعرفني ؟ " فيقول : " ماأعرفك " ، فيقول له : " أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجاره ، فيُعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلتين لايقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان : بما كُسينا هذا ، فيقال : " بأخذ ولكما القرآن ، ثم يقال اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها ، فهو في صعود مادام يقرأ هذاً كان أو ترتيلاً " رواه أحمد وابن ماجه وحسنه البوصيري والألباني
وقد فسر هذا الحديث بأن القرآن حين لقى صاحبه يكون - أي القرآن - كالرجل الشاحب مثل ماكان صاحبه حينما كان في الدنيا يجهد ويجاهد نفسه في تلاوته حتى يذود عنه ويعليه في درجات الجنة وغرفها ويرفع من مكانته في منازل الجنة .
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما واعذنا اللهم من سوء طباعنا وفساد أخلاقنا وشر أنفسنا أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
== الخطبة الثانية ==
الحمدلله ذو الكمال والجلال ، الكريم المتعال ، الذي بعونه تُنال الآمال وتنزه عن عن الصاحبة والآل والصلاة والسلام على النبي صاحب الفضائل والخصال وعلى آله وصحبه الذي نهجوا الأفاضل من الأعمال وعلى من تبعهم وعنا معهم إلى يوم الدين وسلم تسليما ً مزيدا ً أما بعد :
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أولياء الأمور عفا الله عنهم ورحمني الله وإياهم وإياكم :
- ادخال التشاؤم لدى الأولاد والبنات وزعزعة روح الحماس وتحبيطهم وتثبيطهم بأقوال مشينة والقدح في شخصيتهم لافي أفعالهم ، والناشيء أو الناشئة لايوجه لهم النقد مباشرة في شخصياتهم وإنما يوجه اللوم والنقد لأفعالهم إن كانت خاطئة ويبين لهم الصواب في ذلك برفق من دون تعنيف ولا استهزاء
- ومن الأخطاء يامعشر الفضلاء التي تجري في البيوت الخصام والجدال الشديد الذي يصل لحد الصراخ والعويل بين الأب والأم داخل البيت فإن هذا من آثاره الكبرى على سلوكيات الإبن أو الطفل أنه يزعزع ثقة الطفل في نفسه ويجعله قلقاً وربما يُصاب بالرهاب الإجتماعي فلا يستطيع الخروج أمام الناس أو زملائه أوفي المدرسة ولو طُلب منه أن يلقي كلمتين فاتقوا الله في أبنائكم واكظموا الغيظ وكظمه من صفات المؤمنين واجعلوا مثل هذه الخصومات - التي إن كان لابد منها - اجعلوها خارج نطاق الأسرة أو في غرفة مغلقة إن استطعتم
- ومن الأخطاء أيضاً : ترك المديح للإبن ونقده وعدم تشجيعه عندما يقوم بأي عمل نافع له أثر على كسبه للعلوم وتميزه في الدراسة والفهم وارتقائه بنهجه ومسلكه وأخلاقة فإن ذلك يثني الإبن أو البنت عن مواصلة عطائة وتميزه في وسطه التعليمي ، ويُفسد الفطرة السوية التي نشأ عليها .
- البخل بوضع المحفزات لهم مع عدم تعويدهم على ذلك ، ومن الأمثلة على ذلك : أن تقول مثلا ً إذا صليت الفجر مع الجماعة أعطيتك كذا ، وإن تفوقت في المدرسة أعطيتك كذا وهذا يكون للأطفال خاصة ممن فوق السابعه - كما أسلفنا - أما الكبار فيوجهون وينصحون ويُجاهدون في ذلك ويُكثر عليهم ويستشارفيهم ويُدعى لهم بالهداية والسداد والتوفيق والرشاد وإن لزم الأمر الأخذ بأيديهم وتعنيفهم في أمر الصلاة خاصة بشرط : أن يكون هذا التعنيف له آثاره الإيجابية على هذا الشاب أو المراهق ليدرك بذلك فداحة مافعل وينتهي عن نُهي عنه فذلك أمر محمود وما عدا ذلك فلا يُنصح به ويُترك أمره إلى الحاكم .
- ختاماً لنكن معشر الأحبة ايجابيين في سلوكنا وتوجهاتنا وأقوالنا وأفعالنا ومعشرنا والإيجابي هو : الذي يبني نفسه ويبني غيره ويقصد دائما إلى الأقوال والأفعال الحسنة فيجليها ويثني عليها ويدع ماسوى ذلك ويعرض عنه ويستره
اللهم إنا نعوذ بك من سوء المعشر وخبث المخبر واقتراف المنكر يا مانع ياحفيظ
اللهم ارزقنا الحلم والصبر والثبات في الأمر والعزيمة على الرشد والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق