الخميس، 29 أبريل 2021

خطبة عن الغزوات في رمضان

 الحمدلله ناصر عباده المؤمنين وخاذل الأعداء من الكفار والمنافقين ومجيب دعوة المضطرين ورب السماوات والأرضين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد الذي سلك سبيل المتقين وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد : 

فاتقوا الله عباد الله ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفى كل نفس ٍماكسبت وهم لايظلمون ) عباد الله : إن رمضان في التاريخ الإسلامي لم يكن شهر صيام وصدقة وعبادة فقط ولكنه كان شهر أحداث ونصر وتمكين لأمة الإسلام في ماضي عهدهم ، وفي مستقبلها بإذن الله تعالى وقد جرت فيه أحداث كثيرة من عصر النبوة إلى عصرنا هذا وكان من أول حدث في تاريخ المسلمين هو ( غزوة بدر ) التي وقعت في أحداثها في اليوم السابع عشر من رمضان وكان النصر حليف المسلمين وفيها تنزلت ملائكة الرحمن نصرة لأولياء الله وكان سببها اعتراض قافلة قريش من قِبل المسلمين بسبب استيلاء كفار قريش على أموال المهاجرين في مكة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابةَ رضوان الله عليهم بالخروج إليها وقال : " لعل الله أن ينفلكموها " أي تغنموها ولكن الله جل وعلا أراد أن تسلم القافلة لكونه يريد أن يلتقي الفريقان في معركة فاصلة ليقضي الله أمراً كان مفعولاً فلما سلمت القافلة أصرّ صناديد قريش وعلى رأسهم رأس الكفر أبو جهل ( عمرو بن هشام ) على ملاقاة المسلمين وقتالهم فكانت النتيجة أن قُتل سبعون من صناديد الكفر والضلال وقد ذكر الله سبحانه في معرض الآيات في سورة الأنفال شيئاً من هذه الأحداث فقال : ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا * ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيّ عن بينة وإن الله لسميعٌ عليم ) والعدوة الدنيا أي القريبة من المدينة والقصوى أي البعيدة منها والركب المقصود بهم القافلة والمعنى أنهم أسفل منكم قريباً من البحر وليس في الوادي نفسه ولما التقى الفريقان استفتح أبو جهل بقوله : " اللهم أينا أقطع للرحم وأتانا بما لم نعرف فأحنه الغداة " أي عجّل بحتفه ، وكان المشركون كما ثبت عن بعض المفسرين حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة يقولون : " اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين " وانظر كيف يدعون الله في الشدة ويشركون في الرخاء فجاء الرد من الله سبحانه : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خيرٌ لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثُرت وأن الله مع المؤمنين ) . 

تنزل النصر من الله بفضله وكرمه على جموع المسلمين وقد كانوا أذلة وقلّة وفي ذلك يقول الله : ( ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) وشاركت ملائكة الرحمن في هذه المعركة الفاصلة جندَ المسلمين نصراً وتأييداً من الله عز وجل وكان المَلك يسبق المقاتل من المسلمين لقطع رؤوس الكفار أو ضرب وجوههم بسوط يخرون بعدها صرعى ففي حديث ابن عباس الذي رواه مسلم أنه قال رضي الله عنه : " بينما رجل من المسلمين يشتدّ في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت فارس يقول : أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخرّ مستلقياً فإذا هو قد خُطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضرّ ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدّث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة " . 

ومن الأحداث التي وقعت في رمضان أيضاً فتح مكة وكانت في رمضان من السنة الثامنة من الهجرة حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم العاشر من رمضان ودخل مكة في ليلة التاسع عشر من رمضان وكان فتح مكة عز ونصر وانتشار للإسلام في القارة العربية كلّها 

ومما وقع من المعارك في الأندلس في رمضان معركة بلاط الشهداء التي وقعت في العام الرابع عشر ومائة من الهجرة بقرب باريس في فرنسا اليوم والتي استشهد فيها كثيرٌ من المسلمين 

ومما كان في رمضان أيضاً فتح عمورية وتقع الآن في تركيا باسم مقارب وتسمى اليوم ( أموريوم ) وسبب المعركة عدوان ملك الروم على أرض المسلمين واعتداءهم على النساء فوقعت امرأة في الأسر تنادي ( وامعتصماه ) فلبى المعتصم العباسي النداء وسيّر جيشاً هزم فيه الروم وكان ذلك في عام ثلاثة وعشرين ومائتين من الهجرة ، ومنها أيضاً فتح " حارم " وهو حصنٌ يقع اليوم ضمن أعمال حلب في الشام وكان قد استولى على الحصن الفرنجة فغزاها نور الدين زنكي وكان في رمضان من العام تسعٍ ٍوخمسين وخمسمائة من الهجرة فوقف بجيشه صفوفاً أمامهم فرزق الله فيها المسلين النصر وأسر فيها من أسيادهم وكان ذلك في زمن الدولة الزنكية والتي توالي الدولة العباسية وهي تتخذ الرايات السود علامة على تبعيتها للدولة العباسية ، فاللهم أعز جندك وانصر أوليائك واخذل أعدائك في كل مكان يارب العالمين أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم . 

============== الخطبة الثانية =================

الحمدلله الذي منّ على عباده بالعطايا والهبات وأسبغ عليهم من الخيرات ودفع عنهم الكثير من البليات والصلاة والسلام على المبعوث بالرحمات إلى كل البريّات عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ  عاطر التسليم والصلوات أما بعد : 

ومن  الأحداث الجارية في شهر رمضان معركة " عين جالوت " في فلسطين اليوم وكانت في العام ثمانٍ وخمسين وستمائةٍ من الهجرة ووقعت بين المسلمين والتتار وكان المسلمون بقيادة سيف الدين قطز حيث وقعت المعركة في الخامس والعشرين من الشهر الفضيل كسر فيه المسلمون شوكة التتار وحققوا فوزاً عظيماً بعد قتالهم إياهم قتالاً شديداً  . 

ومن الأحداث التي وقعت في رمضان ودونها التأريخ معركة شقحب وهو مكان قرب دمشق في الشام وكانت في العام الثاني بعد السبعمائة من الهجرة وفيها وقعت المعركة بين المسلمين والتتار وفي هذه المعركة أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بالفطر في رمضان وهو واجب إذا داهم العدو البلد ليتقوى الناس على قتال أعدائهم وذلك فقويت عزائم المسلمين على أعدائهم ونزل النصر من الله فقتل المسلمون من التتار مالا يعلم إلا الله فاقتحم التتار الجبال والتلال هرباً من سيوف المسلمين فحاصروهم المسلمون ورموهم عن قوسٍ واحدة فمات أكثرهم ومن هرب منهم ألقى نفسه في النهر فغرق وسلّم الله المسلمين من شرورهم . . ومن المعارك أيضاً التي جرت في رمضان معركة الزلاقة في الأندلس وكانت بين الجيش الإسلامي المرابطي بقيادة يوسف بن تاشفين الذي يقود الجيش وهو في الرابعة والثمانين من عمره وبين جيش الفرنجة الصليبي النصراني ، وقد كتب الله فيها النصر لجند المسلمين وكانت بداية لظهور دولة المرابطين في الأندلس وبداية عهد جديد لدولة المرابطين الموحدة  . . هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه  . . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...