الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

خطبة عن التهاون بترك الصلاة أو تأخيرها .

 إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد : 

فاتقوا عباد الله فبدون التقوى تضيع الفرائض والحقوق ولا يُدرك فائت ولا يصل مسبوق ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويُعظم له أجراً ) ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرّالأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذّ في النار . 

عباد الله : أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وبصلاحها تصلح جميع الأعمال وتحصل النجاة من الشرور والأهوال في يوم المآل ، وبها ومن أجلها مع الشهادتين أمر الله نبيه بالقتال لأعداء الدين وأهل الضلال وهي الفريضة الوحيدة التي شُرعت فوق السبع الطرائق من الله العظيم المتعال وهي وصية نبينا حين الإحتضار ولم يسقطها الله في الإقامة ولا الأسفار ولا في الحروب وخوض الأخطار مهما كانت الظروف والأقدار . 

عباد الله : ( الصلاة وما ملكت أيمانكم ) ( الصلاة وماملكت أيمانكم ) ( الصلاة وماملكت أيمانكم ) قالها ثلاثاً عليه الصلاة والسلام قبل أن تصعد روحه إلى السماء . . بلّغ وأبلغ في الوصية وأرشد البريّة بجوامع الكلام وصرخ بها وزجر وكان لقوله بالغ الأثر لمن وعاه ، وصارت عواقبه وخيمةٌ أليمةٌ لمن أعرض عن خطابه وهُجيراه . . 

لاصلة بين العبد وربه بدونها فالعلاقة مبتورة بين تاركها وربه ، ولن يكون من الله قرب العبد بدون الصلاة وهي باب المحبة من الله للعبد وأفضل الأعمال وأرفعها في الدرجات وفي الحديث القدسي : (( وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه . . )) وهي خير موضوع كما ورد في السنة ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ولن يصلح دين العبد بدينها حتى لو حافظ على النوافل وهي أول مايحاسب عنه العبد يوم القيامه ففي الحديث : ( إن أول مايُحاسب به العبد يوم القيامة من صلاته عمله ، فإن صلُحَت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ) أخرجه الترمذي وصححه المنذري والألباني وحسنّه ابن حجر رحمهم الله وإيانا جميعاً . 

عباد الله : النصوص في أهمية الصلاة والأمر بإقامتها على مايُريد الله كثيرة متظافرة وقد جعلها الله كتاباً موقوتاً ومؤقتاً بوقت محدد بل ذكر أوقاتها في كتابه العزيز ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ) وقال : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفاً من الليل . . ) فمن أخرها عن وقتها حتى يخرج فقد كفر ، ومن قدمها عن وقتها بدون عذر فهي مردودة باطلة كأن فاعل ذلك ماصلاها . . ومن تركها تهاوناً وكسلاً وإهمالاً فقد كفر كفراً مخرجاً من الملة وهو القول المفتى به لقوله تعالى : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانُكم في الدين . . . ) فرّتب أخوة الدين على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة - كما ذكر ابن عثيمين رحمه الله -  ومن لم يفعل ذلك كما أمر الله فليس بأخٍ لنا في الدين . . فلم يامعشر المسلمين يُفرّط كثير من المسلمين في هذه الصلاة مع الجماعة ويتهاون بها وكأنها عنده من التوافه والأمور الثانوية التي ماخُلق من أجلها ولا أمره الله بها وكأن الله لم يترتب على تركها أشدّ الوعيد وأقساه . . 

ألا يسمع لقول الملائكة للمجرمين حيث قالوا لهم كما حكاه ربنا سبحانه :       ( ماسلككم في سقر * قالوا لم نكُ من المصلين * ولم نكُ نطعم المسكين ) فبدأ بتركها لأن تركها رأس كل بليّة ويجرُّ للوزر والخطيّة ، وفي المقابل أيضاً المحافظة عليها رأس كل خير وأعظم الأبواب للفلاح والرزق وتنهى صاحبها عن كل سوء وعن الفحشاء والمنكر ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لانسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) فمن أقامها فقد أقام دينه وصنع لنفسه أول طريق السعادة والنجاح ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة ) . 

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ماتسعمون وأستغفر الله لي ولكم ماتعلمون ومالاتعلمون فاستغفروه يغفر لكم وهو ربكم وإليه ترجعون . 

========== الخطبة الثانية ==========

الحمدلله الذي لاهادي للخلق سواه ، ولا معين إلا إياه والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد: 

فاتقوا الله - عباد الله - فمن اتقى ربه أعانه وقرّبه ومن كل خير وهبه ثم اعلموا ياعباد الله أن هناك صلاتين من حافظ عليهما وأداهما مع جماعة المسلمين في وقتهما هانت عنده الصلوات الأخرى وهما صلاة العشاء والفجر ومن ضيعهما فهو في صف المنافقين بنص الحديث النبوي حيث قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق على صحته : " أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون مافيهما من الأجر لأتوهما ولو حبواً " وفي هذا الزمان يفرّط كثير من الناس في صلاة العصر بعذر الوظيفة أو العمل والله خصها بالمحافظة في كتابه حيث قال : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) والنص النبوي فيها شديد وصريح حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( من ترك صلاة العصر حبط عمله ) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام : " من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله " أي سلب أهله وماله فهل من يتأمل هذا ذلك ؟ ! 

عبادالله : ومن عظيم المصائب على العبد أن يوقت المنبه للوظيفة والعمل ولايوقته للصلاة وخصوصاً الفجر ومن فعل ذلك حتى تخرج الشمس فقد ترك الصلاة عامداً مُختاراً ويكفر بذلك كما أفتى كبار أهل العلم فلابد من الحذر من هذا الفعل والصنيع ، فحافظ - أخي - ياعبدالله على هذه الصلاة المكتوبة فإن ضيعت منها ماضيعت فأحسن الله عزءاك في الذاهب منها فلن تدرك فضله مهما عملت وأحسن الله لك مابقي من عمرك فالمبادرة المبادرة والحذر الحذر من التهاون والكسل في شأن الصلاة فعض عليها عضاً وافزع لها فزْعاً فهي حياتك قبل الممات ونجاتك في يوم الأهوال والعرصات . . . 

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...