الخميس، 20 أبريل 2023

خطبة مختصرة ليوم الجمعة إذا وافق يوم عيد

  إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غُلفاً فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد :

فاتقوا الله  - عباد الله - ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )
عباد الله : مجالس العيد مجالس أنسٍ يتجاذب بها المتجالسون من الأرحام وغيرهم أطراف الحديث فيسأل بعضهم بعضاً عن حالهم وأوضاعهم ويدعو بعضهم لبعض بصلاح الأحوال وبقبول العمل الصالح ويدار فيها بما لذ وطاب من طيب المأكولات والمشروبات وهي تذكر بمجلس أهل الجنّة واجتماعهم على سرر متقابلين ينزع منهم كل غل وضغينة فتلك هي الفرحة الحقيقة التي ينبغي على العبد أن يسعى لها ( إن المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلامٍ آمنين * ونزعنا مافي صدورهم من غلّ إخواناً على سرر متقابلين * لايمسهم فيها تنصب وماهم منها بمخرجين ) وقال في سورة الصافات ( إلا عباد الله المخلصين * أولئك لهم رزقٌ معلوم * فواكه وهم مكرمون * في جنّات النعيم * على سرر متقابلين * يُطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذّة للشاربين ) . 
عباد الله : من الجدير بالذكر أن يراعي المتجالسين حدود الله وخصوصية الناس أثناء الحديث فمن أهم مايجب اجتنابه الغيبة والنميمة ، فهي فخٌ قلّ من يسلم منهما امرؤ مسلم والغيبة هي الأكثر وقوعاً وهي مسلكٌ عاقبته دينٌ يؤخذ من من أعمال العبد ، فكن أخي حريصاً غيوراً على عملك الصالح الذي تجمعه وتفرّقُه على من اغتبتهم وتناوشت أعراضهم بالسلب والثلب ، فالعاقل المؤمن الفطِن يحفظ عمله الصالح ويتقرب إلى الله بهجر المعاصي والمهاجر من هجر مانهى الله عنه كما أخبر بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام . 
ثم إنه ينبغي لمن يرتاد المجالس أن يراعي خصوصية الناس وحال المتحدث معه فلا يتدخل فيما لايعنيه أثناء الحديث ولا يفتش عن عورات الناس ولا يُلقي الكلام على عواهنه فيجرح غيره بكلامه وهو لايشعر ، فربما حملها السامع في قلبه ردحاً طويلاً من الزمن ، فالنفوس تختلف والقلوب تختلف فتجب مراعاة السامع ، وإن الصمت لخير من لغو الكلام فإنه ليس عضو أحق بطول سجن ٍمن اللسان وكما قال بعض الحكماء عن اللسان : " ربّ منطق صدّع جمْعا ، وسكوت شعب صدعا " والعاقل لايهذي بكل شيء وإن من تمام العقل قلة الكلام ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إذا تمّ العقل وكمُل نقص الكلام " أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم . 
=============== الخطبة الثانية ================
الحمد وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد : 
فاتقوا الله - عباد الله - وإنه مما ورد عند البيهقي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مِرار : " رحم الله امرأ تكلم فغنم أو سكت فسلم " ويرويه الحسن البصري مرسلا 
قال الماوردي عن هذا الحديث : يشير به إلى أن الكلام يعبّر عن مستودعات الضمائر ويُخبر عن مكنونات السرائر لايمكن استرجاع بوادره ولا يقدر على دفع شوارده ، فحُق على العاقل أن يحترز من زللــه بالإمساك عنه أو الإقلال منه ، قال علي رضي الله عنه : " اللسان معيارٌ أطاشه الجهل وأرجحه العقل " . 
عباد الله : مما يجدر التنبيه له أن بعض الناس لايوفق بين راحة بدنه في هذه الأيام والحرص على الصلاة وخصوصاً صلاتي الظهر والعصر وهو خطأ جسيم ينبغي للمسلم أن يحرص على حضور الصلاة مع الجماعة فإن إهمال البعض لها بحجة التعب والسهر ليس مبرّراً شرعيا لتضيع الصلوات والنبي أخبر كما في الحديث أن من فاتته صلاة العصر فقد حبط عملُه فليس ذلك بالأمر الهيّن حفظ الله علينا فرائضه أن تضيع وحدود أن تُضّع إنه جواد كريم . . 
ثم صلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم ربكم فقال عز شأنه : ( إن الله وملائكته يُصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...