مدونة تدون فيها خطب عصرية عامة تفيد الخطباء وتنشر محتوى في الشبكة يستفيد منه الجميع ، وعلى مذهب أهل السنة والجماعة وبكل فخر . أعدها للخطباء : فاعل خير عفا الله عنه ، ويطلب من المتصفحين والقراء الدعاء له ولوالديه وذريته
الأربعاء، 15 يونيو 2022
خطبة عن فتح مكة وماجرى فيها من أحداث
الجمعة، 3 يونيو 2022
خطبة عن صلح الحديبية ومافيها من أحداث
الحمدلله عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير أحمده على وافر نعمه وهو الحميد القدير ونسأله من واسع فضله الوفير وهو العلي الكبير والصلاة والسلام على أفضل أنبيائه ورسله نبينا محمد وهو بالرسالة جدير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الفضل والكرم الغزير وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم المصير أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - فالتقوى يفتح البصائر ويحيي الضمائر ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : من الأحداث المهمة التي وقعت في شهر ذي القعدة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان له أثر لصالح المسلمين هو ( صُلح الحديبية ) وهذا الصلح كان في السنة السادسة من الهجرة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد العمرة في شهر ذي القعدة وكان ثلاثٌ من عُمُراته التي اعتمر في هذا الشهر إلا العمرة التي كانت مع حجته ، حتى قال بعض أهل العلم أن العمرة في ذي القعدة أفضل من العمرة في رمضان ، وهو خلاف الصواب وذلك أن العمرة في رمضان ورد فيها نص والعمرة في ذي القعدة لم يرد فيها نص ، ثم إنه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد العمرة من المدينة خرج معه حوالي ألفٌ وأربعمائة من الصحابة رضوان الله عليهم يريدون العمرة بلا قتال ولا حرب ، وكان هو وأصحابه مشتاقين لبيت الله الحرام وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ماخرج يريد البيت الحرام إلا استبشاراً برؤيا رآها في منامه أنهم يدخلون البيت الحرام بلا قتال آمنين منهم المحلّق ومنهم المقصر قد ذكرها الله في كتابه حيث يقول جل وعلا : ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لاتخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريبا ) وقد كانت مكة تئن تحت وطأة المشركين من كفار قريش وأحلافهم .
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من البُدْن سبعون بدنة مقلدة وخرجت معه زوجته أم سلمة رضي الله عنها وأحرموا من ميقات ذي الحُليفة ولبَّوا ، وعندما كانوا بالطريق قريباً إلى مكة قرب عسفان قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن خالد بن الوليد بكُراع الغميم فخذوا ذات اليمين " فما شعر بهم خالد حتى رأى غُبرة الجيش فانطلق يركض نذيراً لكفار قريش ، ثم إنه لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ثنيّة المرار قرب الحديبية ، بركت ناقته عليه الصلاة والسلام ، فقال الناس : خلأ القصواء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ماخلأت القصواء وما ذلك لها بخُلق ، ولكن حبسها حابس الفيل " فانظروا إلى هذه البهائم التي تعظم حرم الله وتجد من البشر من يستبيح البيت الحرام بأتفه سبب فتلك البهائم خيرٌ منه ، ثم إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفس محمد بيده ، لايسألوني خطّة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " .. ثم زجر الناقة فوثبت فنزل بأقصى الحديبية على ( ثَمَد ) وهو حفر صغير يجتمع فيه ماء قليل فنزح الناس من الماء حتى قلّ فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأعطاهم سهماً من كنانته وأمرهم أن يرموه فيه فما زال ينبع بالماء حتى صدروا عنه وغادروه والحديبية مكانها في الشميسي غرب مكة بعضٌ منها في الحل وبعضٌ منها في الحرم ، ولمّا علمت قريش بنزوله فزعت فأرسل إليهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال له : " أخبرهم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمّاراً وادعهم إلى الإسلام وأمره أن يأتي رجالاً ونساءاً بمكة مؤمنين فيبشرهم بالفتح ، وأن الله عز وجل مظهرٌ دينه بمكة ، حتى لايُستخفى فيها بالإيمان " ولما ذهب عثمان رضي الله عنه وأشيع عنه أنه قُتل ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم من خرج معه إلى البيعة فتبادروا إليه وهو تحت الشجرة ، فبايعوه على أن لايفروا ، ثم أخذ بإحدى يديه على الأخرى وقال : " هذه عن عثمان " ، ثم إنه لمّا تمت البيعة رجع عثمان رضي الله عنه .
عباد الله : قررت قريش أن لايدخل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه البيت عنوة وجهزوا حوالي ثمانية آلاف مقاتل يريدون أن يصدوا النبيَ صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت وتترسوا في عدد من المواقع حول مكة ، وجاء بُديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة يخبره أن قريش تنزي قتاله وصدّه عن البيت فقال : " إنا لم نجيئ لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين وإن قريش نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم ويُخلّوا بيني وبين الناس ، فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا - أي الإسلام - وإلا فقد جمّوا - أي استراحوا - ، وإن أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي - والسالفة صفحة العنق أي أنني أُقتل - أو لينفذنّ الله أمره " فقال بُديل سأبلغهم ماتقول فعرضه عليهم ، فقال عروة بن مسعود لصناديد قريش : إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آتيه ، فقالوا : ائته ، فأتاه فجعل يُكلّمه فقال له نحواً من قول بُديل ، ثم قال له : " أي محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح قومه قبلك ؟ وإن تكن الأخرى فوالله إني لأرى أوشاباً من الناس - أي أخلاطاً من الناس - خليقاً أن يفروا ويدعوك " ، فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه : " امصُص بَظر اللات ، أنحن نفر عنه وندعه " ، إلى أن جاء سُهيل بن عمرو فقال النبي صلى اله عليه وسلم : " قد سُهل لكم من أمركم " فقال : هات أكتب بيننا وبينك كتاباً فدعا الكاتب - وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : " اكتب ، بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : أما الرحمن ، فما أدري ماهو ؟ ولكن اكتب باسمك اللهم ، كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لانكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال صلى الله عليه وسلم : " اكتب باسمك اللهم " ثم قال : " اكتب : هذا ماقاضى عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : والله لو نعلم أنك رسول الله ماصددناك عن البيت ، ولكن اكتب محمد بن عبدالله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني رسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبدالله " ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " على أن تُخلُّوا بيننا وبين البيت فنطوّف به " فقال سهيل : والله لاتحدّث العرب أننا أُخذنا ضُغطَة ، ولكن ذاك من العام المقبل ، فقال سهيل : " وعلى أن لايأتيك رجلٌ منّا وإن كان على دينك إلا رددته إلينا " فقال المسلمون : " سبحان الله ! كيف يُرد إلى المشركين وقد جاء مُسلماً " .
فبينا هم كذلك إذا جاء أبوجندل بن سهيل خارجاً من أسفل مكة يرسُف في قيوده حتى رمي بنفسه بين المسلمين فقال سُهيل : هذا أول ماأقاضيك عليه أن ترده إليّ ، فقال أبوجندل : كيف أُردّ إلى المشركين وقد جئت مسلماً - وكان قد عُذّب في الله عذاباً شديدا - فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " والله ماشككت منذ أسلمت إلا يومئذٍ ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت يارسول الله : ألست نبي الله ؟ ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلت : فلم نُعطي الدنيّة في ديننا ؟ ونرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إني رسول الله وهو ناصري ولست أعصيه ، قلت : أولست تحدثنا أنّا نأتي البيت ونطوّف به ، قال : " بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ - أي هذا العام - قلت : لا ، قال : " فإنك آتيه ومطوّفٌ به ، قال عمر رضي الله عنه : فأتيت أبا بكر فقلت له مثلما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليّ كما رد عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد : فاستمسك بعرزه حتى تموت ، فوالله إنه لعلى الحق ، فعملت لذلك أعمالاً " أي صالحه ، رزقنا الله حسن الإنابة وصدق التوبة أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
============== الخطبة الثانية =============
الحمدلله الذي بيده مقاليد السماوات والأرضين أحمده وهو القوي المتين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
عباد الله : وتتمّة لصلح الحديبية لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من كتابة المصالحة قال لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا " قال : فوالله ماقام منهم رجل حتى قالها ثلاث مرات فأشارت إليه أم سلمة رضي الله عنها بأن يقوم فينحر بنفسه ولا يكلم أحداً فقام ولم يكلم أحداً منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه ، فلمّا رأوا ذلك قاموا ونحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً ، وفي رجوعه من مكة للمدينة أنزل الله سورة الفتح : ( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً * ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ويتمَّ نعمته عليه ويهديك صراطاً مستقيماً ) .
عباد الله : ذلك الشرط الجائر الذي اشترطه المشركون وهو : أن يردّ النبي صلى الله عليه وسلم من جاء من المسلمين إلى المشركين بموجب المعاهدة والشرط صارت عاقبته حُسنى ونصرٌ وفتح للمسلمين وذلك أن أبا بصير - وهو رجلٌ من قريش - أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم مسلماً هارباً من المشركين ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فردّه النبي صلى الله عليه وسلم بموجب الشرط وأعطاه لرجلين أرسلت بهما قريش لطلبه فلما خرجا به وبلغا ذا الحُليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير : " إني أرى سيفك هذا جيداً ، فقال المشرك : أجل ، والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثمّ جربت ، فقال : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه فضرب به المشرك حتى برد ، وفرّ الآخر ، حتى بلغ المدينة فدخل المسجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد رأى هذا ذُعراً " فلما انتهى الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قُتل والله صاحبي ، وإني لمقتول " فجاء أبو بصير ، فقال : " يانبي الله قد أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم " فقال صلى الله عليه وسلم : " ويلُ أمّه مسعّر حرب ، لو كان معه أحد " . فلمّا سمع ذلك عرف أنه سيردّه إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، وتفلّت من المشركين أبو جندل الذي سبق ذكره فلحق بأبي بصير ، فكان لايخرج من قريش رجلٌ أسلم إلا لحق بهم حتى اجتمعت لهم عصابة ، فكانوا لايسمعون بعِيرٍ لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقاتلوهم وأخذوا أموالهم ، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم أن يرسل إليهم أنه من أتاه فهو آمن ، فسقط ذلك الشرط الجائر بطلب من العدو ، وحصل فيما بعد مقصَدٌ عظيم من الذات الإلهية وهو دخول مكة من دون حرب ولا سفك دماء وهذا الذي جعل النبيّ صلى الله عليه وسلم ينفذّ ويُمضي ماأُمر به من كتابة المعاهدة والصبر على مافيها حتى تنفذ حكمة الله ويتجلى في ذلك النصرُ والعاقبةُ الحسنة لأولياء الله وعباده ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرة القضاء بعد ذلك في العام السابع من الهجرة هو وألفين من أصحابه رضي الله عنهم وعنا أجمعين . . وصلوا وسلموا على صاحب الحوض والشفاعة وشفيعِنا يوم تقوم الساعة .. اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم ياأرحم الراحمين .
الأربعاء، 1 يونيو 2022
خطبة عن غزوة تبوك
خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها
الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...
-
الحمدلله الذي الذي خلق الخلائق من عدم وأكرم عباده بالنعم وأسبغ عليهم من وافر الكرم وأبان لهم طريق الثبات والقيم والصلاة والسلام على النبي ال...
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و...
-
الحمدلله ولي المؤمنين وقاهر العباد أجمعين والصلاة والسلام على النبي الأمين الذي أنار درب السالكين وأبان سبل الغواية للحائرين ودل أمته على ...