الجمعة، 28 يناير 2022

خطبة عن الدعاء والوضوء وخطر الإعتداء فيهما

الحمدلله الذي أوجد عباده من عدم وفضلهم على سائر الأمم وربّاهم بسائر النعم والصلاة والسلام على المبعوث للعباد بجوامع الكلم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الفضل والإحسان والكرم وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد :

فاتقوا الله - عباد الله - فالتقوى سبب ٌ لكل خير ، وصارفٌ لكل بليّة وشر ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : الدعاء من أجلّ القربات وهو مخ العبادة وفي الحديث : " من لم يسأل الله يغضب عليه " وأمر الله بالدعاء وعدّ ترك الدعاء استكباراً عن عبادة الله فقال جلّ وعلا : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ووصف نفسه بالقرب وبأنه يُجيب دعاء من دعاه فقال سبحانه : ( وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) وهو من أكرم العبادات على الله ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليس شيٌ أكرم على الله من الدعاء " أخرجه الترمذي وحسّنه الألباني ، والدعاء يجب أن يكون وٍفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بوجه عام وذلك أنه يجب أن يجتنب في الدعاء عدة أمور وأشدّها الإعتداء في الدعاء ومن صوره :

* أن يُفصّل بدعاءه ولذا ورد في السنة أن عبدالله بن مُغفّل رضي الله عنه سمع ابنه يقول : " اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتُها ، فقال أي بُنيّ : سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار ، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سيكون في هذه الأمة قومٌ يعتدون في الطَّهور والدعاء " أخرجه أبوداود في سُننه وهو حديثٌ صحيح .
* وكذلك أن يدعو بإثم أو قطيعة رحم فمثلُ هذا يأثم ولا يؤجر ولا يُستجاب له . 
ومن الأمور التي ينبغي أن يتجنبها : الدعاء برفع اليدين بعد الإنتهاء من الفريضة فإن ذلك بدعة إن داوم عليه وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن رفع الأيدي في الدعاء بعد الفريضة فقال : " لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه بعد الفريضة بل السنة أنه يذكر الله ويدعو لكن من دون رفع يدين بعد الفرائض الخمس أما بعد النافلة فلا أعلم بعد التتبع الكثير لاأعلم أنه رفع يديه بعد النافلة عليه الصلاة والسلام ولكن عموم الأحاديث الدالّة على أن رفع اليدين من أسباب الإجابة يقتضي أنه لامانع من رفعها بعض الأحيان لايكون دائماً ، كما يرفعها إذا عنت له حاجة يرفع يديه ويدعو ولو من دون صلاة " انتهى كلامه ، فالمقصود من ذلك أنه يتجنب رفعها بعد الفريضة مباشرة لأن ذلك يُعدّ من البدعة وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الإبتداع في الدين فقال : " من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو ردّ " .
ومن الأشياء التي ينبغي أن يتجنبها عند الدعاء قوله : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت فتعليق الدعاء على مشيئة الله مكروه وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليُعظّم الرغبة فإن الله لايتعاظمه شيءٌ أعطاه " . 
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم " طهورٌ إن شاء الله " للمريض الذي زاره من الأعراب ، فهذا كما قال الشيخ عبدالرحمن البرّاك : " أن هذا الأسلوب أسلوب خبر والخبر في مثل هذا يحسُن تعليقه على المشيئة ، مثال ذلك أن تقول : فلان رحمه الله أو اللهم ارحمه ، فلا يصحّ أن تُقيّد ذلك بالمشيئة ، بخلاف ما إذا قُلت فلانٌ مرحوم ، أو فلانٌ في الجنة ، فإنه لابد من التقييد بالمشيئة لأن الأول دُعاء والثاني خبر ، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب ، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة  " .
ويكره للإنسان أن يدعو بدعوة ليس فيها حمد الله تعالى ولا الصلاة على نبيه فَضَالة بن عبيد رضي الله عنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته فلم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :  " عجٍل هذا ثمّ دعاه فقال له أو لغيره إذا صلّى أحدُكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثمّ ليصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثمّ ليدعو بعدُ بما شاء " أخرجه وأبو داود والترمذي في سننِهما وقال الترمذي : حديثٌ حسن صحيح . 
وينبغي أن يدعو لنفسه بالخير ولا ينبغي أن يدعو على نفسه بتعجيل العقوبة له في الدنيا وفي صحيح مسلم أن رسولَ صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه " قال : نعم ، كنت أقول اللهم ماكنت به معاقبي في الآخرة فعجله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله لاتُطيقه أو لاتستطيعُه ، أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار " قال الراوي : فدعا الله له فشفاه . 
وينبغي للعبد أن يتأدب مع الله جلّ وعلا في الدعاء فينتقي الألفاظَ الكريمة والعباراتَ المستقيمة ويبتعد عن الألفاظ القبيحة والأوصاف المستكرهه والأسماء المَهينة ، فاللهم وفقنا لأحسن الأقوال والأعمال وجنبنا سبل الزيغ والضلال ياذا الجلال والإكرام ، أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم . 
============= الخطبة الثانية ==============  
الحمدلله الذي هدى لطاعته ومرضاته ومنّ على عباده بجميل هباته وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد الذي أرسله إلى خلقه وبريّاته وأنزل عليه آياتِه صلى الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ ملءَ أراضيه وسماواته أما بعد : 
فاتقوا الله -عباد الله - واعلموا أن الله ذكر صورة من صور الإعتداء في العبادات في الحديث السابق ( حديث عبدالله بن مغفّل رضي الله عنه ) وهي الإعتداء في الطَّهور ، والطَّهور - بفتح الطاء - هو اسمٌ لما يُتطهر به وأما الطُهور - بضم الطاء - هو اسمٌ للفعل ومثله الوَضوء والوُضوء والسَّحور والسُحور ، وصور الإعتداء في الطّهور كثيرة منها : 
* أن يزيد على الثلاث وهذه الزيادة على الثلاث ورد في التحذير منها نصٌّ نبوي ففي الحديث الذي أخرجه النسائي وأبوداود وأحمد رحمهم الله من حديث عمرو بن شٌُعيب عن أبيه عن جدّه رضي الله عنه قال : " جاء أعرابي يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء ، فأراه الوُضوء ثلاثاً ثلاثاً ثم قال : 
( هكذا الوُضوء ، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدّى وظلم ) . 
ثمّ إن الزيادة على ثلاث عمداً لايجوز كما أخبر بذلك أهل العلم ، وأما شكّاً فهو باب من أبواب الوسوسة فيجب على العبد الحذر منه وأن لايستجّره الشيطان فيُصاب مع مطاوعة هذا الشك بالوسواس القهري الذي استفحل خطره مؤخراً وهو عقوبة - نسأل الله العافية - لمن تعدّى الحد الشرعي في الوَضوء ، والأمر تمادى ببعضهم حتى خرج وقت الصلاة بسبب سيطرة الوسواس عليه ومطاوعة النفس والشيطان مع أنه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد حذّر من شيطان الماء وهو حديث فيه ضعف ولكن ذُكر في حديث مرسل للحسن البصري : " إن للوضوء شيطاناً يُقال له : الولهان ، فاحذروه ، وروى البيهقي في السسن الكبرى عن سفيان الثوري عن يونس بن عُبيد رحمه الله أنه قال : " كان يُقال إن للماء وُسواساً فاتقوا وسواس الماء " . 
وأيضاً يقع من يزيد على الثلاث بالإسراف في الماء إسرافاً لاحدّ له ولذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرّ بسعد بن مُعاذ رضي الله عنه فقال له : "ماهذا السَّرَف ياسعد ؟ قال : أفي الوضوء سرَفٌ يارسول الله قال : " نعم ، ولو كنت على نهرٍ جار ٍ" . 
* ومن صور الإعتداء في الطهور القصور عن الحد الواجب وهو الغسل مرة واحدة ولكن لايُسبغه ولا يأتي به على الوجه المطلوب ومن النصوص النبوية المشتهرة في هذا الشأن : " ويلٌ للأعقاب من النار " فالوُضوء عبادة وشرطٌ لقبول الصلاة فالإخلال به سبب لردّ الصلاة وعدم قبولها . 
ويدخل في الإعتداء أيضاً مخالفة طريقة النبي صلى الله عليه وسلّم عمداً وتأويل النصوص كما يفعل الرافضة الذين يمسحون أرجلهم ولا يغسلونها لأن الله قال كما يزعمون : ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلَكم إلى الكعبين . . ) وهذا جهلٌ باللغة العربية وبدين الله والأرجل معطوفة على الوجوه والأيدي ولو كانت معطوفة الممسوح وهو الرؤوس لقال : " وأرجُلِكم " بكسر اللام لابفتحها وهذا واضحٌ لمن تأمله . . فنسأل الله الفقه في الدين وحسن عبادته حتى اليقين ، ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . . 

السبت، 8 يناير 2022

خطبة عن السفر والإبتعاث والتفاخر في ذلك

الحمد لله الذي وفق عباده لسلوك السبل السوية وهداهم لدروب الخير المرضيّة وأزاغ من حق عليه القول من البريّة والصلاة والسلام على المبعوث للبشرية نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ أزكى سلامٍ وأوفر تحيّة أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : كثيراً مايأمرالله جل وعلا في كتابه بالسير في الأرض للتدبر والذكرى ومعرفة عاقبة الذين كفروا ومن ذلك يقول جل وعلا : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) وقال سبحانه : ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ) وقال للتأمل وإحياء القلوب ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقال جل ذكره : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيءٍ قدير ) . . والله جل ذكر السياحة والسير في كتابه في عدة مواضع ومن ذكره للسياحة قوله في صفات المؤمنين : ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشّر المؤمنين ) وقال لأمهات المؤمنين في صفات النساء ( عسى ربُّه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ ثيّباتٍ وأبكارا ) والسياحة في كتاب الله ليس كما يظن البعض بأنها السفر للمتعة وسبر الديار وإنما هو الصيام وقد ساق ابن جرير بتفسيره أسانيد كثيرة تؤيد هذا القول وأورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( السائحون هم الصائمون) وسُمّي السائح صائماً لأنه يترك اللذات كالمسافر الذي يخرج من بلده حيث كان السفر في ذلك الوقت أكثر مشقة وجهداً ونصباً من وقتنا الحاضر وقد ورد مثل هذا القول عن سفيان بن عيينة وذُكر عن ابن قتيبة أنه قال : "السائحون: الصائمون، وأصل السائح الذاهب في الأرض.. والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات فشبه الصائم به لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح ".
والسياحة ياعباد الله في بلاد الكفار مما حرّمه العلماء إلا للضرورة القصوى وخصوا من ذلك من يسافر للدعوة أو للعلاج أو للعلم الضروري التي تحتاجه الأمة وأما السفر للسياحة والإستطلاع فقد حرّمه أهل العلم وحتى السفر للتجارة وقد وردت فتوى لابن باز سئل فيها أسئلةً متعددة ومن ذلك سائلٌ يسأل فيقول : " نلاحظُ تناقضاً كبيراً بين المسلمين في القول والعمل فالمسلمون الذين يشهدون أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويعتادون المساجد ويؤدون الفرائض نجد من بعضهم سلوكاً يختلفُ عن سلوك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعندما يسافر أحدٌ من الناس إلى أوروبا التي أصبحت بلا دين بعد أن تركت تعاليم الكنيسة يعود المسافر ويقول : لقد رأيت أخلاقاً أفضل من أخلاق المسلمين فبماذا توجّهون أمثال هؤلاء وفقكم الله ؟ "
فأجاب رحمنا الله وإياه بقوله : " لايجوز السفر إلى بلاد أهل الشرك لأن السفر إليهم من أسباب الضلالة ومن أسباب الرجوع عن الدين ، ومن أسباب سماع شُبَههم وضلالاتهم وكيدهم للإسلام ، فربما ضل بأسبابهم ، وما يلقون عليهم من الشُبَه ، فلا يجوز للمسلم أن يسافر إلى بلاد أهل الشرك ولا الإقامة بينهم ، لما في هذا من الخطر العظيم ، ولما يُلقونه من الشُبه ، ولما يراه من الفساد العظيم هناك من الشركيات والزنا واللواط وسائر المعاصي الكثيرة ، فرُبّما تأثر بها وزاغ قلبه ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( أنا بريءٌ من كل مسلم يُقيم بين المشركين ، لاتراءى ناراهما ) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من جامع المشرك - أي اجتمع معه - أو سكن معه فهو مثله ) فيجب على المسلم أن يحذر السفر إلى بلاد أهل الشرك والإقامة بينهم ، لا للتجارة ولا غيرها ، فيجب الحذر ولا سيّما في هذه الأوقات التي كثُر فيها الشرك والفساد وانتشر فيها الكفر والإلحاد ، فينبغي الحذر ، اللهم إلا أن يكون ذا علمٍ وذا بصيرةٍ يدعو إلى الله ويُعلّمُ الناس الخير ويرشدهم إلى الحق فهذا معذور ، لأنه يدعو إلى الله ويُظهر دينه فهو نافعٌ هناك وقد يهدي الله على يديه جمّاً غفيراً ، أما الجاهل والذي ليس عنده بصيرة في دينه ، فهذا يجب عليه الحذر وأن لا يسافر ، أما كونه يغترُّ بأخلاقهم وأعمالهم فهذا من جملة الفساد الذي يُخشى منه ، فقد يغترّ بهم من جهة ماعندهم من صناعات أو اختراعات أو أشياء أخرى تغرّ هذا المسكين الجاهل الذي لايعرفُ الإسلام ولا احكام الإسلام وإنما يعرفُ بعض المسلمين وبعض المسلمين عندهم أخلاقٌ سيئة . . عندهم كذبٌ ، عندهم ربا ، عندهم زنا ، عندهم شُرب مسكر ، ليس كل مسلمٍ متحفظاً تاركاً لما حرّم الله عليه ، فقد يغترّ هذا المسكين الذي سافر إلى بلاد الشرك ويرى عند أولئك شيئاً من أخلاقهم الدنيوية المعيشيّة فيغتر بها ، فيجب الحذر من السفر إليهم والإقامة بينهم ويجب على المسلم أن يعتصم بدينه ويتمسّك بدينه ويُكثر من قراءة القرآن وتدبّر القرآن حتى يعرف دين الله وهكذا يتبصر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه الذين هم خير الخلق بعد الأنبياء حتى يعرف أعمالهم الطيّبة وسيرتهم الحميدة وجهادهم الصادق ، فيعلم أنهم هم أهل الخير وهم القدوة وهم السادة وهم الذين ينبغي التأسي بهم والسير على مناهجهم ، وإذا خالفهم من من بعدهم من المسلمين في بعض الأخلاق فاللوم على من خالفهم وتنكّب طريقهم ، فعليك - ياعبدالله - أن تسلك الطريق المعروف الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم وسلكه أصحابه في الأخلاق والأعمال والسيرة ، ولا تغترّ بمن حاد عن طريقهم من المسلمين أو غيرهم نسأل الله السلامة " انتهى كلامه رحمه الله .
معشر الشباب وأولياء الأمور : ثقافة السفر والسياحة التي أصبحت مع الأسف رائجة عند كثير من البيوت التي تُصرف فيها أموال طائلة تجاوزت حدّ الإسراف بلا مبرّر سوى المتعة لاشك أن ذلك وبالٌ على أهله وذلك ان الإنسان يُسأل سؤال محاسبة عن تلك الأموال التي ضيّع كما أخبر بذلك المصطفى عليه السلام كما في الحديث الصحيح : " لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عُمُره فيما أفناه ؟ وعن علمه فيمَ فعل ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وعن جسمه فيما أبلاه ؟ " .
فسؤال الله للعبد ومحاسبته ليس بالأمر الهيّن وذلك أن من نوقش الحساب عُذّب ففي حديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نوقش الحساب عُذّب ) فقالت : " أوليس يقول الله تعالي : ( فسوب يُحاسب حساباً يسيراً ) فقال صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك " فنسأل الله العافية لنا ولكم أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم أنه هو الغفور الرحيم .

=========== الخطبة الثانية ===========

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أتقى خلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
التفاخر والمباهاة - ياعباد الله - مرضٌ استشرى في مجتمعنا وبلغ حدّ السُخف والحمق وسطحيّة العقول والطيش وكل ذلك بسبب تصدير مشاهير في مواقع التواصل الإجتماعي ركبوا موجة الشهرة وتصدير الذات على قصورها وجذب متابعين ليس همهم إلا ماتمليه أهوائهم وأنفسهم ويتبعون الملذات والشهوات ويتفاخرون بالمآكل والمشارب وبالسفر للبلد الفلاني والبلد الفلاني وبعضهم كاذبٌ فيما يقول ، وبلغ ببعضهم من يصوّر نفسه مع كأس أو وعاء أو مكان لكي يُري من يتابعه من باب التفاخر والعُجب ولا يهمه انكسار قلب فقير أو صاحب عاهة مرضيّة أو يتيم أو نحو ذلك ، فهذا لاعبٌ كرة يتباهي ويتفاخر أمام متابعيه ، وهذا شابٌ ذا طيش وخفة عقل يتباهى بسخافاته أمام زملائه بل حُكي أن بعض المعلمين والمعلمات يُوردون مثل هذه الأشياء لا لهدف تربوي ولكن لتفاخر شخصي مع الأسف وهذا شرٌ وبلاء وفتنة فلا بد من الترّوي وإحكام العقل في هذا الموضوع ، والتفاخر بهذه الأمور يجرّ لعواقب وخيمة ومساوئ وسلبيات يطول ذكرها وربما فقد تلك النعمة بسبب عين حاسد قلبت عليه حياته رأساً على عقب أوحُرقة ضمير من فقير لايجد مايأكل من الخبر اليابس فضلاً عن طعام يُشبعه فلنتق الله ، وتجد أيضاً مع الأسف من ابتُلي بهذا التفاخر والتباهي لو دُعي للإنفاق في وجوه الخير لأبى أن يشارك بأدنى مبلغ مالي ، مع أنه يعلم أن من حوله من الديار كالشام واليمن وغيرها تتلوى بطون صبيانهم ونسائهم من الجوع وليتذكّر قول الله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم ) وإن بداية هلاك العباد يكون بفسق المترفين وبَطَر المسرفين وعدوان الظالمين ، وفي ذلك يقول الله تعالى : ( وإذا أردنا أن نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) ويقول سبحانه : ( وكم أهلكنا من قرية بطِرَت معيشتها فتلك مساكنهم لم تُسكن من بعدهم إلا قليلا وكنّا نحن الوارثين ) فادرأ ياعبد الله عنك عذاب الله بفعل مايرضيه وتجنّب مايسخطه ويغضبه ، فمن أسخط ربّه فأي سماء تُظلّه وأي أرضٍ تؤويه . . ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . . 

الخميس، 6 يناير 2022

خطبة عن فقد العلماء الربانيين والأخيار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

  إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غُلفاً فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد :

فاتقوا الله - عباد الله - ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : إن فقد الأمة للعلماء الربانيين رزية تصاب به الأمة بين الفينة والأخرى بداية بوفاة إمام الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وهذه من سنة الله تعالى في العباد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها :  ( إنك ميتٌ وإنهم ميتون  * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) وإن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها عبرة وعظة وهي علامة من علامات الساعة وعند البخاري من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " اعدد ستاً بين يدي الساعة : موتي ثم فتح بيت المقدس ثم مُوْتَان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً ثم فتنة لايبقى بيتٌ من العرب إلا دخلته ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغِدرون فيأتونكم فيأتونكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً " . 
عباد الله : من العبر والدروس في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة حقيقة هذه الحياة وأنها دار عبور وليست دار مستقر وسرور ومن تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " مالي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظل تحت شجرة ثمّ راح وتركها " وجد أن هذه الدنيا دار غرور تخدع من يتعلّق بها ولو كان فيها خيراً مالعنها الله كما أخبر بذلك المصطفى وما يلعنه جل وعلا فهو حقيرٌ ذليل عنده لايُساوي عنده شيئاً  .   
عباد الله : بموت النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء الربانيين تُعرّض الأمة للفتن وهم أمنة للأمة من الفتن في الدين والإنحراف والزيغ والضلالة لأنهم كالنجوم يستضاء بهم في حالك الظلمات وعند الجهل في الأحكام الشرعية ولذا ورد في الحديث عند مسلم من رواية أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي مايوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي مايوعدون " لأنهم دُعاة هدى وأصبر الناس على الناس ووصف الإمام أحمد العلماء الربانيين وأهل الخير والدعاة عموماً بقوله : "  يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ويبصّرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه وكم من ضالّ تائه قد هدوه "  . 
ومن خيريّتهم وجود الأثر على الناس في حياتهم وبعد مماتهم قد كتب الله لهم القبول في الأرض والقبول لايُكتب لكل أحد بل للصفوة الصافية من الأمة وللنخبة من الأتقياء الربانيين الذين أخذوا على عاتقهم هم الدعوة ونشر العلم وتبليغ رسالة محمدٍ صلى الله عليه وسلم في أصقاع المعمورة ، فكانوا في رباطٍ حين يلهوا الناس وكانوا في هدى يوم يضل الناس ، قد سلمت قلوبهم في الغالب من الغلّ والضغينة على عباد الله يرجون الهداية لسائر البشر وتحترق أفئدتهم حينما يرون الناس على ضلالة وجهل ولهم عند الله المنازل العالية والدرجات الرفيعة 
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم * على الهدى لمن استهدى أدلّاءُ 
وقدرُ كل امرئ ماكان يُحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء 
ففز بعلمٍ تعش حيّاً به ابداً  * فالناس موتى وأهل العلمِ أحياءُ 
ولذا كان فقد العلماء ياعباد الله أمراً عزيزاً وقويّاً على أنفس أمة محمدٍ وخصوصاً من لديه علمٌ وبصيرة بمآلات الأمور ويعدون موتهم ثلمٌ بالديانة ونقصٌ لديانة الناس كافّة لافتقادهم إلى من يرشدهم ويدلهم ويفتيهم في سائر أمورهم يجلو عنهم الحيرة ويزيد فيهم البصيرة فكان حاله عند فقده كما قال الشاعر : 
وما كان قيسٌ هلْكُه هلْكُ واحدٍ * ولكنه بنيان قومٍ تهدّما . 
ولا يرث هذه العلم إلا الأخيار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يبصرون الناس بدينهم ويحذّرون من أهل البدع والضلال ودروب الشر كما قال صلى الله عليه وسلم : "  يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " وهذا الحديث صححه الإمام أحمد . 
وعكس ذلك الأئمة المضلون الذين يفتون بغير علمٍ أو يتصدرون بمكرٍ وحيلة وتصدّرهم قيادة أو سلطة أو يشرون ذمم الناس بمال أو يفتون بحلّ لحرمة أو حرمة لحلّ مقابل متاعٍ من الدنيا قليل كما يفعل بعض أهل الكتاب : ( إن الذين يكتمون ماأنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار ولايكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ) . 
فهؤلاء الأئمة المضلين يجب الحذر منهم أشدّ الحذر وذلك أن بعضهم يتحين الفرصة لكي يدس السم في العسل بسبب زيغ قلبه وضلاله ولا يُميز هؤلاء ويُجلّي أمرهم للناس إلا الراسخين في العلم ، ولذا الله جل وعلا سمّى العلماء أولي أمر في بعض المواضع لأنهم يتولون تعليم الناس ويَحلون بسبوغ علمهم المعضلات قال سبحانه : ( وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) . 

=========== الخطبة الثانية ============

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم  أما بعد : 
عباد الله : احترام أئمة الإسلام وعلمائهم هي عقيدة الفرقة الناجية وذلك أنه لو لم يُعظّم هؤلاء العلماء لما عُظّم كتاب الله ولما عُظمت سنة النبي صلى الله عليه وسلم والعلماء يحملانها في صدورهم ليس وتقديرهم يكون لما يحملونه من علمٍ وبصيرة وقدر الإنسان بما يحمل من علمٍ وتقوى ولذا ورد في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس منّا من لم يُجلّ كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقّه " رواه الإمام أحمد والحاكم وحسّنه ، وكيف لايوقرون ويُجلَّون وهم ورثة الأنبياء  ، وكان الإمام أحمد رحمه الله كثير الدعاء للشافعي رحمه الله فسأله ابنه عبدالله : ياأبت أي شيء كان الشافعي فإني أسمعك تُكثر الدعاء له ؟ فأجاب رحمه الله : " يابني كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس ، فانظر هل لذين من خلف أو منهما عِوض ورُوي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه " لأن العالم يهدم ماتبنيه الشياطين وما تعمله بوعظه وتعليمه وإرشاده أما العابد فنفعه لنفسه عليه مقصور وله أجر وأما العالِم فيُضاعف له الأجور . 
ورُوي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " أتدرون كيف ينقص الإسلام ؟ يكون في القبيلة عالمان فيموت أحدهما فيذهب نصف العلم ويموت الآخر فيذهب علمهم كلّه " . 
وفي الطبقات لابن سعد : عن زيد بن وهب - رحمه الله - قال : " أتينا عبدالله بن مسعود فذكر عمر فبكى حتى ابتلّ الحصى من دموعه وقال : إن عمر كان حصناً حصيناً يدخل الإسلام فيه ولا يخرج منه فلمّا مات أُثلم الحصن فإذا الناس يخرجون عن الإسلام ولا يدخلون فيه "  وكان يقول رضي الله عنه : " موت العالِم ثلمة في الإسلام لايسدها شيء مااختلف الليل والنهار " وفي مجمع الزوائد للهيثمي  : يقول سعيد بن المسيب شهدت جنازة زيد بن ثابت - وكان أفرض أمة محمد صلى الله عليه وسلم - فلمّأ دُفن في قبره ، قال ابن عباس : " ياهؤلاء من سرّه أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهاب العلم ، وايم الله لقد ذهب اليوم علمٌ كثير " أخرجه الطبراني . 
عباد الله : إن موت العلماء كابن باز وابن عُثيمين والألباني واللحيدان الذي توفي مؤخراً وغيرهم من العلماء الأفذاذ نجهل منهم الكثير ولا نعلمهم لهي رزيّة وبليّة نحتسبها عند الله ونرجو من الله لمشائخنا الرحمة والرضوان وأن يُعوّض هذه الأمة خيراً ولا يعرّضنا للفتن جميعاً لافي بلادنا ولا في بلاد المسلمين كافّة وأن يحمي سبحانه حوزة الدين ومن فقد عالماً أو صالحاً من هذه الأمة فليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أصيب أحدُكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " والحديث رواه الدارمي في سننه والطبراني وهو حديث مرسل صححه الألباني . 
ثم صلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية نبينا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائلٍ عليما ( إن الله وملائكته يُصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) . . 


خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...