الحمد لله الحفيظ العليم الجواد الكريم الرب الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأكرمين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فاتقوا الله تعالى معشر المسلمين واسلكوا دروب المؤمنين على نهج النبيين وعباده المتقين واحذروا من زيغ الزائغين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين واعلموا أن الله يستدرج ويمكر سبحانه وتعالى بمن يشاققه ويحاده أو رسوله أو يتبع غير سبيل المؤمنين وبين أن الذل والصغار عليهم فقال الحق تبارك وتعالى : " ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولّى ونُصله جهنم وساءت مصيرا " وقال سبحانه : " إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " . وزكى الله تعالى من يحمل الدين والعلم الشرعي الذي به يذود عن حياض العلم وأهله ويذود به عن حرمات الله لئلا تُنتهك فقد ورد في الحديث الذي صححه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين " .
وإننا معشر الأحباب لنجد أناساً مضللين لايسعهم السكوت ويأبون إلا التلفظ بالباطل وتأويل النصوص على مايريدون ويشتهون بل إن بعضهم ليلوي أعناق النصوص ويأتي بالباطل في لبوس الحق ويغوي ويمكر ويخدع فوقع في انتحال المبطلين المذكور آنفاً في الحديث وأضل وتدرج حتى عاد من رؤوس الفتنة والضلال ، كل
همه واهتمامه في تأليب العوام وتحريضهم على الحاكم وولي الأمر ، يُغيظهم التفاف الشعب مع قادته والرعية مع الراعي ويعود ذلك كله إلى عدة أسباب منها :
همه واهتمامه في تأليب العوام وتحريضهم على الحاكم وولي الأمر ، يُغيظهم التفاف الشعب مع قادته والرعية مع الراعي ويعود ذلك كله إلى عدة أسباب منها :
* قلة البضاعة في العلم الشرعي الذي لاتعارض بين نصوصه ولا اختلاف ولا تضارب فيه بين الثوابت والمسلّمات من المأمورات والمنهيات والحلال والحرام ومختلف فروع الشريعه .
* ومنها : الجهل بمقاصد الشريعه التي أحكم الله أدلتها وقواعدها في الشرع الحنيف المطهر والتي منها المستنبط الخفي والظاهر الجلي .
* ومنها : التسرع والعجلة في التكفير وعدم معرفة الشروط التي بينها الله وهيب من خفرها ونقضها وتجاوزها والتسرع في الحكم على المعين - أي الشخص المعين بالكفر أمر في غاية الخطورة انزلق في هاويته أشخاص باعوا دينهم بدنياهم وذمتهم بشهواتهم أعاذنا الله وإياكم .
* ومنها : الإستهانة ببيعة الحاكم بسبب ماارتكبه من مخالفات شرعية ومعاهدته للكفار وأهل الكتاب والإستهانة نقض مثل هذه العهود والمواثيق مع أن الله حذر من نزع اليد من طاعة الإمام وبين أنه يجري على المسلمين كلهم ذمة واحد منهم حتى لو كان شخصٌ لايؤبه به فكيف بذمة امام تولى مقاليد الحكم في البلاد من دهر طويل ، فقد قال عليه الصلاة والسلام كما ورد ذلك في الصحيحين : " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ، فمن أخفر مسلما ً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ، وقال عليه الصلاة والسلام كما ورد في حديث علي رضي الله عنه : " المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم " رواه النسائي وأبو داوود .
قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داوود : " يسعى بذمتهم أي : بأمانهم ، أدناهم : أي عدداً وهو الواحد أو منزلة " .
وقال البغوي في شرح السنة : " أي أن واحداً من المسلمين إذا أمّن كافراً حرُم على عامة المسلمين دمه ، وإن كان هذا المُجير أدناهم مثل : أن يكون عبداً أو امرأةً أو عسيفاً تابعاً - أي أجيراً أو نحو ذلك ، فلا يُخفر ذمته ويُجير عليهم أقصاهم " .
وقال ابن بطال في شرح صحيح البُخاري : " إن كل من أمّن أحداً من الحربيين - أي أهل الكفر المحاربين - جاز أمانه على جميع المسلمين دنيــّا ًكان أو شريفاً حراً كان أو عبداً ، رجلاً أو أمرأةً ، وليس لهم أن يخفروه " ا.هــ
اللهم اعصمنا من مضلات الفتن ماظهر منها وما بطن ومن سوء العاقبة وشر المصير واجعلنا ممن يحذرُ فينجو وبالرشد يعلو .
أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولعامة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي غفور رحيم .
============ الخطبة الثانية ============
الحمدلله على فضله أحكم كل شيء بخلقه وعدله وبين كل أمر ببيانه وقوله وصلى الله على النبي وصحبه وعلى كل من تبعه من حزبه أما بعد :
معشر المؤمنين يقول الحق تبارك وتعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ومن خلال هذه الآيه يتبن لنا أن الأمن في الأوطان والعافيه في الأبدان وأمان الأرزاق وضمان الأقوات والأمن على الأموال إنما يحصل بالشكر والحمد والثناء على الله وإن قل الرزق وقل ذات اليد وضيق على الإنسان في رزقه فرزق قليل مع أمن دائم وحياة مطمئنة خير من رزق قليل مع خوف وترصد وترقب من الأعداء كانوا في الداخل أو كانوا في الخارج وقلق واضطراب ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من فقدها ، فاسألوا من جرت عليهم الإضطرابات السياسية والمظاهرات الشعبيه بما رجعوا ؟ وماذا كسبوا ؟ وما الذي فقدوا ؟ فستجدون مايروع القلب ويبكي الضمير ويحرق الأكباد ويُدمي الفؤاد ، فهل لنا في غيرنا معتبر ؟ وفي أحوال التغيرات مزدجر ؟
فتن تموج وضلّلت أفواجاً * سلكوا بها درب الشرور فجاجاً
عادوا بخيبة ناكصين وحالهم * يتحسرون ويطلبون علاجاً
وكما قال الكثير من سلفنا الصالح : " لمائة يوم بحاكم ظالم ، خير من يوم بلا حاكم " وذلك أن الله أعلم بما يُصلح العباد وبما يَصلح لهم فدعوا خلق الله وهو المشرع سبحانه ويعلم أن المفسدة المترتبة على سقوط دولة أو خلع حاكم هي أعظم من المفسدة في بقائه وإن كان ظالم . . فأين المتبصرون والعارفون المتعقلون لعواقب الأمور ومنتهى الأحوال ، ووالله مايملك ابن آدم أفضل من الشكر والحمد لله الحفيظ العليم ،والخبير الحكيم أن سلمه من سلسلة فتن ومن توابع أليمة جرت على بشر هم أذكى وأنبه من كثير من بني جلدتنا ، فالزموا في دهركم الشكر والحمد فهما ضمان من الله تعالى لعباده : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
والشكر يكون بالعمل والبذل والإنفاق والمحافظةِ على كل ماأمر الله تعالى والبعد عن كل مانهى الله عنه فهذا غاية الشكر وأعلى منازله والحمد يكون باللسان والثناء على الله بما هو أهله جل جلاله والحديث بنعمته في كل مجلس وفي كل ناد ، ( وأما بنعمة ربك فحدث )
رزقنا الله شكر النعمة ودفع عنا البلوى والنقمة وأصلح لنا جميعاً الأبناء والبنات والأهالي والزوجات ورد عنا سفه السفهاء وعن أوطاننا وأهلينا سفه السفهاء والفساد والشقاق والنزاع والعناد ، وحفظ الله أمن هذه البلاد وأمن بلاد المسلمين
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
معشر المؤمنين يقول الحق تبارك وتعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ومن خلال هذه الآيه يتبن لنا أن الأمن في الأوطان والعافيه في الأبدان وأمان الأرزاق وضمان الأقوات والأمن على الأموال إنما يحصل بالشكر والحمد والثناء على الله وإن قل الرزق وقل ذات اليد وضيق على الإنسان في رزقه فرزق قليل مع أمن دائم وحياة مطمئنة خير من رزق قليل مع خوف وترصد وترقب من الأعداء كانوا في الداخل أو كانوا في الخارج وقلق واضطراب ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من فقدها ، فاسألوا من جرت عليهم الإضطرابات السياسية والمظاهرات الشعبيه بما رجعوا ؟ وماذا كسبوا ؟ وما الذي فقدوا ؟ فستجدون مايروع القلب ويبكي الضمير ويحرق الأكباد ويُدمي الفؤاد ، فهل لنا في غيرنا معتبر ؟ وفي أحوال التغيرات مزدجر ؟
فتن تموج وضلّلت أفواجاً * سلكوا بها درب الشرور فجاجاً
عادوا بخيبة ناكصين وحالهم * يتحسرون ويطلبون علاجاً
وكما قال الكثير من سلفنا الصالح : " لمائة يوم بحاكم ظالم ، خير من يوم بلا حاكم " وذلك أن الله أعلم بما يُصلح العباد وبما يَصلح لهم فدعوا خلق الله وهو المشرع سبحانه ويعلم أن المفسدة المترتبة على سقوط دولة أو خلع حاكم هي أعظم من المفسدة في بقائه وإن كان ظالم . . فأين المتبصرون والعارفون المتعقلون لعواقب الأمور ومنتهى الأحوال ، ووالله مايملك ابن آدم أفضل من الشكر والحمد لله الحفيظ العليم ،والخبير الحكيم أن سلمه من سلسلة فتن ومن توابع أليمة جرت على بشر هم أذكى وأنبه من كثير من بني جلدتنا ، فالزموا في دهركم الشكر والحمد فهما ضمان من الله تعالى لعباده : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
والشكر يكون بالعمل والبذل والإنفاق والمحافظةِ على كل ماأمر الله تعالى والبعد عن كل مانهى الله عنه فهذا غاية الشكر وأعلى منازله والحمد يكون باللسان والثناء على الله بما هو أهله جل جلاله والحديث بنعمته في كل مجلس وفي كل ناد ، ( وأما بنعمة ربك فحدث )
رزقنا الله شكر النعمة ودفع عنا البلوى والنقمة وأصلح لنا جميعاً الأبناء والبنات والأهالي والزوجات ورد عنا سفه السفهاء وعن أوطاننا وأهلينا سفه السفهاء والفساد والشقاق والنزاع والعناد ، وحفظ الله أمن هذه البلاد وأمن بلاد المسلمين
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق