الحمدلله الذي له الحمد في السماوات والأرض وهو الحكيم القدير ، يُضل من يشاء ويهدي من يشاء وإليه المصير أبان طريق الهداية وحذر من سبل الغواية وهو السميع البصير والصلاة والسلام على المبعوث بالرشد والخير العظيم الوفير نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ ومن على نهجهم يسير أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - فالتقوى رأس الأمر كلّه فمن اتقى الله كفاه وهداه ومن تنكب عن التقوى أضله الله بهواه ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ) ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) . واعلموا أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : وفي حديثنا عن الفِرق التي ظهرت في شبه القارة الهندية والتي كانت متزامنة مع الإستعمار البريطاني للهند ظهرت فِرقة ( القاديانية ) نسة إلى قاديان في ولاية البنجاب في الهند ويسمون أنفسهم بالأحمديين أو الفرقة الأحمدية نسبة مؤسسها ميرزا غلام أحمد القادياني وقد نشأت هذه الفرقة في الربع الأول من القرن الرابع الهجري في حدود عام 1318 للهجرة وكان مؤسسها ممن عُرف بالأمراض وحدة المزاج وإدمان المخدرات وكذلك كان مؤسسوا كثير من الفرق فإنهم كانوا أشخاصاً غير سويين في فكرهم وسلوكهم وكان مؤسسها ادعى في الأول أنه مجدد وأنه ملهم من الله حتى يلتف حوله الأتباع ويكثر أنصاره ويكوّن له مؤيدين ومناصرين حتى يدعموا دعوته وينشروها في المجتمع ومن ثم زعم أنه هو المهدي المنتظر وتدرّج به الحال حتى ادعى النبوة وتقوم أصول القاديانية على عدة أمور منها :
* يعتقد أتباع مؤسس الفرقة الضآل أن جبريل ينزل عليه وأن يوحي إليه كما يُوحى إلى محمد عليه الصلاة والسلام والأنبياء قبله وأنه ابن لله تعالى وتقدّس .
* ألفوا كتاباً أسموه ( الكتاب المبين ) ويعتقدون فيه أنه منزل من عند الله كما يدّعون وأنه أعلى شرفاً من القرآن وأرفع منزلة قاتلهم الله .
* يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى يصوم ويصلي ويحج وأنه يُجامع كالبشر عليهم من الله مايستحقون وتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا .
* يعتقدون أنه الله لم يختم الرسالة بمحمد عليه الصلاة والسلام وأن أتباع الغلام أحمد كالصحابة
* يتعتقدون أن الحج إلى قاديان أفضل من الحج لمكة وأن قاديان أفضل من مكة والمدينة وأن أرضها حرم نسأل الله العافية .
* يحرّمون الجهاد ضد المحتل وينادون بالطاعة العمياء لحكومة الإنجليز وأنهم أولياء الأمر بنص القرآن كما يزعمون بل ويدعو زعيمهم ربّه بالإنجليزية متنكباً للغته الأم ويزعم أن ربّه إنجليزي كما يزعم .
* يعتقدون أن كل مسلم عندهم كافر إذا لم يعتقد باعتقاد القاديانية كما يدّعون .
* يؤمنون بعقيدة التناسخ والحلول كما يؤمن الهندوس والبوذيون والسيخ ومعنى التناسخ أن الروح تنتقل بعد الموت من جسده الميت إلى جسد آخر إنسان أو حيوان أو نبات والحلول أن الذات الإلهية تحل في جسد الإنسان بحيثِ أنهما يمتزجان فتذوب الروح البشرية في الذات الإلهية وهذا المعتقد يُعدّ كفر في الإسلام بإجماع أهل العلم .
* ويجيز القاديانيون شرب الخمور وإدان المخدرات والمسكرات عامّة .
ومن يمعن النظر في هذه الفرقة يجد أنها خليط من مسميات إسلامية ومعتقدات وثنية شركية ونصرانية ويهودية وهندوسية وهذا في غاية التخبط والضلال والفساد ( أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يُضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله خبيرٌ بما يصنعون ) .
وكان من مكر القاديانيين بالإسلام وأهله أن زعيماً منهم قدّم نسخة محرفة من ترجمة القرآن بالإنجليزية وليس بالأمر الغريب إذا علمنا أن بينهم وبين اليهود والإنجليز تعاون بالكيد للإسلام وأهله وقد مكنهم الإنجليز من مناصب قيادية وكذلك اليهود وفتحوا لهم المدارس والمساجد في أفريقيا بل وفي أوروبا والأمريكتين وقد تمكن رجل منهم في الباكستان بتولي منصب في البرلمان وقامت ثورة شعبية تطالب بإقالته وباعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة في الباكستان ونجحوا في ذلك والحمدلله ، فاللهم اردد كيد أعداء الإسلام في نحورهم وأعذ المسلمين والدين من شرورهم وأصلح للمسلمين سائر أمورهم ياذا الجلال والإكرام . . أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
=========== الخطبة الثانية ===========
الحمدلله القوي المتين والصلاة والسلام على النبي الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ٍإلى يوم الدين أما بعد :
عباد الله : إن التصدي لأعداء الإسلام أمرٌ واجب متحتم على كل من يستطيع مواجهتهم بالحجة والبرهان وذلك بكشف كفرهم وشركهم وتبيين تلبيسهم على وخلطهم الحق بالباطل إن كان لديهم حق فهذا من أعظم الجهاد في سبيل الله وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه أبوداود في سننه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " ومجاهدة أهل الملل والنحل أفضل مايكون باللسان لأن العامّة يغترون بالقول والبيان إذا لُبّس بلبوس الإسلام فانبثق للغلام أحمد زعيم القاديانية العالم الهندي الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الآمْرِتْسَري رحمه الله وكان أمير جمعية أهل الحديث في الهند فناظره وأفحم حجته وبيّن كفره وضلال دعوته ولمّا لم يرجع هذا الغلام باهله أبوالوفاء - والمباهلة تقضي بأن يستفتح المباهَل والمباهَـل بأن يُلعن الكاذب من الفريقين وأن يدعو على نفسه بالهلاك ويموت الكاذب منهما في حياة الصادق ، فلمّا أتمّ المباهلة أبوالوفاء وهذا الزنديق لم تمرّ أيامٌ قلائل حتى هلك المرزا غلام القادياني زعيم القاديانية وكان ذلك في ربيع الثاني من عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية ، وقد تكررت المباهلة في التاريخ وليست بالأمر المستجد وهي مثل القول الفصل والآية الساطعة على كذب المفتري . . ولكن أهل الضلال يُعميهم الله عن مثل هذه الآيات وعندما زاد خطرهم وكثُر أتباعهم انعقد في شهر ربيع الأول من العام أربعة وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة مؤتمرٌ كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره من جميع الدول الإسلامية ممثلون لبلدانهم ، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وضلالها وخروجها عن الإسلام وطالبوا بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين ، ثم صلوا وسلموا على النبي المختار وصفوة الأبرار نبينا محمد . .