الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

خطبة عن يوم عاشوراء وقصة فرعون مع قوم موسى

الحمدلله ولي الصالحين ، وإله الأولين والآخرين برحمته أنجى المؤمنين وبعدله قصم الظالمين ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخلق أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم وسلم تسليماً كثيراً . .
أما بعد : عباد الله اتقوا الله تعالى فالتقوى هو السبيل الأكمل والطريق الأمثل لرضوان الله تعالى ، ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) .
واعلموا - رحمكم الله أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها كل محدثةٍ في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : القصص في القرآن فيه عبرة وعظة وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين عامّة ، وفي علمٌ ومعرفة بأحوال من سبقنا من الأمم وفيه تثبيتٌ للقلوب المؤمنة التي تؤمن بموعود الله بالنصر وحسن العاقبة وجميل المصير ( لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب ماكان حديثاً يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقومٍ يؤمنون ) ( وكلاّ نقص عليك من أنباء الرسل مانثبّت به فؤداك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) فقص الله من خبر آدم ومن خبر قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وأصحاب القرية وأصحاب السبت ووغيرهم وأنزل الله في القرآن سورة القصص والتي تحوي بين جنباتها قصة طاغية مصر مع نبي الله موسى والذي بلغ بكفره وطغيانه منتهاه فكان يقتل أطفال بني اسرائيل ويستبقي نساءهم للخدمة خوفاً من وقوع رؤيا رآها في منامه تفيد أن زوال ملكه على يد طفلٍ يولد من بني اسرائيل ، وظل فترة طويلة يقتل الولدان الذكور الذين يولدون من نساء بني اسرائيل حتى قلّ الرجال منهم ، فلما كان ذلك أمر جنده أن يقتلوا عاماً ويدعوا عاماً ، فقدّر الله أن يُولد موسى في السنة التي يُقتل فيها الأولاد فخافت أُمّه عليه فألقته في التابوت ( والذي هو صندوق من خشب ) وكان ذلك بإلهام من الله ومن ثمّ ألقته في اليم ، وقيل أن ذلك تمّ بعد أربعة أشهر من ولادته ، فالتقطه جند فرعون وأحضروه إلى قصره وكان فرعون عقيماً لايُولد له فرجت امرأة فرعون منه أن يتركه لعله ينفعهم فلمّا رأى فرعون مابها تركه لها فنشأ وشبّ في بيت فرعون وحرّم الله عليه المرضعات فكانت أخته تطوف على البيوت فطافت عليهم وقالت لهم كما ذكر الله : ( هل أدلكم على من يكفله فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينُها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لايعلمون ) .
كبُر وتررع موسى عليه السلام ومن ثمّ هرب بعدما قتل رجلاً من آل فرعون خطأً ، هرب إلى مدين ومكث بها عشرسنين وتزوّج هناك وأتاه الوحي وكلمه الله تكليماً في وادي طوى في سيناء ونبأ معه أخوه هارون وأمره ان يذهب إلى فرعون وقومه لينذرهم وأعطاه من الآيات اليد والعصا فدعا فرعون وقومه فاحتقره واستصغره وأبى واستكبر في الأرض بغير الحق مع أنه رأى من الآيات مايدل على نبوته وصدقه ومع هزيمته في يوم الزينة هو وسحرته وهذه سنة الله كما قال الله تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوّاً من المجرمين وكفى بريك هادياً ونصيرا ) .
عباد الله : لما ضاق الحال بقوم موسى وشكوا مايجدون من أذية فرعون وقالوا : ( أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) دعا موسى ربه بأن يُهلك فرعون ومن معه من الجند ولا يمكنه من الإيمان فقال : ( ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليُضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) وكان هارون يدعو ربه بذلك أيضاً فجاء الرد من العزيز المتعال : ( قال قد أُجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعانّ سبيل الذين لايعلمون ) وما أقرب الداعي الصبور إلى الله من غيره فالصبر مطلب في كل الأمور ولكن العباد قومٌ يستعجلون .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائرالمسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
=========== الخطبة الثانية ============
الحمدلله له العزة والكبرياء والحمد والثناء والمجد والبقاء والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أهل الفضل والتقى ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلّم تسليماً كثيراً أما بعد :
عباد الله : لما دعا موسى على فرعون وقومه بالهلاك أوحى الله لموسى أن يسري بآل إسرائيل ليلاً يستدرج بذلك فرعون وقومه لكي يلحقوا بهم فقد أعد الله لهم منزلاً للهلاك في لجة البحر ، فأسرى بهم موسى كما أمره ربه فلحق بهم فرعون وقومه فلما أحس قوم موسى من جند فرعون الهلاك قالوا له : ( إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين ) فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر فوقفت لُجج البحر كالجبال ويبست الطرق بينهن بقدرة الله فساروا حتى جاوزوا البحر فلما اكتمل موسى وقومه خارجين واكتمل فرعون وقومه داخلين أمر الله البحر فعاد كما كان فغرقوا جميعاً ولم يبق منهم ناج ٍ وهذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه هواليوم العاشر من شهر الله المحرم الذي سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم بيوم عاشوراء وصامه عليه الصلاة والسلام وأمر بصيامه وكانت قريش على كفرها في الجاهلية وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفّر ذنوب سنة كاملة وقال لمّا سئل عنه : " يكفّر السنة التي قبله كما عند الترمذي بإسنادٍ صحيح وأوصى أن يُصام يوماً قبله أو يوماً بعده أو يوماً أو يوماً قبله وبعده فقال : " خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله ويوماً بعده " وهذه في الرواية في مسند أحمد رحمه الله وفي رواية أخرى عند الهيثمي في مجمع الزوائد : " صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده " ومن أفرده بالصوم فجائز ولكن يُكره وللعلم فإن اليوم التاسع هو يوم الأربعاء القادم حسب الرؤية الشرعية ويوم الخميس هو اليوم العاشر فلا يُعتمد علىة التقويم في الصيام فلينته لذلك . . ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...