فاتقوا الله - عباد الله - فربنا أهلٌ للتقوى وأهلٌ للمغفرة فمن حقق التقوى كان من السادة البررة ومن أوليائه الخيَرة . . عباد الله : لماذا كان أعداء هذا الدين يركزون ويستهدفون النساء في هذا الوقت ؟ وماسبب محاولة محاولة إخراج المرأة من بيتها هي همهم وشغلهم الشاغل الذي عليه يعملون ومن أجله يخططون ويمكرون والله يكتب مايبيون ومحيطٌ بما يدبرون وذلك كله لعدة أمور منها :
* أن أثر المرأة بالغ على الناشئة والأطفال وذلك لأن الطفل يتأثر بأمه وله علاقة ودية بها فإذا فسدت كان قريباً من الفساد الأخلاقي وانهارت لديه القيم والمبادئ .
* أن المرأة هي التي تُمسك بزمام التربية غالباً داخل البيت ويقضي الطفل معها أغلب الوقت فيتعلم من سلوكها ومن طريقة تعاملها ماينعكس على معاملاته في المستقبل مع الناس .
* أن المرأة هي التي تتصرف بتوجيه الطفل إلى حيث تشاء وينجذب إليها بطبيعة الحال لكون الرجل في الغالب يقضي كثيراً من وقته خارج المنزل فلا رقيبَ له إلا أمه التي تكمن مسؤوليتها في متابعته والإشراف عليه ورد كل مايتضرر به من أخلاق هابطة وسلوكيات خاطئة .
* وكذلك أن المرأة تملك مسألة التطبيع الأخلاقي والسلوكي داخل الأسرة وذلك لأن الزوج يغفل كثيراً عن هذا الأمر لظروف عمله وكثرة انشغاله فيدع ذلك مرغماً للزوجة التي بدورها تتولى إما إغراق الأطفال بالأمور السلبية أو الإيجابية فيكون أثر ذلك يظهر بعد حين ويحتاج لجهد طويل حتى يتنزع من الطفل الناشيء ذلك الطبع القبيح الذي نشأ عليه وهذا مايجعل بعض أولياء الأمور يكلّ ويملّ في منتصف الطريق ولا يثابر من أجل الإصلاح واستزراع القيم من جديد ، فيبقى أولئك النشء على سلوكيات منحرفة بسبب عدم مثابرة والدهم ويكونوا ضرراً يتأثر بهم الغير ويؤثرون على أولئك المستقيمين من الناشئة خاصة من كان من أقرانهم .
* والمرأة أيضاً ركن البيت وقاعدته والنشء مرتبط بها بسلوكياته الأولية ، ومن ثمّ لو عرف هذا الغلام وهذا الصبي أن أمه منحرفة فالنتيجة أن هذا الإبن أو تلك البنت تهون عليهما نفسهما ويصبحان لايباليان بما يقترفان من سلوكيات أو أخطاء ولا بمصاحبة أي قرين ولا بالحذر من معصية أو الرغبة في طاعة لأن في نظرهما أن القدوة الأعلى لهما سقطا في وحل الرذائل ، فيسيّـرهما الهوى بعد ذلك وتتلاطم بهم أمواجٌ من الفتن .
* معشر الإخوة لايمكن أن يصلح حال النساء من هذه الأمة إلا بما صلُح به أولها كما قال إمام دار الهجرة مالك الأصبحي رحمه الله والمرأة إذا لم تكن لها من السلف قدوة صالحة تسير على نهجها وتذكي في نفسها روح المنافسة على الهدى والعفاف والتقى والخير كان لها إما هوى ونفس يأمرانها بالسوء وإما كان لها قدوات سيئة ونساءٌ في مسلاخ الشياطين يتربصن بنساء المجتمع الشرور والمكائد ولنتأمل كيف كان الخطاب من الله لنساء النبي صلى الله عليه وسلم خير نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ومع ذلك كله كان الخطاب لهن بالترغيب والترهيب وعدم المجاملة أو التعاطف حيث قال ربنا جلا وعلا : ( يانساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ثم حذرهن من شر الفواحش عموماً وأكد بمضاعفة العذاب لهم - وهن أجل وأطهر - وأمرهن بالطاعة والقنوت لله ورسوله ووعدهن بمضاعفة الثواب فقال : ( يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريما ) والخطاب لهن خطاب لنساء الأمة أيضاً والعبرة دائماً كما هو الحال في القرآن بعموم اللفظ لابخصوص السبب كما هي أوامر الله ونواهيه ، حفظ الله نساء المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار ووقاهن شّر أنفسهن وزين الإيمان - جّ سبحانه - في قلوبهن وكره لهن الكفر والفسوق والعصيان إنه هو المجيب المنان ذو الفضل والإحسان أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من الذنوب والسيئات إنه هو الكريم الجواد ورفيع الدرجات .
============ الخطبة الثانية ============
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على خليله وعبده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - وتذكروا قول الحق تبارك وتعالى : ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون ) .
عباد الله : تظهر في بعض الأحيان حركات في مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصا - التويتر - بمسميات مختلفة وأوسمة ساقطة يرعاها ويتبناها من شياطين الإنس والجن ذكوراً وإناثاً تجرف وتتصيّد في الماء العكر وبعضها ينبيك عن نيّه ومراده علانية ، يستهدف المرأة خاصة ويغرر بالفتيات ومن أهدافهم :
- إخراج المرأة من بيتها وتمردها على أهلها
- وكذلك تخبيب الزوجة على زوجته وتتنفيرها منه ووصفه بأوصافٍ بذيئة وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من خبب إمرأة على زوجها - أي كرّهها فيه ليحصل الطلاق بينهما وقد نجح كثيرٌ منهم أوقعه الله في شر أعماله وكفى المسلمات شرورهم
- وكذلك دعوة النساء للحرية المزعومة التي يريدون منها حرية الوصول لها وأن تكون المرأة المسلمة سلعة بأيديهم لابلغهم الله مرادهم
- وكذلك تصدير التافهات في المجتمع وإبرازهن كقدوات لتفكر النساء والفتيات أن ينهحن نهجهن ويحذون في السوء حذوهن
- وكذلك دعوة النساء للتحرر من الولاية ودعوة النساء للعيش في الخارج وتحسين القبيح لهن وإظهار الوجه الحسن - إن وُجد - للدول الغربية في مايخص قضايا المرأة وإخفاء الوجوه والأنماط القبيحة ، هذه أهدافهم بين أيديكم معشر المصلين والمسلم في هذا الوقت مُلزم بلم شمل الأسرة واحتوائهم أكثر من أي وقتٍ مضى والجلوس مع الأبناء والبنات وكلٌ منهم على حدة ليستطلع أحوالهم ويعالجها بالحكمة والموعظة الحسنة ويحرم من يستحق الحرمان منهم من أدوات الشرور أياً كانت سواءاً كان جوالاً يُسيء استخدامه أو سيارة يستخدمها لعمل لايرتضيه ولا يرضي الله ، ويستشير بذلك أهل التربية والخبرة ليصل بتعامله على أوفق الحلول وأفضل السبل فيؤدي دوره في أسرته على الوجه الأمثل . . اللهم وفقنا لكل عمل يرضيك عنّا وأصلح لنا نياتنا وذرياتنا وقلوبنا وأعمالنا أنت عضُدَنا ونصيرنا عليك التكلان وأنت المستعان يالطيف يامنان ياذا الجلال والإكرام . . ثم صلّوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق