الخميس، 15 أبريل 2021

خطبة عن الزكاة وإخراج الصدقة

 الحمدلله رب ذي الجود المتين الحق المبين يرزق من يشاء وهو خير الرزاقين يُعطي السائلين ويخلِف على عباده المنفقين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين الذي أرسى دعائم الدين ووعظ وبين لعباد الله المؤمنين عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد :                                                                       

فاتقوا الله عباد الله فالتقوى جُنّة من النيران وسبيل لرضا الرحمن ومجنبٌ لسبل الشيطان ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .                                 

عباد الله : الزكاة ركن الإسلام الثالث وهي زكاة للأموال كما أن الصلاة زكاة للأنفس والأبدان والزكاة أخت الصلاة وقرينتها التي لاتنفك عنها ودائماً ربُنا يقرن بين الزكاة مع الصلاة في خطابه المعظم : " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " وقوله سبحانه : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة " وهي شريعةٌ قديمة مثل الصلاة والعباد لاتصلح أمورهم بدون الزكاة وبها يواسي بعضهم بعضاً ويعطف بعضهم على بعض وهي حق الله في المال لابد من إخراجه ، ويقول الحق تبارك وتعالى مادحاً عباده المؤمنين : ( والذين في أموالهم حقٌ معلوم للسائل والمحروم ) وقد توعد الله بمن يترك دفع الزكاة أو يتهاون فيها بأشد العقوبات في القبر ويوم العرصات حين جمع العالمين على أرض المحشر ومن نصوص الوعيد في ذلك : ماروى النسائي والترمذي وابن ماجه في سننهم وأحمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود رض الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مامن أحدٍ لايؤدي زكاة ماله إلا مُثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع - وهو الثعبان الضخم - حتى يُطوّق به عنقه " ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله : " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير "  وكذلك ماأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مامن صاحب ذهب ولا فضة لايؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيُكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلّما بردت أُعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقضى بين العباد فيرى سبيله سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ، قيل يارسول الله فالإبل ؟ : " ولا صاحب إبلٍ لايؤدي منها حقها - ومن حقها حلبُها يوم وردها - إلا إذا كان يوم القيامة بُطح لها بقاعٍ قرقر - وهي الأرض المستوية التي لاشجر فيها - أوفر ماكانت لايفقد منها فصيلاً واحداً تطؤه بأخفافها وتعضّه بأفوهها ، كلما مرّ عليه أولاها ردّ عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار " وذكر مثل ذلك في صاحب البقر والغنم الذي لايؤدي زكاتها فاللهم رُحماك ولطفك يارب العالمين . 

عباد الله : من ملك نصاباً وحال عليه الحول وكان مُلكه تاماً على ماله بحيث أنه لايكون دين فتلزمه الزكاة ويجب أن يبادر لإخراجها ويحذر من التسويف فإن التسويف من جنود إبليس ، وينبغي على كل مسلم أن يجعل له وقتاً محدداً لإخراج الزكاة لأن الزكاة حولية وتختلف عن الصلاة التي هي وقتية يومية وقد اعتنى بعض العلماء ببيان نصاب الزكاة في كل عام من رمضان لأن الكثير من عباد الله يحرصون على أدائها في رمضان يطلبون مضاعفة الثواب في ذلك وفي هذا العام نظراً لارتفاع سعر الفضة فإن من ملك ألفاً وثمانمائة وعشرون ريالاً من المال النقدي كان فيه الزكاة  ونصاب الزكاة في الفضة نفسها إذا بلغت خمسمائة وخسمة وتسعون جراماً ففيها الزكاة وهو ربع العشر وكذلك الورق النقدي ، واستخدمت الفضة معياراً للزكاة في الورق النقدي لأن حسابها هو الأحض والأنفع للفقراء ، وماكان الناس قديماً يعرفون بالتعاملات المالية إلا بالذهب والفضة وبالنسبة لزكاة الذهب فلا تجب إلا من كان عنده خمسة وثمانون غراماً فصاعداً فيخرج ربع العشر منها . 

عباد الله : تُضم الأنصبة من المال الورقي والذهب والفضة إلى بعضها في تكميل النصاب وهذا قول جماهير العلماء وهو قرار هيئة كبار العلماء وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء وكذلك تُضم مع العروض المعدّة للتجارة ، وقد جاء في قرار المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي مانصه : " وجوب زكاة الأوراق النقدية إذا بلغت قيمتها أدنى النصابين من ذهب أوفضة أو كانت تكمّل النصاب مع غيرها من الأثمان والعروض المعدّة للتجارة . 

اللهم وفقنا لفعل الطاعات وجنبنا المنكرات وانتهاك الحرمات يارب الأرض والسماوات بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ماتسمعون وأستغفرالله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم . 

=============== الخطبة الثانية =============== 

الحمدلله إله العالمين وولي المتقين وإله والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : 

عباد الله : هناك مسائل في الزكاة تخفى على كثير من الناس فلعلنا نورد بعضها بعجالة فمنها : 

- من كانت له أرضٌ اشتراها بنية التجارة فإن فيها الزكاة إذا حال عليها الحول فينظر في قيمتها إذا حال عليها الحول ويخرج زكاتها ولا عبرة بقيمتها حين شراءها ، وليعلم أن السعر المعتبر هو ماكان حال إخراج الزكاة ، وأما المتردد بين البيع والشراء فلا عبرة بذلك إلا إذا كانت لديه نية جازمة للتجارة والبيع .                                                                                            - وكذلك من كان له أسهم في أراضي تعرض للبيع فإن فيها الزكاة فينظر إلى قيمة سهمه حال مضي الحول ويخرج الزكاة بحسب قيمة نصيبه .   

 - ومن لديه عقارٌ يؤجره كعمارة أو منزل أو سيارة ونحو ذلك فإن هذه العقارات ليس فيها زكاة بل في أجرتها فيحسب أرباح الأجرة ويؤدي زكاتها .  - ومن يُشرف على مال يتيم أو مجنون فإن مالهما تجب فيه الزكاة وهو قول جماهير العلماء ويجب على ولي أمرهما أن يتجر بماله لكي لايقل ماله ولكي يبارك الله فيه وقد ورد عند الدارقطني مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال  : " من ولي مال يتيم فليتّجر به ولا يتركه حتى تأكله الصدقة " وهل يحل لمن يشرف على مال اليتيم أن يأخذ من ماله ؟          

فيٌقال نعم بشرطين : أن يكون قد أنفق على اليتيم من ماله هو ( أي الولي ) ويأخذ استرداداً للنفقة وكذلك إذا كان فقيراً محتاجاً إلى المال ولكن يأخذ بقدر كفايته بلا زيادة ولا يحل له أن يتوسع في النفقة على نفسه من مال اليتيم مطلقاً           عباد الله : البحث الآن عن الفقير يحتاج لعناية إلى حدّ ما ودفع الزكاة الآن أصبح سهلاً ميسراً ولله الحمد عبر المواقع الإلكترونية مع منصات وفرتها الدولة كمنصة إحسان وفُرجت ومنصة جود الإسكان وكذلك الجمعيات الخيرية التي وفرت ولله الحمد أرقام حسابات في متناول الكثير من الناس فاللهم وفقنا لعمل صالح يرضيك عنا واختم بالصالحات أعمالنا واجعلنا ممن  دعاك فأجبته واستهداك فهديته ومن كل شرّ وفتنة حفظته وآويته ياذا الجلال والإكرام  . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها

  الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...