الخميس، 12 نوفمبر 2020

خطبة عن التحزب والفرق

 إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد : 

فاتقوا الله عباد الله وانهجوا في أموركم سبيل الهدى والرشاد واحذروا من سبل الغواية والفساد ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ) . . واعلموا أن الأمة ياعباد الله بحاجة للإجتماع لا التفرق من أي وقتٍ مضى فأمتنا ياعباد الله عانت في وقت ماضٍ وما زالت تعاني من الحزبيات والتفرقة والعدو متربص بالأمة الدوائر فلا يكون بعضنا مثل الشاة العائرة بين غنمين أجل الله الجميع ولننبذ سائر التحزبات والإتجاهات كلها على حد سواء ،  سواءاً كان ذلك داخل البلاد أو خارجها وإليكم خطاب هيئة كبار العلماء في هذا الموضوع : 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وصفوته من خلقه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين .. أما بعد :
فإن الله تعالى أمر بالاجتماع على الحق ونهى عن التفرق والاختلاف قال تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون"، وأمر العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن السبل التي تصرف عن الحق، فقال سبحانه : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون".
وإنما يكون اتباع صراط الله المستقيم بالاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنّ مِن السبل التي نهى الله تعالى عن اتباعها المذاهب والنحل المنحرفة عن الحق، فقد ثبت من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال : " هذا سبيل الله مستقيماً"، ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلاّ عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" رواه الإمام أحمد.
قال الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : " فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتقرق بكم عن سبيله" وقوله : " أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" ونحو هذا في القرآن، قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمِراء والخصومات في دين الله.
والاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو سبيل إرضاء الله وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، والوقاية من الشرور والفتن، قال تعالى : "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون " فعُلم من هذا : أن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة. وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان المسلمين ، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم .
ومما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها ، ومثلها سائر الفرق التي تخدم مآرب شخصية ولا تخدم دين الله تعالى ولا تجمع كلمة المسلمين وتوحد صفهم تجاه عدوهم الذي يريد لهم الفرقة والشتات فاللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والدين وانصر عبادك المؤمنين والمجاهدين في سبيلك في كل مكان يارب العالمين وقهم وسائر السلمين كل فرقة وخلاف وشتات واختلاف يارب العالمين أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم من الخطايا والأوزار فاستغفروه يغفر لكم إنه هو العزيز الغفار  . 

=========== الخطبة الثانية ===========

الحمدلله كما ينبغي أن يُحمد والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن بنهجه استرشد أما بعد : 
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن مما يثير التحزبات ووصف الأشخاص بما لايليق وتصنيف الناس بحسب الأهواء هو طريقٌ أوله الجدال وأوسطه استئثارٌ بالرأي حتى لو كان هذا الرأي باطلاً وآخره تكفير وتضليل للناس كافة نعوذ بالله من الزيغ والخذلان والمخرج هو التحاكم إلى شرع الله من كتابٍ وسنة . 
وفي ذلك يقول الحق المبين سبحانه : ( فإن اختلفتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تاويلاً ) أي أحسن عاقبة وأرشد عند الخصام والجدال في دين الله وذلك أسلم لمصير المجادل وأهدى للطريق لمن أراد الله هدايته ورُشده . 
والحذر ثم الحذر من الجدال بالباطل أو الجدال بالهوى فكلا الصنفين مذمومين سلوكاً ومنهجاً وديانة فصاحب الجدال بالباطل صاحب شبهة وصاحب الجدال بالهوى صاحب شهوة وكلاهما ضال ومنحرف والمهدي من خلق الله والموفق من نهَج نهـْج الكتاب والسنة في التحاكم وحين الجدال وينبغي أن يكون الجدال بالتي أحسن كما أمر الله نبيه : 
 ( وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) وأبعد الناس من الإنتفاع أثناء الحوار والجدال صاحب الشبهة ثم صاحب الشهوة ، فمن سلم من الشبهة والشهوة رشد واهتدى ومن وقع في أحدٍ منهما فعليه المبادرة بالتوبة قبل حلول الأجل المجهول ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والقبول واللطف يوم المثول 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...