الحمدلله ولي الصالحين ، وإله الأولين والآخرين برحمته أنجى المؤمنين وبعدله قصم الظالمين ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخلق أجمعين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم وسلم تسليماً كثيراً . .
أما بعد : عباد الله اتقوا الله تعالى فالتقوى هو السبيل الأكمل والطريق الأمثل لرضوان الله تعالى ، ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) .
واعلموا - رحمكم الله أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها كل محدثةٍ في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار .
عباد الله : القصص في القرآن فيه عبرة وعظة وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين عامّة ، وفي علمٌ ومعرفة بأحوال من سبقنا من الأمم وفيه تثبيتٌ للقلوب المؤمنة التي تؤمن بموعود الله بالنصر وحسن العاقبة وجميل المصير ( لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب ماكان حديثاً يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقومٍ يؤمنون ) ( وكلاّ نقص عليك من أنباء الرسل مانثبّت به فؤداك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) فقص الله من خبر آدم ومن خبر قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وأصحاب القرية وأصحاب السبت ووغيرهم وأنزل الله في القرآن سورة القصص والتي تحوي بين جنباتها قصة طاغية مصر مع نبي الله موسى والذي بلغ بكفره وطغيانه منتهاه فكان يقتل أطفال بني اسرائيل ويستبقي نساءهم للخدمة خوفاً من وقوع رؤيا رآها في منامه تفيد أن زوال ملكه على يد طفلٍ يولد من بني اسرائيل ، وظل فترة طويلة يقتل الولدان الذكور الذين يولدون من نساء بني اسرائيل حتى قلّ الرجال منهم ، فلما كان ذلك أمر جنده أن يقتلوا عاماً ويدعوا عاماً ، فقدّر الله أن يُولد موسى في السنة التي يُقتل فيها الأولاد فخافت أُمّه عليه فألقته في التابوت ( والذي هو صندوق من خشب ) وكان ذلك بإلهام من الله ومن ثمّ ألقته في اليم ، وقيل أن ذلك تمّ بعد أربعة أشهر من ولادته ، فالتقطه جند فرعون وأحضروه إلى قصره وكان فرعون عقيماً لايُولد له فرجت امرأة فرعون منه أن يتركه لعله ينفعهم فلمّا رأى فرعون مابها تركه لها فنشأ وشبّ في بيت فرعون وحرّم الله عليه المرضعات فكانت أخته تطوف على البيوت فطافت عليهم وقالت لهم كما ذكر الله : ( هل أدلكم على من يكفله فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينُها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لايعلمون ) .
كبُر وتررع موسى عليه السلام ومن ثمّ هرب بعدما قتل رجلاً من آل فرعون خطأً ، هرب إلى مدين ومكث بها عشرسنين وتزوّج هناك وأتاه الوحي وكلمه الله تكليماً في وادي طوى في سيناء ونبأ معه أخوه هارون وأمره ان يذهب إلى فرعون وقومه لينذرهم وأعطاه من الآيات اليد والعصا فدعا فرعون وقومه فاحتقره واستصغره وأبى واستكبر في الأرض بغير الحق مع أنه رأى من الآيات مايدل على نبوته وصدقه ومع هزيمته في يوم الزينة هو وسحرته وهذه سنة الله كما قال الله تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوّاً من المجرمين وكفى بريك هادياً ونصيرا ) .
عباد الله : لما ضاق الحال بقوم موسى وشكوا مايجدون من أذية فرعون وقالوا : ( أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) دعا موسى ربه بأن يُهلك فرعون ومن معه من الجند ولا يمكنه من الإيمان فقال : ( ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليُضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) وكان هارون يدعو ربه بذلك أيضاً فجاء الرد من العزيز المتعال : ( قال قد أُجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعانّ سبيل الذين لايعلمون ) وما أقرب الداعي الصبور إلى الله من غيره فالصبر مطلب في كل الأمور ولكن العباد قومٌ يستعجلون .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائرالمسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
=========== الخطبة الثانية ============
الحمدلله له العزة والكبرياء والحمد والثناء والمجد والبقاء والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أهل الفضل والتقى ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلّم تسليماً كثيراً أما بعد :
عباد الله : لما دعا موسى على فرعون وقومه بالهلاك أوحى الله لموسى أن يسري بآل إسرائيل ليلاً يستدرج بذلك فرعون وقومه لكي يلحقوا بهم فقد أعد الله لهم منزلاً للهلاك في لجة البحر ، فأسرى بهم موسى كما أمره ربه فلحق بهم فرعون وقومه فلما أحس قوم موسى من جند فرعون الهلاك قالوا له : ( إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين ) فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر فوقفت لُجج البحر كالجبال ويبست الطرق بينهن بقدرة الله فساروا حتى جاوزوا البحر فلما اكتمل موسى وقومه خارجين واكتمل فرعون وقومه داخلين أمر الله البحر فعاد كما كان فغرقوا جميعاً ولم يبق منهم ناج ٍ وهذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه هواليوم العاشر من شهر الله المحرم الذي سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم بيوم عاشوراء وصامه عليه الصلاة والسلام وأمر بصيامه وكانت قريش على كفرها في الجاهلية وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفّر ذنوب سنة كاملة وقال لمّا سئل عنه : " يكفّر السنة التي قبله كما عند الترمذي بإسنادٍ صحيح وأوصى أن يُصام يوماً قبله أو يوماً بعده أو يوماً أو يوماً قبله وبعده فقال : " خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله ويوماً بعده " وهذه في الرواية في مسند أحمد رحمه الله وفي رواية أخرى عند الهيثمي في مجمع الزوائد : " صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده " ومن أفرده بالصوم فجائز ولكن يُكره وللعلم فإن اليوم التاسع هو يوم الأربعاء القادم حسب الرؤية الشرعية ويوم الخميس هو اليوم العاشر فلا يُعتمد علىة التقويم في الصيام فلينته لذلك . . ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . .
مدونة تدون فيها خطب عصرية عامة تفيد الخطباء وتنشر محتوى في الشبكة يستفيد منه الجميع ، وعلى مذهب أهل السنة والجماعة وبكل فخر . أعدها للخطباء : فاعل خير عفا الله عنه ، ويطلب من المتصفحين والقراء الدعاء له ولوالديه وذريته
الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017
الأربعاء، 20 سبتمبر 2017
خطبة عن الأمن والعافيه وضرورتهما في المجتمع
الحمد لله الحفيظ العليم الجواد الكريم الرب الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأكرمين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فاتقوا الله تعالى معشر المسلمين واسلكوا دروب المؤمنين على نهج النبيين وعباده المتقين واحذروا من زيغ الزائغين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين واعلموا أن الله يستدرج ويمكر سبحانه وتعالى بمن يشاققه ويحاده أو رسوله أو يتبع غير سبيل المؤمنين وبين أن الذل والصغار عليهم فقال الحق تبارك وتعالى : " ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولّى ونُصله جهنم وساءت مصيرا " وقال سبحانه : " إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " . وزكى الله تعالى من يحمل الدين والعلم الشرعي الذي به يذود عن حياض العلم وأهله ويذود به عن حرمات الله لئلا تُنتهك فقد ورد في الحديث الذي صححه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين " .
وإننا معشر الأحباب لنجد أناساً مضللين لايسعهم السكوت ويأبون إلا التلفظ بالباطل وتأويل النصوص على مايريدون ويشتهون بل إن بعضهم ليلوي أعناق النصوص ويأتي بالباطل في لبوس الحق ويغوي ويمكر ويخدع فوقع في انتحال المبطلين المذكور آنفاً في الحديث وأضل وتدرج حتى عاد من رؤوس الفتنة والضلال ، كل
همه واهتمامه في تأليب العوام وتحريضهم على الحاكم وولي الأمر ، يُغيظهم التفاف الشعب مع قادته والرعية مع الراعي ويعود ذلك كله إلى عدة أسباب منها :
همه واهتمامه في تأليب العوام وتحريضهم على الحاكم وولي الأمر ، يُغيظهم التفاف الشعب مع قادته والرعية مع الراعي ويعود ذلك كله إلى عدة أسباب منها :
* قلة البضاعة في العلم الشرعي الذي لاتعارض بين نصوصه ولا اختلاف ولا تضارب فيه بين الثوابت والمسلّمات من المأمورات والمنهيات والحلال والحرام ومختلف فروع الشريعه .
* ومنها : الجهل بمقاصد الشريعه التي أحكم الله أدلتها وقواعدها في الشرع الحنيف المطهر والتي منها المستنبط الخفي والظاهر الجلي .
* ومنها : التسرع والعجلة في التكفير وعدم معرفة الشروط التي بينها الله وهيب من خفرها ونقضها وتجاوزها والتسرع في الحكم على المعين - أي الشخص المعين بالكفر أمر في غاية الخطورة انزلق في هاويته أشخاص باعوا دينهم بدنياهم وذمتهم بشهواتهم أعاذنا الله وإياكم .
* ومنها : الإستهانة ببيعة الحاكم بسبب ماارتكبه من مخالفات شرعية ومعاهدته للكفار وأهل الكتاب والإستهانة نقض مثل هذه العهود والمواثيق مع أن الله حذر من نزع اليد من طاعة الإمام وبين أنه يجري على المسلمين كلهم ذمة واحد منهم حتى لو كان شخصٌ لايؤبه به فكيف بذمة امام تولى مقاليد الحكم في البلاد من دهر طويل ، فقد قال عليه الصلاة والسلام كما ورد ذلك في الصحيحين : " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ، فمن أخفر مسلما ً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ، وقال عليه الصلاة والسلام كما ورد في حديث علي رضي الله عنه : " المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم " رواه النسائي وأبو داوود .
قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داوود : " يسعى بذمتهم أي : بأمانهم ، أدناهم : أي عدداً وهو الواحد أو منزلة " .
وقال البغوي في شرح السنة : " أي أن واحداً من المسلمين إذا أمّن كافراً حرُم على عامة المسلمين دمه ، وإن كان هذا المُجير أدناهم مثل : أن يكون عبداً أو امرأةً أو عسيفاً تابعاً - أي أجيراً أو نحو ذلك ، فلا يُخفر ذمته ويُجير عليهم أقصاهم " .
وقال ابن بطال في شرح صحيح البُخاري : " إن كل من أمّن أحداً من الحربيين - أي أهل الكفر المحاربين - جاز أمانه على جميع المسلمين دنيــّا ًكان أو شريفاً حراً كان أو عبداً ، رجلاً أو أمرأةً ، وليس لهم أن يخفروه " ا.هــ
اللهم اعصمنا من مضلات الفتن ماظهر منها وما بطن ومن سوء العاقبة وشر المصير واجعلنا ممن يحذرُ فينجو وبالرشد يعلو .
أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولعامة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي غفور رحيم .
============ الخطبة الثانية ============
الحمدلله على فضله أحكم كل شيء بخلقه وعدله وبين كل أمر ببيانه وقوله وصلى الله على النبي وصحبه وعلى كل من تبعه من حزبه أما بعد :
معشر المؤمنين يقول الحق تبارك وتعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ومن خلال هذه الآيه يتبن لنا أن الأمن في الأوطان والعافيه في الأبدان وأمان الأرزاق وضمان الأقوات والأمن على الأموال إنما يحصل بالشكر والحمد والثناء على الله وإن قل الرزق وقل ذات اليد وضيق على الإنسان في رزقه فرزق قليل مع أمن دائم وحياة مطمئنة خير من رزق قليل مع خوف وترصد وترقب من الأعداء كانوا في الداخل أو كانوا في الخارج وقلق واضطراب ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من فقدها ، فاسألوا من جرت عليهم الإضطرابات السياسية والمظاهرات الشعبيه بما رجعوا ؟ وماذا كسبوا ؟ وما الذي فقدوا ؟ فستجدون مايروع القلب ويبكي الضمير ويحرق الأكباد ويُدمي الفؤاد ، فهل لنا في غيرنا معتبر ؟ وفي أحوال التغيرات مزدجر ؟
فتن تموج وضلّلت أفواجاً * سلكوا بها درب الشرور فجاجاً
عادوا بخيبة ناكصين وحالهم * يتحسرون ويطلبون علاجاً
وكما قال الكثير من سلفنا الصالح : " لمائة يوم بحاكم ظالم ، خير من يوم بلا حاكم " وذلك أن الله أعلم بما يُصلح العباد وبما يَصلح لهم فدعوا خلق الله وهو المشرع سبحانه ويعلم أن المفسدة المترتبة على سقوط دولة أو خلع حاكم هي أعظم من المفسدة في بقائه وإن كان ظالم . . فأين المتبصرون والعارفون المتعقلون لعواقب الأمور ومنتهى الأحوال ، ووالله مايملك ابن آدم أفضل من الشكر والحمد لله الحفيظ العليم ،والخبير الحكيم أن سلمه من سلسلة فتن ومن توابع أليمة جرت على بشر هم أذكى وأنبه من كثير من بني جلدتنا ، فالزموا في دهركم الشكر والحمد فهما ضمان من الله تعالى لعباده : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
والشكر يكون بالعمل والبذل والإنفاق والمحافظةِ على كل ماأمر الله تعالى والبعد عن كل مانهى الله عنه فهذا غاية الشكر وأعلى منازله والحمد يكون باللسان والثناء على الله بما هو أهله جل جلاله والحديث بنعمته في كل مجلس وفي كل ناد ، ( وأما بنعمة ربك فحدث )
رزقنا الله شكر النعمة ودفع عنا البلوى والنقمة وأصلح لنا جميعاً الأبناء والبنات والأهالي والزوجات ورد عنا سفه السفهاء وعن أوطاننا وأهلينا سفه السفهاء والفساد والشقاق والنزاع والعناد ، وحفظ الله أمن هذه البلاد وأمن بلاد المسلمين
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
معشر المؤمنين يقول الحق تبارك وتعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ومن خلال هذه الآيه يتبن لنا أن الأمن في الأوطان والعافيه في الأبدان وأمان الأرزاق وضمان الأقوات والأمن على الأموال إنما يحصل بالشكر والحمد والثناء على الله وإن قل الرزق وقل ذات اليد وضيق على الإنسان في رزقه فرزق قليل مع أمن دائم وحياة مطمئنة خير من رزق قليل مع خوف وترصد وترقب من الأعداء كانوا في الداخل أو كانوا في الخارج وقلق واضطراب ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من فقدها ، فاسألوا من جرت عليهم الإضطرابات السياسية والمظاهرات الشعبيه بما رجعوا ؟ وماذا كسبوا ؟ وما الذي فقدوا ؟ فستجدون مايروع القلب ويبكي الضمير ويحرق الأكباد ويُدمي الفؤاد ، فهل لنا في غيرنا معتبر ؟ وفي أحوال التغيرات مزدجر ؟
فتن تموج وضلّلت أفواجاً * سلكوا بها درب الشرور فجاجاً
عادوا بخيبة ناكصين وحالهم * يتحسرون ويطلبون علاجاً
وكما قال الكثير من سلفنا الصالح : " لمائة يوم بحاكم ظالم ، خير من يوم بلا حاكم " وذلك أن الله أعلم بما يُصلح العباد وبما يَصلح لهم فدعوا خلق الله وهو المشرع سبحانه ويعلم أن المفسدة المترتبة على سقوط دولة أو خلع حاكم هي أعظم من المفسدة في بقائه وإن كان ظالم . . فأين المتبصرون والعارفون المتعقلون لعواقب الأمور ومنتهى الأحوال ، ووالله مايملك ابن آدم أفضل من الشكر والحمد لله الحفيظ العليم ،والخبير الحكيم أن سلمه من سلسلة فتن ومن توابع أليمة جرت على بشر هم أذكى وأنبه من كثير من بني جلدتنا ، فالزموا في دهركم الشكر والحمد فهما ضمان من الله تعالى لعباده : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
والشكر يكون بالعمل والبذل والإنفاق والمحافظةِ على كل ماأمر الله تعالى والبعد عن كل مانهى الله عنه فهذا غاية الشكر وأعلى منازله والحمد يكون باللسان والثناء على الله بما هو أهله جل جلاله والحديث بنعمته في كل مجلس وفي كل ناد ، ( وأما بنعمة ربك فحدث )
رزقنا الله شكر النعمة ودفع عنا البلوى والنقمة وأصلح لنا جميعاً الأبناء والبنات والأهالي والزوجات ورد عنا سفه السفهاء وعن أوطاننا وأهلينا سفه السفهاء والفساد والشقاق والنزاع والعناد ، وحفظ الله أمن هذه البلاد وأمن بلاد المسلمين
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
السبت، 9 سبتمبر 2017
خطبة عن السنن في الصلاة ومكروهاتها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي جعل الصلاة نوراً ، وأعد للمتقين فرحا ً وحبورا ، وجنة وحريراً والصلاة والسلام على المبعوث للخلق بشيراً ونذيراً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ، وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله فالتقوى أفلح أصحابه ونجى من كل هول أهله وأربابه .
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌُ ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " . .
عباد الله : إن مما يحب اللهُ أن يتقرب به عبادُه ماافترضه عليهم من دعائم الإسلام وأركانه وعلى رأس ذلك كله " الصلاة " فالصلاة هي أعظم موضوع وأسمى مطلوب وأرفع في الدرجات وأحب لله رب الأرض والسماوات وقد روى أبو ذر رضي الله عنه في شأن الصلاة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " الصلاة خير موضوع فمن شاء استقل ومن شاء استكثر " رواه أحمد والبزار وحسنه بعض أهل العلم .
وإذا علمنا ذلك معشر الإخوة الأفاضل أن الصلاة هي عمود هذا الدين وأن إقامتها على الوجه الأكمل هو مما يحبه الله ويقدم ذلك على مادونها من الأعمال الصالحة فيلزم من هذا أن السنة فيها أي المستحبات في أدائها أفضل من المستحبات في غيرها . . بل تطبيق السنن في صلاة الفرض أفضل من قيام الليل لأن قيام الليل سنة ولا يخرج من كونه سنة وأما تطبيق السنة في الفرض فيتعلق الأمر بفرض من فروض الله التي فرضها على عباده ، ومما ورد في الحديث القدسي الذي يتكلم الله تعالى ويرويه عنه نبيه محمدٌ صلى الله عليه وسلم : " وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه " ومن هنا يدرك العبد فضيلة تطبيق السنن في صلاة الفرض خاصة لتكمل بذلك صلاته ويبلغ بها درجة القانتين المخبتين المنيبين لله رب العالمين ومن هذه السنن معشر الأفاضل :
الحمدلله الذي جعل الصلاة نوراً ، وأعد للمتقين فرحا ً وحبورا ، وجنة وحريراً والصلاة والسلام على المبعوث للخلق بشيراً ونذيراً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ، وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله فالتقوى أفلح أصحابه ونجى من كل هول أهله وأربابه .
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌُ ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " . .
عباد الله : إن مما يحب اللهُ أن يتقرب به عبادُه ماافترضه عليهم من دعائم الإسلام وأركانه وعلى رأس ذلك كله " الصلاة " فالصلاة هي أعظم موضوع وأسمى مطلوب وأرفع في الدرجات وأحب لله رب الأرض والسماوات وقد روى أبو ذر رضي الله عنه في شأن الصلاة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " الصلاة خير موضوع فمن شاء استقل ومن شاء استكثر " رواه أحمد والبزار وحسنه بعض أهل العلم .
وإذا علمنا ذلك معشر الإخوة الأفاضل أن الصلاة هي عمود هذا الدين وأن إقامتها على الوجه الأكمل هو مما يحبه الله ويقدم ذلك على مادونها من الأعمال الصالحة فيلزم من هذا أن السنة فيها أي المستحبات في أدائها أفضل من المستحبات في غيرها . . بل تطبيق السنن في صلاة الفرض أفضل من قيام الليل لأن قيام الليل سنة ولا يخرج من كونه سنة وأما تطبيق السنة في الفرض فيتعلق الأمر بفرض من فروض الله التي فرضها على عباده ، ومما ورد في الحديث القدسي الذي يتكلم الله تعالى ويرويه عنه نبيه محمدٌ صلى الله عليه وسلم : " وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه " ومن هنا يدرك العبد فضيلة تطبيق السنن في صلاة الفرض خاصة لتكمل بذلك صلاته ويبلغ بها درجة القانتين المخبتين المنيبين لله رب العالمين ومن هذه السنن معشر الأفاضل :
- كثرة التسبيح في الركوع والسجود حتى يبلغ عشرا ولا مانع من الزيادة على العشر إن استطاع ذلك وبعض الناس هداه الله قد حرم نفسه من هذا التسبيح فلا تجد أنه يزيد على الثلاث ويظن أنه إذا زاد على ثلاث حين يقول " سبحان ربي العظيم " أو " سبحان ربي الأعلى " أنه بذلك أخطأ وهذا والله من الجهل الذي يجب السؤال عنه إذا لم يعلم العبد في ذلك ، حتى أن بعض طلاب العلم عندما ذكر هذا الأمر لبعض العوام من الناس ، فقال له أحد الناس : أيجوز أن نزيد على الثلاث ؟ وكان يظن حرمة ذلك بسبب ماتعلمه في المدراس من دون تفصيل .
- ومنها أدعية الإستفتاح التي يُستفتح بها قبل قراءة الفاتحة مثل : " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك - جاهك وعظمتك - ولا إله غيره " وإن قال : " الله أكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا "
- ومنها : بعد الرفع من الركوع ربنا لك الحمد ويكمل فيقول : " حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء مابينهما وملء ماشئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد - أي الله - أحق ماقال العبد وكلنا لك عبد لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " هذا غاية الكمال في الحمد حين الرفع من الركوع .
- ومنها : ضم الرجلين حين السجود وضم أصابع اليد وتوجيهها إلى القبلة وإبعاد المرفقين عن الجنبين حين السجود - أي مجافاتهما عن متن المصلي
- ومنها : أن يكمل َفي التشهد الأول في الصلاة الرباعية يكمل ُالتشهد بالصلاة على النبي فيقول بعد التشهد : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . . إلخ " ويدعو إن أمهله الإمام وإلا يقوم ويتابع الإمام في الصلاة وهذا أفتى به كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن البراك وابن باز رحمه الله
- ومن السنن أيضاً التورك والإفتراش والتورك في الثلاثية والرباعية والإفتراش في صلاة الفجر والنوافل وبعض الناس هداه الله لايفترش ولا يتورك وهذا ضاع عليه من ثواب الصلاة الشيء الكثير فالإفتراش هو أن يجلس على رجله اليسرى وينصب قدمه اليمنى وأما التورك فهو جلسة المنكسر الخاشع الذي يكون في الصلاة الرباعية وصلاة المغرب وهو : أن يقعد على إليته وينصب قدمه اليُمنى ويضع اليسرى تحت اليمنى فيميل بذلك على جنبه الأيسر وكل ذلك كان يفعله في الصلاة فاحتسبوا في تطبيق سنة سول الله وشابهوا في صلاتكم صلاة المصطفى عليه الصلاة والسلام .
====== الخطبة الثانية ======
الحمدلله أهل الحمد والثناء له العظمة والكبرياء والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء نبينا محمد وعلى آله وصحبه خير الأولياء وأزكى الأصفياء وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . أما بعد :
عباد الله وللصلاة مكروهات والمكروه في شرع الله هو الذي يثاب تاركه - أي تارك المكروه - ولا يعاقب فاعله وترك المكروه في الصلاة هو من فعل المؤمنين ويحرص عليه المتقون ويبادر لتركه المخبتون المنيبون الحريصون كل الحرص على تكميل صلاتهم خوفاً من الوقوع في حديث : " إن الرجل لينصرف من صلاته وما كُتب له إلا عشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلُثُها ، نصفها " رواه أبوداوود من حديث عمار بن ياسر ومثله عنده أحمد والنسائي .
ولا شك أن فعل المكروه يُنقص أجر الصلاة وما يزال العبد يدع بعض السنن ويفعل بعض المكروهات في الصلاة إلى أن تتزايد به الحسرة عندما توزن الأعمال في وقت وفي يوم هو أحوج مايكون لحبة خردل من خير ضاعف الله لنا ولكم الأجر والمثوبة وعاملنا بلطفه فمن المكروهات في الصلاة :
- الإلتفات في الصلاة بالرأس لابالبدن فإن الإلتفات بالرأس لابالبدن مكروه لغير حاجة ومباح لحاجة وأما الإلتفات بكامل البدن بحيث أنه ينحرف بكامل جسمه عن القبلة فإن هذا يُبطل الصلاة بالكلية .
- تغميض العينين في الصلاة دائماً
- رفع البصر إلى السماء وهو مكروه ومن العلماء من حرمه لحديث : " لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولتخطفن أبصارهم " رواه البخاري ، والصحيح أنه مكروه ويلز م العبد الحذر منه خصوصاً أن ذلك يُذهب الخشوع في الصلاة ، ولا أفضل ولا أكمل من رؤية العبد في الصلاة لموضع سجوده فهو أفضل أحوال الخشوع وأجمع لقلب المصلي من الخواطر والشتات الذي يعرض له .
- ومن المكروهات الإقعاء والإقعاء له صور منها : أن يثني أصابع قدميه ويجعل قدميه منصوبتان ويجلس على عقبيه أو ينصب قدميه ويفرج رجليه ويضع إليته على الأرض وهذا المسمى إقعاء الكلب .
- بسط الذراعين على الأرض وهذا قال عنه صلى الله عليه وسلم : " اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب "
- ومنها تسوية الحصى أو التراب حين الصلاة في الفلاة والصحراء فقد روى أبوذر رضي الله عنه مرفوعاً : " إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يسمح الحصى فإن الرحمة تواجهه " رواه أحمد وأبوداوود والترمذي والنسائي وصححه الحافظ ابن حجر .
- ومنها الحقن والحقب والحاقن في الصلاة هو الذي احتبس بوله فيها والحاقب هو الذي احتبس غائطه فيها أكرم الله الجميع .
- وأخيراً وليس أخراً تشبيك الأصابع قبل الصلاة وأثناءها وأما بعد الصلاة فجائز
اللهم وفقنا لأفضل الأعمال وأجمل الخصال وزينا بزين الإيمان واجعلنا هداة مهتدين واجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك رهابين لك مطواعين لك مخبتين غليك أواهين منيبين .
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017
خطبة عن أخطاء في تربية الأبناء والحث على تعليمهم
الحمدلله رب الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسباً وصهرا وكان ربك قديرا ، والحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، والصلاة على النبي المصطفى الذي بعثه الله لكل الخلائق بشيرا ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فاتقوا عباد الله حق التقوى وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى .
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
" ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " .
عباد الله :
إن مما أوجب الله على كل مسلم ومسلمة النصح للأولاد من بنين وبنات واحتوائهم والرفق بهم والشفقة عليهم وتعهدهم بالقوت والمؤونة ومتابعتهم في كل حال في تعليمهم ونشأتهم قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء اثماً أن يضيع من يقوت " وقال في حديث آخر رواه البخاري رحمه الله : " مامن عبد استرعاه الله رعيه فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة " .
وإننا نرى تفريطاً في هذا الجانب من قبل الآباء والأمهات أو أحدهما فمن الملاحظ والكثير في هذا الوقت عزوف الآباء خاصة عن المكث في البيت لسبب أو لغير سبب وذلك إما هروباً من المسؤولية وإما للتسلية وإما لسبب آخر وكل ذلك لاملامة فيه ولا عيب . . ولكن عندما يكون عادة وديدناً للرجل في كل يوم وفي كل ليلة هنا تكمن المشكلة ويُتاه في المعضلة فلا بد من وقفة محاسبة يتم من خلالها التأمل في الصنيع ومعالجة الأمر .
وكما قال أحد الحكماء : " مهما قلت لابنك وأكثرت عليه في القول ، فلن يبالي بأقوالك وسيتّبع أفعالك " ومن أقوال المربين : " لاتقل لابنك أصليت ، أصليت ، ولكن قل له : " مارأيك أن تصاحبني إلى الصلاة " وذلك من باب تشويقه وغرز حبها في قلبه وذلك عندما يبلغ السابعة من عمره فلننتبه لذلك ، لأن الأطفال دون هذا السن لايعقل من الصلاة شيئاً ولم يؤمر بها ، ويكون حضوره في كثير من الأحيان أذية للمصلين أصلح الله لنا ولكم الأبناء والبنات والأهالي والزوجات .
ولاشك أن صلاح الأبناء والبنات أمنية لكل أب وأم وعلى الآباء والأمهات أن يجدوا السبل المناسبة للتعامل معهم فليس كل الأبناء وحتى البنات على مستوى واحد من التفكير والعقل والرزانة والفطنة فهم متفاوتون كتفاوت الأصابع وأغضان الأشجار ، والإستشارة في بعض السلوكيات التي تصدر من هؤلاء الأبناء عموما أمر هام ينبغي مراعاته في ذلك ، فإن التربية لها أصحابها وهي فن من فنون التعامل مع النشء وبعضاً منها يُدرس ويدًّرس في معاهد عليا وليس الأمر بهذه السهوله كما يتصوره البعض ، ولكن لدينا جماع قواعد التربيه كلها وهي " الرفق في المعاملة واقصاء العقاب إلا لضرورة وبحدود في سن مناسبة للناشيء " وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال : " إن الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه " وقال أيضاً كما ورد في عند مسلم والبخاري في كتابه : " الأدب المفرد " : ( من يُحرم الرفق يحرم الخير ) وعند أبي داوود : ( من يُحرم الرفق يُحرم الخير
كله ) .
ثم الحذر من استعمال العقاب إلا في سن العاشره ، ولا يُضرب في العاشرة إلا في الصلاة فقط أو في معصيته لوالديه لاعلى غيرهما فلنتق الله ولا نستخدم الضرب دون ذلك السن - أي دون سن العاشره - لأن ذلك يُغير أطباع الطفل إلى ارتكاب العنف فقد قال عليه الصلاة والسلاة في ذلك كما روى الإمام أحمد وأبو داوود قال :
( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
وإن أجل ماعلم الوالد ولده كتاب الله عز وجل الذي هو بحر العلوم وسيّد المعارف وجِماع العلم وأصله وينال الوالد بذلك شرف الدنيا والآخره والرفعة في الدارين ، والولد بذلك يسود أقرانه وخلانه ويعلو شأنه ويكون مُقدماً في المجالس أوما سمعتم قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) رواه أبو داوود من حديث أبي موسى .
الحمدلله ذو الكمال والجلال ، الكريم المتعال ، الذي بعونه تُنال الآمال وتنزه عن عن الصاحبة والآل والصلاة والسلام على النبي صاحب الفضائل والخصال وعلى آله وصحبه الذي نهجوا الأفاضل من الأعمال وعلى من تبعهم وعنا معهم إلى يوم الدين وسلم تسليما ً مزيدا ً أما بعد :
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أولياء الأمور عفا الله عنهم ورحمني الله وإياهم وإياكم :
ثم الحذر من استعمال العقاب إلا في سن العاشره ، ولا يُضرب في العاشرة إلا في الصلاة فقط أو في معصيته لوالديه لاعلى غيرهما فلنتق الله ولا نستخدم الضرب دون ذلك السن - أي دون سن العاشره - لأن ذلك يُغير أطباع الطفل إلى ارتكاب العنف فقد قال عليه الصلاة والسلاة في ذلك كما روى الإمام أحمد وأبو داوود قال :
( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
وإن أجل ماعلم الوالد ولده كتاب الله عز وجل الذي هو بحر العلوم وسيّد المعارف وجِماع العلم وأصله وينال الوالد بذلك شرف الدنيا والآخره والرفعة في الدارين ، والولد بذلك يسود أقرانه وخلانه ويعلو شأنه ويكون مُقدماً في المجالس أوما سمعتم قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) رواه أبو داوود من حديث أبي موسى .
وقال عليه الصلاة والسلام في شأن الوالد الذي يحث ابنه ويتفانى في تعليمه وحفظه للقرآن وفي صاحب القرآن كما روى بُريدة بن الحصيب الأسلمي :
: " إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب فيقول : " هل تعرفني ؟ " فيقول : " ماأعرفك " ، فيقول له : " أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجاره ، فيُعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلتين لايقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان : بما كُسينا هذا ، فيقال : " بأخذ ولكما القرآن ، ثم يقال اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها ، فهو في صعود مادام يقرأ هذاً كان أو ترتيلاً " رواه أحمد وابن ماجه وحسنه البوصيري والألباني
وقد فسر هذا الحديث بأن القرآن حين لقى صاحبه يكون - أي القرآن - كالرجل الشاحب مثل ماكان صاحبه حينما كان في الدنيا يجهد ويجاهد نفسه في تلاوته حتى يذود عنه ويعليه في درجات الجنة وغرفها ويرفع من مكانته في منازل الجنة .
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما واعذنا اللهم من سوء طباعنا وفساد أخلاقنا وشر أنفسنا أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
== الخطبة الثانية ==
الحمدلله ذو الكمال والجلال ، الكريم المتعال ، الذي بعونه تُنال الآمال وتنزه عن عن الصاحبة والآل والصلاة والسلام على النبي صاحب الفضائل والخصال وعلى آله وصحبه الذي نهجوا الأفاضل من الأعمال وعلى من تبعهم وعنا معهم إلى يوم الدين وسلم تسليما ً مزيدا ً أما بعد :
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أولياء الأمور عفا الله عنهم ورحمني الله وإياهم وإياكم :
- ادخال التشاؤم لدى الأولاد والبنات وزعزعة روح الحماس وتحبيطهم وتثبيطهم بأقوال مشينة والقدح في شخصيتهم لافي أفعالهم ، والناشيء أو الناشئة لايوجه لهم النقد مباشرة في شخصياتهم وإنما يوجه اللوم والنقد لأفعالهم إن كانت خاطئة ويبين لهم الصواب في ذلك برفق من دون تعنيف ولا استهزاء
- ومن الأخطاء يامعشر الفضلاء التي تجري في البيوت الخصام والجدال الشديد الذي يصل لحد الصراخ والعويل بين الأب والأم داخل البيت فإن هذا من آثاره الكبرى على سلوكيات الإبن أو الطفل أنه يزعزع ثقة الطفل في نفسه ويجعله قلقاً وربما يُصاب بالرهاب الإجتماعي فلا يستطيع الخروج أمام الناس أو زملائه أوفي المدرسة ولو طُلب منه أن يلقي كلمتين فاتقوا الله في أبنائكم واكظموا الغيظ وكظمه من صفات المؤمنين واجعلوا مثل هذه الخصومات - التي إن كان لابد منها - اجعلوها خارج نطاق الأسرة أو في غرفة مغلقة إن استطعتم
- ومن الأخطاء أيضاً : ترك المديح للإبن ونقده وعدم تشجيعه عندما يقوم بأي عمل نافع له أثر على كسبه للعلوم وتميزه في الدراسة والفهم وارتقائه بنهجه ومسلكه وأخلاقة فإن ذلك يثني الإبن أو البنت عن مواصلة عطائة وتميزه في وسطه التعليمي ، ويُفسد الفطرة السوية التي نشأ عليها .
- البخل بوضع المحفزات لهم مع عدم تعويدهم على ذلك ، ومن الأمثلة على ذلك : أن تقول مثلا ً إذا صليت الفجر مع الجماعة أعطيتك كذا ، وإن تفوقت في المدرسة أعطيتك كذا وهذا يكون للأطفال خاصة ممن فوق السابعه - كما أسلفنا - أما الكبار فيوجهون وينصحون ويُجاهدون في ذلك ويُكثر عليهم ويستشارفيهم ويُدعى لهم بالهداية والسداد والتوفيق والرشاد وإن لزم الأمر الأخذ بأيديهم وتعنيفهم في أمر الصلاة خاصة بشرط : أن يكون هذا التعنيف له آثاره الإيجابية على هذا الشاب أو المراهق ليدرك بذلك فداحة مافعل وينتهي عن نُهي عنه فذلك أمر محمود وما عدا ذلك فلا يُنصح به ويُترك أمره إلى الحاكم .
- ختاماً لنكن معشر الأحبة ايجابيين في سلوكنا وتوجهاتنا وأقوالنا وأفعالنا ومعشرنا والإيجابي هو : الذي يبني نفسه ويبني غيره ويقصد دائما إلى الأقوال والأفعال الحسنة فيجليها ويثني عليها ويدع ماسوى ذلك ويعرض عنه ويستره
اللهم إنا نعوذ بك من سوء المعشر وخبث المخبر واقتراف المنكر يا مانع ياحفيظ
اللهم ارزقنا الحلم والصبر والثبات في الأمر والعزيمة على الرشد والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها
الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...
-
الحمدلله الذي الذي خلق الخلائق من عدم وأكرم عباده بالنعم وأسبغ عليهم من وافر الكرم وأبان لهم طريق الثبات والقيم والصلاة والسلام على النبي ال...
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و...
-
الحمدلله ولي المؤمنين وقاهر العباد أجمعين والصلاة والسلام على النبي الأمين الذي أنار درب السالكين وأبان سبل الغواية للحائرين ودل أمته على ...