الحمدلله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وعافى من الردى والصلاة والسلام على المبعوث بالنور والهدى نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن بهداه اهتدى أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )
( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) .
- عباد الله : شرع الله الإستشفاء من العاهات والأمراض وما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله وأمر سبحانه بالتدواي فقال عليه الصلاة والسلام : " تداووا عباد الله فإن الله عز وجل لم يُنزل داءاً إلا أنزل معه شفاء إلا الموت والهرم " وفي رواية : " إلا السام " بتخفيف الميم وتسكينها وليس بتشديدها مأخوذٌ من السمة وليس السم ، ولذا قال النووي في فتح المُنعم بشرح صحيح مسلم : " السام بتخفيف الميم : الموت أي المرض الذي قُدر لصاحبه الموت منه فلا دواء له " انتهى كلامه وفي رواية أخرى عند أبي داوود : ( إن الله جعل لكل داءٍ دواء فتداووا ولا تداووا بحرام ) وهذا يدلل على حرمة التشافي وطلب الشفاء بأي محرم أياً كان فإن الله لم يضع شفاء أمة محمد فيما حرّم عليها ،
عباد الله : إن بعض الأمراض يكون شفاءها مذكورٌ في كتاب الله وبعضها في السنة وبعضها من التجربة والإستقصاء والإكتشاف والبحوث وبعضها يُجهل علاجها وذلك أن الله حجب علم البشر عنها ولم يطلع الله أحداً من خلقه على ذلك ، ولذا تجدون بعض الأمراض المستعصية كالسرطانات والإيدز وغيرها - على سبيل المثال - لم يتوفر لها علاج علاجها معلومٌ حجب الله علمه عن البشر لحكمة .
ومن ثمّ يجب علينا أن نؤمن حق الإيمان ونعلم علم اليقين أن مثلَ هذه الأمراض المستعصية لها شفاء ودواء أذن الله بأن نعلمه أم لم يأذن ، وذلك بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ماأنزل الله داء إلا أن أنزل له شفاء " رواه الإمام أحمد من حديث أبي مسعود رضي الله عنه فإن طلبه العبد فوجده فبها ونعمت وإن كان لم يتوصل إليه فليعلم أن حكمة الله قد اقتضت إخفائه عن البشر لأمرٍ فيه خيرٌ لهم فلو اجتمع البشر كلهم لأن يتوصلوا له مااستطاعوا .
عباد الله : قد يكون الشفاء في أمرٍ يكرهه العبد وربما يحتقره ولا يتوقعه والقصص في ذلك كثير ولا يتسع المقام لذكر شيء منها ولكن ينبغي على من أبتلي بمرض عموماً أن يبحث عن العلاج مااستطاع لذلك سبيلا ولا يحقر أي عبدٍ من عبدٍ من عباد الله دله عليه ناصح لأنه لايعلم فلربما يكون الشفاء على يد ذلك الرجل أو تلك المرأة التي ماظنّ أنها أو يملكُ شيئاً أو يقدّمُ نفعاً يوماً ما .
عباد الله : اللقاحات الإستباقية واقيةٌ بإذن الله بشرط أن تكون مأمونة على الجسد ومن ذوي الخبرة وليست ذوي أعراض مستقبلية وقد جربت لقاحات كثيرة وخصوصاً على الأطفال فوقتهم بإذن الله من كثير من الأمراض المميتة أو المعيقة للأعضاء كشلل الأطفال وفيروسات الكبد والحصُبة والجدري وغيرها والشرط الشرعي في تناولها أن تكون مأمونة الجانب عديمة الضرر والأعراض فهي من الدواء الذي أذن الله به سبحانه تسهيلاً على عباده ووقاية لهم من الآفات المُهلكة والأوبئة المفنية وكل ذلك وفرته الدولة بلا مقابل ولا ثمن فلهم منا الدعاء ولله الحمد وله الفضل وتمام المنة .
=========== الخطبة الثانية ============
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
فاتقوا الله -عباد الله - فالتقوى من الله وقاية وللعبد هداية يُجنب الغواية ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
عباد الله : التمييز بين الأمراض الروحية والعضوية يخطئ فيه الكثير من الناس ، وتضطرب فيها أقوال الأطباء لأن اعتمادهم في التشخيص على الماديات والمنظور المادي دون النظر لأي أمور معنوية أو روحية خفية ولذا كان من باب حفظ النفس وتخليصها من اجتهادات بعض المتطببين هداهم الله الذين يتسرعون في التشخيص أو يخطئون فيه ، كان لزاماً أن يسأل المريض ذوي الخبرة والإختصاص والأخذ بالمشورة ممن يثق به ، وينبغي على الأطباء أن لايتسرع في الحكم على المريض فهو مؤتمن ومأجور إن كان من ذوي الإخلاص والأمانة وممن أتقن عمله وألمّ به ، ويراعي جانب الأمراض الروحية كالمس والعين والحسد ولا ينغمس في التشخيص المادي العضوي ولايخمّن أو يتعجل بإجراء فحوصات ترهق كاهل المريض ولا يجني المريض منها فائدة فمهنة الطب أمانة ائتمنه الله عليها وائتمنه الناس فيجب عليه أن يتقي الله ويحذر من جرّ كل مريض لعواقب يجهلها ولا تحمد عقباها . . وينبغي علينا جميعاً أن ندرك خطورة هذه المهنة ولا نتساهل مع أي ممارس لها يمارسها إما تطبباً ولا يُعلم منه طبّ
أو بشهادة مزورة يأكل بها على حساب عافية الناس وصحتهم . . عافانا الله وإياكم من كل أبواب الحرام وجنبا المعاصي والآثام . .
هذا وصلوا وسلموا على أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل عليما : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) . .
مدونة تدون فيها خطب عصرية عامة تفيد الخطباء وتنشر محتوى في الشبكة يستفيد منه الجميع ، وعلى مذهب أهل السنة والجماعة وبكل فخر . أعدها للخطباء : فاعل خير عفا الله عنه ، ويطلب من المتصفحين والقراء الدعاء له ولوالديه وذريته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
خطبة عن حسن الخاتمة وأسبابها
الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير ، خلق الخلق ليعبدوه ووعدهم بالعاقبة الحميدة وهو اللطيف الخبير، والصلاة والسلام ع...
-
الحمدلله الذي الذي خلق الخلائق من عدم وأكرم عباده بالنعم وأسبغ عليهم من وافر الكرم وأبان لهم طريق الثبات والقيم والصلاة والسلام على النبي ال...
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و...
-
الحمدلله ولي المؤمنين وقاهر العباد أجمعين والصلاة والسلام على النبي الأمين الذي أنار درب السالكين وأبان سبل الغواية للحائرين ودل أمته على ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق