إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله وفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غُلفا فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وعلينا معهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين مادارت الساعات والأيام وتصرّمت السنين والأعوام أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله فتقوى الله في السر والنجوى عافية من كل بلوى وأمان الله لايتأتّى إلا بالتقوى ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفورٌ رحيم ) .
عباد الله : إن هذا الدين الحنيف أتى بنجاة العباد من الذلّة والإستعباد وهداهم لما فيه صلاحهم وفلاحهم ونسب سبحانه العزة له وللمؤمنين حيث قال سبحانه : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون ) وقال : ( إن العزة لله جميعاً هو السميع العليم ) ومن أعظم أسباب العزة وصلاح الحال والنجاة في الآخرة صلاح المعتقد والتصور وقد كفّر الله المؤلهين لغيره باللفظ أو بالفعل حيث كفر النصارى القائلين بالتثليث فقال : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ومامن إله إلا إله ٌواحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم ) وكفّـر الناسبين لله نقصاً أو أنكروا له اسماً أو صفة أو نسبوا له وصفاً سيئاً لايليق أو من نسب لله الولد الذي يستلزم الزوجه له والولاده للإله الإبن وغير ذلك جل الله وتقدّس عمّا يقول الظالمون فقال في شأن ذلك كلّه : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء سنكتب ماقالوا وقتلهم الأنبياء بغير حقّ ونقول ذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدّمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ) وقال : ( وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) واستعظم الله قولهم فقال : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا *لقد جئتم شيئاً إدّا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هداّ * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا *إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * ) وقال في شأن من تناول بعض أسماء الله بالنفي أو الميل بها عن مراد الله إلى مراد ذلك الضالّ المنحرف مثل إنكار اسم الله الرحمن الذي أنكره بعض كفّار قريش فقال الله في ذلك : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ماتدعوا فله الأسماء الحسنى .... ) وقال أيضاً : ( إن الذين يُلحدون في أسمائنا لايخفون علينا أفمن يُلقى في النار خيرٌ أمّن يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير ) ومن صور الإلحاد في ذلك أيضاً اشتقاق اسم أو صفة من صفات الله كما فعل بعض المشركين الذين اشتقوا من اسم الله " العزيز " اسم صنمهم : " العزى " واشتقوا من اسم الله : " المنّان " مناة وكثيرٌ في كتاب الله تلك الآيات التي تُعين على تقويم عقيدة المؤمن وتحقيق التوحيد ونبذ التصورات الفاسدة عن الإله جل جلاله في الفعل والعمل خاصة وكذلك في اللفظ والقول أيضاً كما ورد عن المصطفى عليه السلام في النهي عن بعض الألفاظ الشركيه التي تجرّ إلى سوء التصوّر والمعتقد الباطل وترسّخ التصور النقي الفطري الذي ينبغي للإله ولمقام الألوهية الذي يلزم العباد صرفه للبارئ سبحانه وتعالى حتى في أضيق الأحوال وأشدّ الظروف فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أصاب أحدكم همّ أو لأواء فليقل : الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً " أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ، وفي حديث أسماء بنت عُميس رضي الله عنها أنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلماتٍ تقولينها عند الكرب ، أو في الكرب : الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً " رواه أبوداوود وابن ماجه والإمام أحمد في مسنده وصححه جمعٌ من أهل العلم ، وكذلك نسبة النعمة لله الذي يحقق أيضاً التصور الصحيح لحصول النعم وأن المُنعم سبحانه هو من سخرها ووهبها ، وأن لايتعلق الإنسان بغير ربّه فيُفسد التصوّر الصحيح الذي رسّخ له هذا الدين ، ففي حديث زيد بن خالد الجُهني رضي الله عنه قال : " صلى بنا رسول صلى الله عليه وسلم بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلمّا انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب ، وأما من قال : مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب " وكذلك نهى عن كل لفظٍ يُفسد صحة الإعتقاد والتصوّر المعتقدي الصحيح فنهى عن قول : " ماشاء الله وشئت " وعن الحلف إلا بالله دون غيره فعن ابن عباّس رضي الله عنه وعن أبيه : " أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ماشاء الله وشئت ، فقال - أي النبي عليه الصلاة والسلام - : أجعلتني لله ندّاً ، بل ماشاء الله وحده ، وفي حديث آخر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : " ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ماشاء الله ثمّ شئت " رواه النسائي وصححه ، ومن المناهي اللفظية - وقصدنا بذلك تلك الألفاظ التي نهى عن استعمالها الشرع لأنها تحـْرِفُ عقيدة العبد ، نقول : منها : سبّ الدهر ، ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهر أُقلّب الليل والنهار " وفي رواية : لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ومن المناهي اللفظية - تعبيد الأسماء لغير الله : كعبد الكعبة وعبد النبي وعبدالحارث وعبدزيد وأشنع من ذلك من تعبّد للأوثان كعبد مناة وعبدالعزى ، وذكر الإمام أحمد في مسنده قال : حدثنا عبدالصمد قال حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لمّا ولدت حوّاء طاف بها إبليس وكان لايعيش لها ولد فقال : سمّيه عبدالحارث فإنه يعيش ، فسمته عبدالحارث فعاش ، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ، وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار عن عبدالصمد بن عبدالوارث به ، ورواه الترمذي في تفسير هذه الآيه عن محمد بن المثنى عن عبدالصمد به وقال : هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر بن ابراهيم ، ورواه الحاكم في مستدركه مرفوعاً ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرّجاه - أي الشيخين البخاري ومسلم وروى مثله جماعة من المفسرين وذُكر كل هذا عند قول الله تعالى : ( فلمّا آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عمّا يُشركون ) .
ومن المناهي اللفظية ياعباد الله التسمي بملك الملوك أو ملك الأملاك وما يرادفها في اللغات الأخرى ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أخنع اسمٍ عند الله رجل ٌتسمّى ملك الملوك ، لامالك إلا الله " وفي رواية أخرى : " أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه " ، وفي رواية : " إن أوضع اسم عند الله . . - الحديث - " أي أحقر وأصغر .
ومثله الحكم فكان أبو شريح رجل ٌمن الصحابة رضوان الله عليهم يُسمّى " أبا الحكم " فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : " إن الله هو الحكم ، وإليه الحُكُم " فقال : " إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين ، فقال - أي النبي صلى الله عليه وسلم : " ماأحسن هذا ، فما لك من الولد ؟ " قال : شُريح ومسلم وعبدالله ، قال : " فمن أكبرهم " قلت: شُريح ، قال : " فأنت أبو شُريح " . رواه أبوداوود وجمعٌ من المحدثين ، فصارت سنّة بعد ذلك ونِعم السُنّة ، وإن من كريم الأخلاق وحسين الصفات وكمال خُلق المسلم أن ينادي أخيه بكنيته لاباسمه والذي نشاهده ولله الحمد منتشراً في بلادنا ، فاللهم أقم لنا ألسنتنا على الرشد والخير واكفنا شر أنفسنا وشر الأشرار من الغير ، وبارك الله لي ولكم في القُرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
============= الخطبة الثانيه =============
الحمدلله الكريم المنّان ذو الفضل والإحسان والجود والإمتنان نحمده في كل آن ونشكره على ماأولى من النعم في الأرزاق والأبدان والصلاة والسلام على المبعوث بالقرآن والحكمة والإيمان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلّم تسليما ًكثيرا أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أننا لو تتبعنا الألفاظ التي نهى عن استعمالها الشرع لطال بنا المقام ولكن من أراد ضبط ذلك فليعلم أن التسميات عموما ً ومثلها الألفاظ تنقسم إلى قسمين :
* الأول : ماكان من الأسماء والألفاظ مايقدح في التوحيد كالتسمية ببعض أسماء الله وصفاته أو تعبيد الأسماء لغير الله أو التسمية بأسماء أصنام تُعظم أو آلهة وثنية أو نحو ذلك أو تحتوي على تعظيم الأشخاص كاسم السيد لأن السيد هو الله كما ورد في الحديث ، ولكن لو قال سيدي لكان جائز .
فاتقوا الله عباد الله فتقوى الله في السر والنجوى عافية من كل بلوى وأمان الله لايتأتّى إلا بالتقوى ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفورٌ رحيم ) .
عباد الله : إن هذا الدين الحنيف أتى بنجاة العباد من الذلّة والإستعباد وهداهم لما فيه صلاحهم وفلاحهم ونسب سبحانه العزة له وللمؤمنين حيث قال سبحانه : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون ) وقال : ( إن العزة لله جميعاً هو السميع العليم ) ومن أعظم أسباب العزة وصلاح الحال والنجاة في الآخرة صلاح المعتقد والتصور وقد كفّر الله المؤلهين لغيره باللفظ أو بالفعل حيث كفر النصارى القائلين بالتثليث فقال : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ومامن إله إلا إله ٌواحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم ) وكفّـر الناسبين لله نقصاً أو أنكروا له اسماً أو صفة أو نسبوا له وصفاً سيئاً لايليق أو من نسب لله الولد الذي يستلزم الزوجه له والولاده للإله الإبن وغير ذلك جل الله وتقدّس عمّا يقول الظالمون فقال في شأن ذلك كلّه : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء سنكتب ماقالوا وقتلهم الأنبياء بغير حقّ ونقول ذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدّمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ) وقال : ( وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) واستعظم الله قولهم فقال : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا *لقد جئتم شيئاً إدّا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هداّ * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا *إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * ) وقال في شأن من تناول بعض أسماء الله بالنفي أو الميل بها عن مراد الله إلى مراد ذلك الضالّ المنحرف مثل إنكار اسم الله الرحمن الذي أنكره بعض كفّار قريش فقال الله في ذلك : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ماتدعوا فله الأسماء الحسنى .... ) وقال أيضاً : ( إن الذين يُلحدون في أسمائنا لايخفون علينا أفمن يُلقى في النار خيرٌ أمّن يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير ) ومن صور الإلحاد في ذلك أيضاً اشتقاق اسم أو صفة من صفات الله كما فعل بعض المشركين الذين اشتقوا من اسم الله " العزيز " اسم صنمهم : " العزى " واشتقوا من اسم الله : " المنّان " مناة وكثيرٌ في كتاب الله تلك الآيات التي تُعين على تقويم عقيدة المؤمن وتحقيق التوحيد ونبذ التصورات الفاسدة عن الإله جل جلاله في الفعل والعمل خاصة وكذلك في اللفظ والقول أيضاً كما ورد عن المصطفى عليه السلام في النهي عن بعض الألفاظ الشركيه التي تجرّ إلى سوء التصوّر والمعتقد الباطل وترسّخ التصور النقي الفطري الذي ينبغي للإله ولمقام الألوهية الذي يلزم العباد صرفه للبارئ سبحانه وتعالى حتى في أضيق الأحوال وأشدّ الظروف فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أصاب أحدكم همّ أو لأواء فليقل : الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً " أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ، وفي حديث أسماء بنت عُميس رضي الله عنها أنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلماتٍ تقولينها عند الكرب ، أو في الكرب : الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً " رواه أبوداوود وابن ماجه والإمام أحمد في مسنده وصححه جمعٌ من أهل العلم ، وكذلك نسبة النعمة لله الذي يحقق أيضاً التصور الصحيح لحصول النعم وأن المُنعم سبحانه هو من سخرها ووهبها ، وأن لايتعلق الإنسان بغير ربّه فيُفسد التصوّر الصحيح الذي رسّخ له هذا الدين ، ففي حديث زيد بن خالد الجُهني رضي الله عنه قال : " صلى بنا رسول صلى الله عليه وسلم بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلمّا انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب ، وأما من قال : مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب " وكذلك نهى عن كل لفظٍ يُفسد صحة الإعتقاد والتصوّر المعتقدي الصحيح فنهى عن قول : " ماشاء الله وشئت " وعن الحلف إلا بالله دون غيره فعن ابن عباّس رضي الله عنه وعن أبيه : " أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ماشاء الله وشئت ، فقال - أي النبي عليه الصلاة والسلام - : أجعلتني لله ندّاً ، بل ماشاء الله وحده ، وفي حديث آخر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : " ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ماشاء الله ثمّ شئت " رواه النسائي وصححه ، ومن المناهي اللفظية - وقصدنا بذلك تلك الألفاظ التي نهى عن استعمالها الشرع لأنها تحـْرِفُ عقيدة العبد ، نقول : منها : سبّ الدهر ، ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهر أُقلّب الليل والنهار " وفي رواية : لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ومن المناهي اللفظية - تعبيد الأسماء لغير الله : كعبد الكعبة وعبد النبي وعبدالحارث وعبدزيد وأشنع من ذلك من تعبّد للأوثان كعبد مناة وعبدالعزى ، وذكر الإمام أحمد في مسنده قال : حدثنا عبدالصمد قال حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لمّا ولدت حوّاء طاف بها إبليس وكان لايعيش لها ولد فقال : سمّيه عبدالحارث فإنه يعيش ، فسمته عبدالحارث فعاش ، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ، وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار عن عبدالصمد بن عبدالوارث به ، ورواه الترمذي في تفسير هذه الآيه عن محمد بن المثنى عن عبدالصمد به وقال : هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر بن ابراهيم ، ورواه الحاكم في مستدركه مرفوعاً ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرّجاه - أي الشيخين البخاري ومسلم وروى مثله جماعة من المفسرين وذُكر كل هذا عند قول الله تعالى : ( فلمّا آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عمّا يُشركون ) .
ومن المناهي اللفظية ياعباد الله التسمي بملك الملوك أو ملك الأملاك وما يرادفها في اللغات الأخرى ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أخنع اسمٍ عند الله رجل ٌتسمّى ملك الملوك ، لامالك إلا الله " وفي رواية أخرى : " أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه " ، وفي رواية : " إن أوضع اسم عند الله . . - الحديث - " أي أحقر وأصغر .
ومثله الحكم فكان أبو شريح رجل ٌمن الصحابة رضوان الله عليهم يُسمّى " أبا الحكم " فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : " إن الله هو الحكم ، وإليه الحُكُم " فقال : " إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين ، فقال - أي النبي صلى الله عليه وسلم : " ماأحسن هذا ، فما لك من الولد ؟ " قال : شُريح ومسلم وعبدالله ، قال : " فمن أكبرهم " قلت: شُريح ، قال : " فأنت أبو شُريح " . رواه أبوداوود وجمعٌ من المحدثين ، فصارت سنّة بعد ذلك ونِعم السُنّة ، وإن من كريم الأخلاق وحسين الصفات وكمال خُلق المسلم أن ينادي أخيه بكنيته لاباسمه والذي نشاهده ولله الحمد منتشراً في بلادنا ، فاللهم أقم لنا ألسنتنا على الرشد والخير واكفنا شر أنفسنا وشر الأشرار من الغير ، وبارك الله لي ولكم في القُرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
============= الخطبة الثانيه =============
الحمدلله الكريم المنّان ذو الفضل والإحسان والجود والإمتنان نحمده في كل آن ونشكره على ماأولى من النعم في الأرزاق والأبدان والصلاة والسلام على المبعوث بالقرآن والحكمة والإيمان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلّم تسليما ًكثيرا أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أننا لو تتبعنا الألفاظ التي نهى عن استعمالها الشرع لطال بنا المقام ولكن من أراد ضبط ذلك فليعلم أن التسميات عموما ً ومثلها الألفاظ تنقسم إلى قسمين :
* الأول : ماكان من الأسماء والألفاظ مايقدح في التوحيد كالتسمية ببعض أسماء الله وصفاته أو تعبيد الأسماء لغير الله أو التسمية بأسماء أصنام تُعظم أو آلهة وثنية أو نحو ذلك أو تحتوي على تعظيم الأشخاص كاسم السيد لأن السيد هو الله كما ورد في الحديث ، ولكن لو قال سيدي لكان جائز .
* الثاني : ماكان يحتوي من الأسماء والألفاظ على معنى فاسد وقبيح فهذا لايصح التسمية فيه لتأثيره على الشخص المسمى فكثيراً مايفعل ذلك المعنى الذي سُمّي به وذكر الأطباء النفسيون أن الإسم له تأثير على من سُمّي به ، وإن لم يبدو أثره الآن والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بتحسين الأسماء وتسهيلها والإبتعاد عن العسير وما يجلب الشر منها وكذلك الأسماء التي فيها تأول على الله أو تزكية للنفس كاسم بّرة والذي هو من البرّ فغيّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم زوجته برّة بن جحش إلى زينب بنت جحش وقال : " لاتزكوا أنفسكم فإن الله هو أعلم بالبرّة منكن والفاجرة " رواه البخاري في الأدب المفرد وغيراسم عاصية إلى جميلة وجثّامة إلى حسّانة وغيرها من الأسماء ، ومن ذلك اسم حزَن للرجال فقد غيّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم رجل حزن إلى سهل فعن سعيد بن المُسيّب عن أبيه عن جدّه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له - أي لجدّه : " مااسمك ؟ قال : " حزَن " قال : " أنت سهل " قال : " لا ، السهل يُوطأ ويُمتهن " قال سعيد : فظننت أنه سيصيبنا بعده حُزُونة ، ثم قال - أي جدُّه - : لاأغير اسماً سمّانيه أبي ، قال سعيد : " فما زالت الحُزُونة فينا بعد " والمقصود من ذلك كلّه هو : عدم تسرّب المعنى الرديء إلى النفس وتأثيرها فيه وإن كان أصل التسمية من مبدأ القوة والشجاعة والبأس والإفتخار ، وذلك أن العرب تُسمي الأرض الصلبة بالحَزَن واللينة بالسهل ، ولكن وقوع الإسم على النفس يُعطي ذلك المعنى والوصف السيء الذي يجلب الهموم والغموم وهو الحُزُن والذي كان دائماً عليه الصلاة والسلام يستعيذ منه ويأمر بالإستعاذة منه ، لأنه يجعل الرجل لايقوم بمصالحه ولاحتى فروض دينه ويعقل العقل عن التفكير الإيجابي ، ومما يُؤسف له في هذه الأام انتشار أسماءٍ دخيلة علينا لها معانٍ فاسدة بل وفي بعضها شرك وكُفر وليست بعربية ومن تسمّى بأسماء ملة غير الإسلام شابههم في أفعالهم أو قارب ذلك وإذا كان التكلّم بغير العربية مكروه فكيف بالتسمي بأسماء من يصدّون عن دين الله ويُحرضون على قتل المسلمين أو يعينون على قتلهم في كل مكان علماً أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلٌ يتكلم بالفارسية فقال له : " أترضى بالمجوسية بعد الحنيفية " ويامن أبتليت بمثل ذلك فلزاماً على كل رجل منّا أن يبحث عن معنى كل اسم يُريد أن يُسمّى به وتغيير اسم الأنثى ليس كالذكر ، واعلم أن الإسم إذا سمّيت به فإنه سيعيش بعد موتك سنين عديده فاحذر عند الإختيار أن تُسمّي باسمٍ محظورٍ شرعاً يكون سُنّة متبوعة بعد رحيلك ، فاللهم إياك نسأل ولك ندعو ونبتهل أن تهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال ، ياواسع الإنعام والإفضال وحقق مانصبو إليه من آمال . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق