فاتقوا الله -عباد الله - فالتقوى جنّة من الآثام وقربة للكريم العلام ( ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقْه فأولئك هم الفائزون ) .
- عباد الله : حياة القلوب بذكر الله علام الغيوب وصلاح العباد بحياة قلوبهم وزكاة نفوسهم وطهارة أفئدتهم والعبد متى أحس بثُقلٍ حين الذكر فليفتش عن دواخله وما خالط قلبه من أمراض الشهوات أو الشُبُهات ، والله أعلم عباده وأخبرهم في محكم التنزيل أن ذكر الله لابد أن تطمئن له النفس وينشرح به الصدر ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فإذا مااطمأنت النفس ولم يحصل الإنشراح فهي مُشغلات عرضت أو كوامن شر بقيت أو همومٌ استولت على القلوب ومنعته لذة العبادة والذكر فطوبى لمن أشغل القلب بذكر الله وشغله هم الآخرة عن هم الدنيا .
- عباد الله : الكثير من الناس يفرّط في أذكار الصباح والمساء ولايحرص عليها ويفوته الحد الأدنى منها مع الأسف مع أن ذلك لايُكلّفه إلا دقائق معدودة ومع ذلك تجد أنه غافلٌ أشدّ الغفلة في عادة له مستمرة فمتى مثلُ هؤلاء يفيقون ؟ ولدينهم وآخرتهم يعملون ؟ . أذكار الصباح والمساء عصمة لابن آدم من الشرور والشياطين ، ولو نظرتم إلى من حولكم ممن فقد نعمة العافية بسبب عدم تحصين نفسه فابتلاه ربُّه إما بعين أو مسّ أو سحرٍ أو مرض ، فتجد أنه من النادمين على تفريطه بقراءة ورده من الأذكار في الصباح والمساء ، فماذا ينتظر ابن آدم أن يبتليه الله لكي يُفيق من سباته وينتبه من غفلته . عباد الله : آياتٌ محصنة بقدرة الله من شرّ كل دابة ومن شر الجن ومردته منها الآيتين من آخر سورة البقرة يقول عنها المصطفى : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " والحديث متفق عليه ، وكذلك وكذلك سورة الإخلاص والمعوذتين ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) فهي تكفي من كل شيء كما ورد في السنة وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن خُبيب رضي الله عنه وكذلك استحسن أهل العلم أن يقرأ آية الكرسي لأنها تُقرأ بعد كل صلاة ، وبعد صلاة الفجر والمغرب آكد فقد روى النسائي والطبراني في معجمه الكبير والأوسط وابن السُّني في عمل اليوم والليلة من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) . يقول ابن بازٍ رحمه الله والسامعين عن هذا الحديث ( جاء له طرق وبعضها لابأس به ) ثم قال بعد ذلك : ( يُستحب أن تُقرأ - أي آية الكرسي - بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ، لأن بعض الطرق -أي لهذا الحديث - صحيحٌ جيد لابأس به ) . وأما من أذكار السنة فهي كثيرة ولعلنا أن نورد شيئاً منها فمنها :
- " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لاإله إلا أنت أعوذ بك من شرّ نفسي وشرّ الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجرّه إلى مسلم " وهذا الدعاء يقي من شرور النفس والعدوان على الآخرين إن داوم العبد عليه .
- ومنها : " اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور " ويقول في المساء " اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير " وانظروا لانتقاء الألفاظ في الشرع فلما كان بعث بعد النوم وهو يشبه البعث بعد الموت في الآخرة قال " النشور " ولما كان الناس يصيرون إلى مساكنهم وأهليهم في آخر النهار في الدنيا وإلى ربهم في الآخرة قال:" المصير "
- ومنها : " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استُر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك اللهم أن أُغتال من تحتي " ومعنى أغتال من تحتي إما أن يكون بخسف أو باغتيال الجن والشياطين وهذا الدعاء من أجمع الأدعية .
- ومنها : باسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ويقول ذلك ثلاث مرّات كما ثبت في السنة
- ومنها : اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لاإله إلا أنت وحدك لاشريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فمن قالها أربع مرات في كل صبح وفي كل مساء أعتقه الله من النار وغفر الله له .
فاللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين لك رهابين لك مطواعين إليه أواهين منيبين يارب العالمين أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من الخطايا والأوزار فاستغفروه يغفر لكم إنه هو العزيز الغفار .
========== الخطبة الثانية ==========
الحمدلله الذي سبح الخلائق بحمده ، وربّى العالمين بفضله ونعمته ، وحذّر الغافلين من وعيده ونقمته ووعد أهل التقوى بنعيمه وجنته والصلاة والسلام على خير العباد الذي قضى بعدل الله وحكمته عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وسنّته أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - وتأملوا في أمر الله لنبيه حيث قال الحق تبارك وتعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) وهذا يدلل على أن الذكر أول النهار وآخره أفضل من غيره من الأوقات لتخصيص الله لهما في الآية وكذلك التسبيح فهو مخصوص وفضيل قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كما قال الله تعالى : ( وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب . . . ) وقال في آية أخرى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها . . ) ولما كانت الشياطين تسجد للشمس حين لحظة الطلوع وحين لحظة الغروب ناسب تنزيه الله في هذا المقام عن فعلهم الشركي الدنيء وفي الآية أنه يذكر الله في نفسه بتحريك لسانه لاكما يعتقد بعضهم بالقلب فقط فهذا مُخالفٌ لهدي السلف الصالح وأما الصمت فهو منهي عنه في العبادات وهو من عمل الجاهلية كما في الحديث المرفوع الذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لايُتم بعد احتلام ولا صُمات يومٍ إلى الليل " أخرجه أبو داود في سننه وكذلك وروى البخاري رحمه الله أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على امرأة من أَحمَس يُقال لها زينب فرآها لاتكلّم ، فقال : مالها لاتكلّم ؟ قالوا : حجت مُصمتة ، قال لها تكلمي فإن هذا لايحلّ هذا من عمل الجاهلية فتكلّمت " وهذا يدلل على أن الصمت لايُتعبّد الله به وأنه لابد من التلفظ في العبادات.
- ومنها : اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لاإله إلا أنت وحدك لاشريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فمن قالها أربع مرات في كل صبح وفي كل مساء أعتقه الله من النار وغفر الله له .
فاللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين لك رهابين لك مطواعين إليه أواهين منيبين يارب العالمين أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من الخطايا والأوزار فاستغفروه يغفر لكم إنه هو العزيز الغفار .
========== الخطبة الثانية ==========
الحمدلله الذي سبح الخلائق بحمده ، وربّى العالمين بفضله ونعمته ، وحذّر الغافلين من وعيده ونقمته ووعد أهل التقوى بنعيمه وجنته والصلاة والسلام على خير العباد الذي قضى بعدل الله وحكمته عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وسنّته أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - وتأملوا في أمر الله لنبيه حيث قال الحق تبارك وتعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) وهذا يدلل على أن الذكر أول النهار وآخره أفضل من غيره من الأوقات لتخصيص الله لهما في الآية وكذلك التسبيح فهو مخصوص وفضيل قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كما قال الله تعالى : ( وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب . . . ) وقال في آية أخرى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها . . ) ولما كانت الشياطين تسجد للشمس حين لحظة الطلوع وحين لحظة الغروب ناسب تنزيه الله في هذا المقام عن فعلهم الشركي الدنيء وفي الآية أنه يذكر الله في نفسه بتحريك لسانه لاكما يعتقد بعضهم بالقلب فقط فهذا مُخالفٌ لهدي السلف الصالح وأما الصمت فهو منهي عنه في العبادات وهو من عمل الجاهلية كما في الحديث المرفوع الذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لايُتم بعد احتلام ولا صُمات يومٍ إلى الليل " أخرجه أبو داود في سننه وكذلك وروى البخاري رحمه الله أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على امرأة من أَحمَس يُقال لها زينب فرآها لاتكلّم ، فقال : مالها لاتكلّم ؟ قالوا : حجت مُصمتة ، قال لها تكلمي فإن هذا لايحلّ هذا من عمل الجاهلية فتكلّمت " وهذا يدلل على أن الصمت لايُتعبّد الله به وأنه لابد من التلفظ في العبادات.
عباد الله : إن من الناس من يفرّط في أذكار النوم بسبب إنشغاله بمطالعة جواله قبيل النوم ومن ثم ي أهمه النوم فيفوّت أجوراً عظيمة كان بالإمكان حوزها والإنشغال بالجوالات قبيل النوم خطوة من خطوات الشيطان تمكن بها من تخدير كثير من عباد الله وتفويت هذه القربات عليهم فهل من يقظة وحذر قبل ذهاب الأعمار وانقضاء الآجال فاللهم تداركنا برحمتك واعف عنا بعفوك ياكريم ياحليم
. . هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . .